مرحلة تصعيد جديدة بدأ اللبنانييون يعيشونها نتيجة الغارات والاغتيالات المتتالية التي شنتها إسرائيل في الأيام والساعات الماضية. وعلى الرغم من أن الأوضاع تزداد توتراً والاتصالات الديبلوماسية لا تهدأ، لا تزال الحكومة مصرة على إجراء الانتخابات البلدية في موعدها المحدد أي بعد قرابة الشهر، ليبقى السؤال كيف تستعد البلدات لهذا الاستحقاق الذي طال إنتظاره؟ وماذا عن أوضاع البلدات البقاعية وهل من لائحة انتخابية باتت شبه جاهزة لخوض المعركة؟
وفق معطيات “لبنان الكبير” المتوافرة من مصادر بلدة الفاكهة البقاعية المطلعة على التحالفات الحاصلة هناك عدّة لوائح في بلده الفاكهة حتى اليوم، لائحة مهند محي الدين عن جديدة الفاكهة، خلفيته يسارية، والده يدعمه وفي الخط نفسه، عمه الدكتور نبيل كان رئيس البلدية قبل عدّة سنوات، وجرى الطعن أيامه باللوائح، وسيكون حليفه المسيحي محبوب عون، المعروف بقربه من العونية.
لائحة دياب محي الدين عن بلدة الفاكهة، إبن عم والده نصري فاز في آخر انتخابات كرئيس بلدية، الجو كان “تيار مستقبل” لكنه لم ينتسب تنظيمياً، ويبحث عن حليف مسيحي على الأرجح سيكون فارس كلاس الذي يُجسد الوجهة المسيحية في بلدة الفاكهة، بعيداً عن الانتماءات السياسية.
لائحة الدكتور ناصر سكرية عن جديدة الفاكهة، إنتماؤه في السابق كان لـ”البعث” السوري، واليوم لا انتماء لديه، وسيكون حليفه جوزاف توما، وجوه السياسي مقرّب من “القوات اللبنانية”، وليس منظماً حزبياً. وبالتالي كل هؤلاء المرشحين الثلاثة أعلنوا ترشيحهم وبدأوا نشاطهم وعقد لقاءات في البلدة.
وأشارت المصادر عينها الى أن “كل هذه الترشيحات لم يتم تأكيدها مئة بالمئة، لأن هناك معطيات ستتطور خلال الايام المقبلة، نظراً الى وجود فئة تراهن على تأجيل الانتخابات البلدية بناءً للتطورات الأمنية الحاصلة”.
عرسال والمناورة
أما في ما يتعلق بعرسال، وبحسب مصادر من أهالي المنطقة لـ”لبنان الكبير”، تم رصد حراك يعمل عليه نائب “حزب الله” ملحم الحجيري مع من يسمّون أنفسهم قوى وطنية بعثية، وضعوا نواة للائحتهم، وهناك من يقول إنه ازاء التطورات السورية الحاصلة بعد سقوط نظام بشار الأسد، تراجعوا عن الخطوة ولا حراك فعلياً لهم في الاستحقاق المقبل، لكن أهالي المنطقة يعتبرون كل هذا الكلام نوعاً من أنواع المناورة لمعرفة من سينافسهم في المقلب الآخر. وبالتالي المؤكد أنه ستكون هناك لائحة في عرسال تتبناها العائلات، في وجه اللائحة التي ستجسد قوى الممانعة، سيكون نواتها شباب يخوضون لأول مرة التجربة البلدية، لا علاقة لهم بالفساد، وتوجههم العام مع سيادة الدولة.
“الحزب” ولائحة العائلات
وبالنسبة الى مدينة بعلبك، لا تزال المشاورات سيدة الموقف وسط غموض كبير، ويبدو أن “حزب الله” سيرعى لائحة للعائلات البعلبكية على قياسه، أي تناسبه ليبقى هو من يقرر في كل شاردة وواردة في بعلبك، وفي المقابل ستكون في وجهه لائحة من المتوقع أن يكون عرابها حسين صلح المعروف بـ “بو نضال”، وهو مرشح نيابي سابق على لائحة “تيار المستقبل”، بحسب معطيات بعلبكية مطلعة على المشاورات الحاصلة.
يبدو أن لا شيء مؤكداً حتى اللحظة حول هذه التحالفات خصوصاً وأنه لا يزال هناك بعض الوقت لحسم التحالفات، ولكن الأكيد أن هذه البلدات تعيش الكثير من التوتر عند كل إستحقاق إنتخابي نظراً الى الصناديق السود التي تفتح في اللحظة الأخيرة والتي تغيّر كل المعادلات والنتائج لمصلحة أحزاب المنطقة. فهل سيتخطى البقاع الصفحة الماضية؟