لفتت قراءة في موقع “جيروزاليم بوست” إلى أن حاملات الطائرات الأميركية قد تُغيّر موازين القوى في الشرق الأوسط، معوّلة على “القوة النارية الأميركية الوفيرة في المنطقة والتي يرجح أن تزداد في الفترة المقبلة”.
ووفقاً للقراءة “توسّع الولايات المتحدة دور حاملة الطائرات “هاري ترومان” في الشرق الأوسط في ظلّ العمليات ضد الحوثيين. إضافةً إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن حاملة الطائرات الثانية “كارل فينسون” قد تصل إلى المنطقة خلال الأسابيع القليلة المقبلة. وترافق الحاملتين سفنٌ عديدة كجزء من مجموعاتهما الضاربة.
وقد يتعزز هذا الوجود الأميركي في المنطقة مع توفير البنتاغون مزيداً من الطائرات والقوة النارية. وعلى الرغم من أن هذا التركيز على القوة النارية حديث نسبياً، إلا أنه ليس فريداً. وهذا ما تعكسه الخلفية البحرية للقوات الأميركية في المنطقة على مدار العامين الماضيين.
الخلفية البحرية للولايات المتحدة
وفي السابق، امتلكت الولايات المتحدة حاملتي طائرات في المنطقة. إحداهما عادةً لدعم القيادة المركزية الأميركية، وأحياناً تمر حاملة طائرات ثانية عبر المنطقة أيضاً. على سبيل المثال، بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أبقت واشنطن حاملة الطائرات “جيرالد فورد” وعدة سفن في شرق البحر الأبيض المتوسط. وبقيت حاملة الطائرات فورد في المنطقة حتى أوائل يناير (كانون الثاني) 2024، حين عادت إلى الولايات المتحدة. رافقتها السفينتان الحربيتان “يو إس إس ميسا فيردي” و”يو إس إس كارتر هول”. وإلى جانب “يو إس إس باتان”، ضمت هذه السفن الوحدة الاستكشافية البحرية السادسة والعشرين، وكانت في الخارج لمدة ثمانية أشهر.
كما كانت حاملة الطائرات “يو إس إس دوايت دي. أيزنهاور” في المنطقة، ودعمت العمليات الرامية إلى تأمين البحر الأحمر من هجمات الحوثيين. غادرت حاملة الطائرات أيزنهاور ومجموعة حاملات الطائرات الضاربة التابعة لها منطقة مسؤولية القيادة المركزية في يونيو (حزيران) 2024. وبقيت لفترة وجيزة في منطقة مسؤولية القيادة الأميركية الأوروبية، ثم عادت إلى الولايات المتحدة، بعد أن تم نشرها لمدة سبعة أشهر.
وصرح البنتاغون آنذاك بأن حاملة الطائرات أيزنهاور “حمت السفن العابرة للبحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وأنقذت بحارة أبرياء من هجمات الحوثيين، وساعدت في ردع المزيد من العدوان”. بعد ذلك، اتخذت حاملة الطائرات “يو إس إس ثيودور روزفلت” مقراً لها في القيادة المركزية الأميركية لدعم العمليات في البحر الأحمر والمنطقة.
وفي أغسطس (آب)، وصلت حاملة الطائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” إلى المنطقة، محمّلة بطائرات إف-35 وطائرات إف-إيه/18 سوبر هورنت. خلال تلك الفترة، اعترضت الولايات المتحدة عدداً من الصواريخ الايرانية في 1 أكتوبر (تشرين الأول) 2024. في ذلك الوقت، كانت لدى الولايات المتحدة ثلاث مدمرات مزودة بصواريخ موجهة في شرق البحر الأبيض المتوسط، شملت “يو إس إس بولكلي”، و”يو إس إس أرلي بيرك” و”يو إس إس كول”.
كما نُشرت أربع مدمرات كجزء من عملية لحماية البحر الأحمر، وهي “يو إس إس مايكل مورفي”، و”يو إس إس فرانك إي. بيترسن جونيور”، و”يو إس إس سبروانس”، و”يو إس إس ستوكديل” (DDG-106). وكانت “يو إس إس إنديانابوليس” أيضاً في منطقة مضيق باب المندب في أكتوبر 2024، وفقاً لما ذكرته أخبار معهد البحرية الأميركية في ذلك الوقت.
كما أبقت واشنطن على مجموعة سفن برمائية جاهزة في شرق البحر الأبيض المتوسط في أكتوبر، ضمت سفن “يو إس إس واسب” و”يو إس إس نيويورك” و”يو إس إس أوك هيل”. وعادت المجموعة إلى الولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) 2024. وفي منتصف ديسمبر، دخلت مجموعة حاملة الطائرات الضاربة “هاري إس ترومان” منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية، وفقاً لما ذكرته القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية في 14 ديسمبر 2024.
وفي حين أن حاملة الطائرات ترومان مددت إقامتها في المنطقة، قد تغادر عند وصول فينسون أو مجموعة حاملات طائرات أخرى. سيوفر هذا للولايات المتحدة مجموعتين هجوميتين لحاملات الطائرات في المنطقة، أو على الأقل حاملتي طائرات مع المدمرات المرافقة لهما والسفن الأخرى. وُضعت حاملة الطائرات فينسون في سبعينيات القرن الماضي وأُطلقت عام 1980. أما ترومان فقد أُطلقت في العام 1996. كلتاهما حاملتا طائرات من فئة نيميتز، ويمكنهما حمل حوالي 90 طائرة.
وسيحمل نشر حاملتي طائرات في المنطقة رسالة إلى إيران. وقد أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسالة إلى طهران مؤخراً عرض فيها إجراء محادثات. ومع ذلك، إذا لم تنضم الجمهورية الاسلامية إلى طاولة المفاوضات، فمن المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى وسائل أخرى لمنع إيران من تخصيب اليورانيوم أو تحويله إلى مخزون.
في الوقت نفسه، تشارك إسرائيل في عمليات في غزة، وتقصف الولايات المتحدة الحوثيين في اليمن. حاملات الطائرات ضرورية لمواصلة بعض هذه العمليات. وحالياً، لدى واشنطن عدد كبير من الخيارات الأخرى في المنطقة. وفي الماضي، شملت هذه الخيارات طائرات F-22 وF-15E وF-16 وA-10. كما تمتلك الولايات المتحدة طائرات MH-60S Sea Hawks من سرب المروحيات القتالية البحرية رقم 11. وهناك حالياً أيضاً طراد الصواريخ الموجهة من فئة تيكونديروجا، يو إس إس جيتيسبيرغ، في المنطقة.
بالاضافة إلى ذلك، هناك مروحيات أباتشي AH-64، ومؤخراً، أرسلت الولايات المتحدة عناصر من مهمة فرقة عمل القاذفات مع طائرات B-52H إلى المنطقة، انطلاقاً من قاعدة فيرفورد الجوية الملكية في المملكة المتحدة. وعموماً، لا تنقص القوة النارية الأميركية في المنطقة وهي مرشحة للازدياد بعد في الفترة المقبلة”.