Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • الأقنعة: هل هي أوجه الإنسان الأخرى؟ باسم سليمان….…المصدر :ضفة ثالثة
  • مقالات رأي

الأقنعة: هل هي أوجه الإنسان الأخرى؟ باسم سليمان….…المصدر :ضفة ثالثة

khalil المحرر أبريل 4, 2025

يقول محمود درويش في إحدى قصائده: “سقط القناع عن القناع”. وما يقصده أنّ الأخلاق هي كالقناع تسقط عن الوجه، ما دامت الأفعال الجرمية الصهيونية بحقّ الفلسطينيين لم تردعها حقيقة أنّ الإنسان خُلق على صورة الإله كما تقول التوراة. لكن الأكثر عمقًا في مقولة درويش هو أنّ صورة الإنسان الذي شُكّل من طين هي أيضًا هيئة مستعارة/ قناع. إذًا الأخلاق الإنسانية قناع قد يُزاح عن الوجه الإنساني، الذي هو بدوره قناع للصلصال الذي خُلق منه الإنسان!
هذه النظرة بأنّ الإنسان يبدّل وجوهه حسب مآربه صبغت مفهوم القناع بالحكم السلبي، ولكنّ القناع أداة تواصل من قِبل الإنسان مع ذاته ومع الآخر ومع محيطه الفيزيقي والميتافيزيقي. وهو لغة قبل اللغة التي نعرفها من رسوم وأحرف، فالعلماء يقولون بأنّ الإنسان قد استخدم القناع قبل أن يخترع اللغة بزمن طويل، فأقدم قناع تم اكتشافه وكان في جبال الجليل في فلسطين يعود إلى تسعة آلاف عام قبل الميلاد، وهو قناع منحوت من الحجر لصورة وجه بشري. فما الذي أراده الإنسان من إلباس وجهه وجهًا آخر؟ هل هو مقاومة الفناء الذي يسببه الموت للجسد البشري؟ يذهب علماء المصريات إلى أنّ قناع الذهب للملك توت عنخ آمون المتقن التفاصيل والملامح، كان الهدف منه هو أن تتعرّف روح الملك على وجه مسكنها الجسدي عندما تعود من العالم الآخر. هذه الرؤية الفرعونية تشاكلها بعض الأساطير لدى هنود المكسيك، إذ كان القناع الذي يوضع على وجه الميت مزينًا بالأحجار الكريمة حتى يشبه أوجه أهل السماء وإلّا لن يدخلها الميت.
كان القناع جواز عبور إلى العالم الآخر، لكنّه في الوقت نفسه أداة خلق. تذكر لنا أساطير حضارة المايا، بأنّ الإلهين البطلين الإنسانين هوناهبوه وإكسبالانك كان يسليان آلهة العالم السفلي/ الموت، برقصات يضعان خلالها على وجهيهما أقنعة حيوانات من مثال (ابن عرس وحيوان المدرع) وكأنّهما بذلك يقومان بخلق هذين الحيوانين. ولكي نفهم دلالات هذه الأسطورة سنستعير أساليب التحنيط عند الفراعنة، فالكهنة كانوا يرتدون قناع الإله أنوبيس (ابن آوى) إله الموت عندما يقومون بتحنيط الموتى. بهذا التقنّع كانوا يستحضرون فعالية إله الموت في عملهم، فالقناع استعارة لكلمة وفعل الإله أنوبيس. ولا يختلف عنه الإلهان هوناهبوه وإكسبالانك بارتدائهما أقنعة الحيوانات وهما يرقصان أمام آلهة العالم السفلي، فبهذه الطريقة خلقا الكائنات الحية الأخرى بعد أن أبهرا آلهة الموت برقصاتهما عبر تقليد أفعال الخلق.
تنتشر الأقنعة عبر حضارة الإنسان القديمة لأسباب كثيرة، فالصياد الذي يرتدي وجه طريدته يستعير قوتها ليسيطر عليها، والقناع الجنائزي للميت هوية تعريفية له بالنسبة للروح الذي ستعود إليه أو جواز مرور إلى العالم الآخر.
لم يبق الكثير من الأحفوريات عن الأقنعة، فالمواد المستخدمة في صناعتها كالخشب والجلود والأعشاب لا تقاوم عوامل الزمن، لكن القليل من اللقى الأثرية كانت كافية للاستدلال على بعض استخداماتها مع الكتابات والرسوم التي ذكرت الأقنعة.
لعبت الأقنعة أدوارًا كثيرة في الطقوس الدينية والجنائزية والاحتفالات الشعبية وطقوس العبور من مرحلة عمرية لأخرى وحتى كوسيلة ترفيه. ظهرت كلمة (Mask/ قناع) في القرن السادس عشر في أوروبا، وكانت تعني غطاء لإخفاء الوجه أو حمايته، وهي مشتقّة من الكلمة اللاتينية (Masca) التي تعني: قناع، شبح، كابوس. كان العرب يطلقون على من يصبغ وجهه بالألوان لأداء بعض الفقرات المضحكة بـــ(المسخرة/ maskharah) وهناك ترجيح أن يكون أصل كلمة (Mask) يعود إلى العربية. تفيد كلمة قناع بالعبرية معنى المسخ/ التحوّل وقد كتب الشاعر الروماني أوفيد كتابًا سمّاه (التحوّلات/ مسوخ الكائنات) رصد فيه الشخصيات التي تبدّلت هيئتها، وكأنّها ارتدت قناعًا؛ كالجميلة (دافني) التي كان الإله أبولو يطاردها، فطلبت من الآلهة تحويلها إلى شجرة غار. هكذا نرى أنّ للقناع قدرة تحويلية، كما لحظنا سابقًا قدرته كمجاز عبور بين العوالم أو الخلق.

قناعان من المسرح اليوناني القديم (Getty)

يشتغل القناع كآلية للتغيير والإيضاح والخلق وحتى الإخفاء والحماية، وبالموازاة مع اشتغاله الميتافيزيقي، كان له دوره الأساسي في حياة الإنسان الفيزيقية، في أهم فنّ عرفه الإنسان، ألا وهو المسرح. كانت الأساطير تحكي حكاية الآلهة، أمّا المسرح فهو حكاية الإنسان الذي تدور حياته بين رحى الفرح والحزن، الضحك والبكاء، الكوميديا والتراجيديا.
أقنعة أبي الفنون

يُعدّ فنّ ارتداء الأقنعة ممارسة مسرحية قديمة جدًا، تتجاوز حدود الشعوب والعصور، فمن قناعي المسرح عند الإغريق، إلى الأقنعة التي تعبّر عن شخصيات نمطية في الكوميديا ​​المرتجلة لدى الإيطاليين، إلى الوجوه ذات الدلالة الروحية في مسرح (Noh/ نو) الياباني، يُعزز فنّ ارتداء الأقنعة أداء الشخصيات وسرد القصص من خلال تمكين الممثّلين من استكشاف طيف واسع من المشاعر والعواطف والقصص البشرية.

“مهما حاولنا نزع الأقنعة عن الوجوه، سيظل الإنسان الكائن الأكثر تقنعًا بين الكائنات الحية على الأرض، سواء بالكلمة، أو بالحركة، أو بإضمار عكس ما يبدي”

 

إنّ ارتداء وجه زائف لتبدو شخصًا آخر مؤقتًا هو جوهر التمثيل. يعود ارتداء الأقنعة في الاحتفالات المسرحية إلى مهرجانات الاحتفاء بالإله ديونيسوس/ إله الخمر والخصب عند الإغريق، والتي كان لها دور مهمٌّ في نشوء المسرح اليوناني. كانت مهرجانات هذا الإله تستخدم الأقنعة التي تمثل حالات معينة، سواء للإله أو للمتعبّدين له، وبما أنّ الفرح والحزن هما العاطفتان الواضحتان جدًا على وجه الإنسان مثّل لهما المسرح اليوناني بشقيه الكوميدي والتراجيدي بقناعين ضاحك وباكٍ. ولم يكن هذان القناعان من دون تأصيل مثيولوجي، فابنتا الإله زيوس (ميلبو وثاليا) خالق الإنسان في الأساطير الإغريقية، كانتا ترتديان هذين القناعين؛ ميلبو لها القناع الباكي، وثاليا لها القناع الضاحك.
يعتبر ثيسبيس الممثل الأول الذي نقل الأقنعة من الأنشطة الدينية لليونانيين إلى المسرح الإغريقي، ومع تطوّر المسرحيات وظهور الآلهة والأبطال والشخصيات النمطية في المسرح، بدأ اعتماد الاقنعة المعبّرة عن تلك الشخصيات، فلم يكن يحتاج الممثّل للانتقال من دور إلى دور إلّا أن يغيّر القناع. لكن ليس لهذا السبب فقط ظهر القناع، ويرى أرسطو أنّ التراجيديا هي صراع بين الأخلاق والعواطف، ولكي يتم نقل التعابير العاطفية بشكل جيد للجمهور، كانت الأقنعة وسيلة ممتازة لذلك، إلى جانب أنّ فم القناع صنع بشكل أسطواني ليضخّم صوت الممثّل حتى يصل إلى كافة أرجاء المسرح.
ظهرت المسيحية وتراجعت الثقافتان اليونانية والرومانية الوثنيتان اللتان كانتا تستخدمان الأقنعة، ممّا أدى إلى انحسار هذا الأسلوب التعبيري، إلا أنّ ظهور المسرح الارتجالي في إيطاليا في عصر النهضة أعاد للأقنعة المسرحية شأنها الذي اندثر. كان هذا المسرح ارتجاليا يتبع الخطوط العامة للمسرحية، يتناول العادات والشخصيات النمطية في المجتمع وينتقدها، كذلك سقطات السياسيين، ممّا أدّى إلى قمعه من السلطات، لكنّه استمر حتى تغيّرت الأذواق وظهرت أنواع أخرى من المسارح أكثر شعبية لدى الجمهور.
قد يكون المسرح الياباني (نو) الذي ظهر في القرن الرابع عشر ميلادي، من أهم المسارح التي تعتمد على الأقنعة لإظهار المشاعر الباطنية، فالنظرية النفسية لدى اليابانيين تقول بأنّ للإنسان ثلاثة أقنعة: الأول هو الذي يظهره للناس، أمّا الثاني فهو وجهه مع العائلة والأقرباء والأصدقاء، فيما الثالث هو الخفي حيث الرغبات والدوافع الخفية التي يعيشها الإنسان بينه وبين نفسه. ولقد استلهم هذا المسرح هذه النظرية إلى جانب نشوئه على يد رهبان ديانة (الشنتو) حيث يعتمد الرقص والحركات المحدّدة للتعبير عن دخيلة الإنسان والآلهة والأشباح، وعادة ما تكون أقنعة الممثلين أصغر من وجوههم بالإضافة إلى حيادية تعابيرها إلى حدّ ما، ممّا يفرض على الممثل أن يبذل جهودًا كبيرة حتى يعبّر عمّا في داخله.

 

أقنعة من مسرح “نو” Noh الياباني (Getty)

أصبح القناع في عصرنا من أدوات المسرح، وليس مجرد رمز له، فأمام تعقّد الحياة العصرية، أصبح لزامًا على الإنسان العادي أن يرتدي قناعًا وهميًا على وجهه، لربما لحمايته من الآخرين والمحافظة على خصوصيته، أو لأداء دور وظيفي في مؤسسة ما. ومن السهل ملاحظة أنّ أوجه أهل المدن الكبيرة حيادية التعبير، بينما أوجه أهل القرى والبلدات أكثر تعبيرًا وقد تنبّه المسرح لهذا الأمر، فإن غاب القناع المادي عن وجه الإنسان ظهر القناع النفسي بدلًا منه. وفي إحدى مسرحيات الأخوين رحباني (هالة والملك) يكون أحد المشاهد احتفالًا بعيد الوجه الثاني، حيث يعترف كلّ من شخصيات المسرحية بوجهه الثاني من الحمار إلى الفأر!
وليس بعيدًا عن المسرح وأقنعته، فقد استلهمت السينما ثيمة القناع، فنجد أكثر الأبطال في عالم Marvel – DC السينمائي يرتدون الأقنعة، فالقناع هو الإشارة التي يتحوّل بها الشخص العادي إلى بطل، حتى ولو كان عبر نظّارة، كما لدى سوبرمان، فما إن يخلع (كلارك) نظّارته حتى يتحوّل إلى سوبرمان وما إن يضعها على عينيه حتى يعود كلارك الشخص الإنطوائي الطيب. ويعتبر فيلم (Mask) بطولة الممثل جيم كيري أهم الأفلام التي أظهرت خصائص القناع في الثقافة البشرية. يعرض لنا الفيلم حياة الموظف (ستانلي إبكيس) الذي يكون موقع سخرية الجميع ويحدث له أن يجد قناعًا فيرتديه. لقد كان القناع يحتوي روح الإله (لوكي) في الأساطير النوردية وهو إله الخداع والمكر وهنا تنطلق شخصية ستانلي الغنية التي كانت مكبوتة، لتحارب الأشرار وتفوز بحبّ الجميلة. ما يتغياه الفيلم أنّه من الضرورة أن نخلع القناع الذي يفرضه المجتمع علينا، ونرتدي قناعنا الحقيقي الذي يعبر عن شخصياتنا الحقّة.

القناع حرّية وقد يكون سجنًا

يعدّ السجن خلف القضبان أول قناع حجب الإنسان عن حريته، لكن أن يجبر السجين على ارتداء قناع من الحديد على وجهه، فلم يسبق أحد ملك فرنسا لويس الرابع عشر على هذا الأمر! يذكر فولتير في موسوعته العلمية أنّ السجين المعروف باسم أوستاش دوجيه هو شقيق ملك فرنسا ولكي لا ينافسه على الحكم أمر بسجنه وفوق سجنه خلف أبواب عديدة ألبسه قناعًا من حديد كي لا يتعرّف عليه أحد، وأوكل حراسته لحارس خاص من حاشيته. هكذا مُحي وجه شقيق ملك فرنسا خلف قناع الحديد، مع أنّ الملك كان يلقّب بملك الشمس ومع ذلك حجب أخاه خلف عتمة القناع.

“يشتغل القناع كآلية للتغيير والإيضاح والخلق وحتى الإخفاء والحماية، وبالموازاة مع اشتغاله الميتافيزيقي، كان له دوره الأساسي في حياة الإنسان”

 

لاريب في أنّ جاي فوكس (1570-1606)، ذلك الثائر على الملك البريطاني جيمس الأول، كان مغامرًا كبيرًا، عندما فكّر بأن ينسف مبنى اللوردات الإنكليز وبالتالي القضاء على هذا الملك. لم تنجح خطة جاي وأُلقي القبض عليه بوشاية من مجهول ومن وقتها والبريطانيون يحتفلون بفشل مؤامرة جاي فوكس، إلّا أنّ المؤلف ألان مور استلهم حياة ووجه جاي فوكس وصنع قصة مصورة عن ثائر ضد السلطات يرتدي قناعًا. هذه القصة استلهمتها هوليوود لتنتج فيلمًا بعنوان (V for Vendetta) تدور قصته على نفس منوال القصة المصورة ومن وقتها أصبح قناع هذا الثائر رمزًا للحركات التحرّرية في الغرب من قراصنة النت الذين يحاربون سطوة الشركات المتحكّمة بعالم الأعمال والبرامج الإلكترونية، إلى حركة (احتلوا وول ستريت/ شارع البورصات في نيويورك) وهو رمز للرأسمالية العالمية. ولا يبتعد المسلسل الإسباني الناجح جدًا (La Casa De Papel/ بيت من ورق) عن ثيمة القناع حيث يقود البروفسور سيرجيو ماركينا عصابة من اللصوص ليسرقوا أموال البنوك ويوزّعوها على الفقراء. قد يبدو السؤال عن ارتباط ثيمة القناع بلصوص الأموال أو الثوار ضد الرأسمالية ضروريًا بعد توتر هذه الثيمة في كثير من الأدبيات وحتى الوقائع الفعلية، ولربما ذلك يعود إلى نقد ماركس للرأسمالية التي تتقنع بقانون العرض والطلب، فيما القضية أنّها تستغل قوة العامل وتحوّلها إلى أرباح عبر فائض القيمة. لقد كان ماركس يعتقد أنّ الرأسمالية تخفي جشعها الذي لا ينتهي خلف قناع آليات السوق.

ليس من وجه إلّا القناع

عندما انتشر مرض الطاعون الدبلي في القرن السادس عشر في أوروبا، لم يجد الأطباء من طريقة لمنع العدوى، إلّا بارتداء لباس يتألّف من قناع له منقار محشو بالأعشاب ذات الرائحة الطيبة مع معطف جلدي يغطي كامل الجسد. كان الاعتقاد في ذلك الزمن أنّ الميازما (الهواء العطن) هو حامل هذا المرض، فعبر القناع والمعطف اعتقد أطباء ذلك الزمن بقدرتهم على تجنب العدوى، لكنهم لم يدركوا وقتها بأنّ القناع والمعطف منعا تسلّل البراغيث إلى أجسادهم، فهي التي كانت تحمل جرثومة الطاعون. في القرن التاسع عشر بعد تطوّر الطب واكتشاف الجراثيم ظهرت الأقنعة الطبية، وتأكّدت الحاجة لها بجائحة الإنفلونزا الإسبانية التي قضت على ملايين البشر في أوائل القرن العشرين. وفي عصرنا الحالي عندما انتشر مرض كورونا عاد الإنسان إلى ارتداء القناع الطبي، لكي يحمي جهازه التنفسي من العدوى.

إن استخدامات القناع الدينية والترفيهية والطبية والوقائية تؤكّد لنا أنّ القناع وجه آخر يستخدمه الإنسان عندما يصبح المحيط من حوله يحتاج إلى وسائل أخرى لتجاوزه، ففي البندقية في عصر النهضة ظهرت فئة من التجار تراكمت الثروات لديهم، ممّا مكّنهم من أن يصبحوا من كبار القوم، ولأنّ العادات والتقاليد كانت ترفض العلاقات الاجتماعية بين النبلاء وعامة الشعب، بدأوا بارتداء الأقنعة، التجار الجُدد والنبلاء في لقاءاتهم كي لا يتم التعرّف عليهم.
مهما حاولنا نزع الأقنعة عن الوجوه، ووصمها بالحكم السلبي، بحثًا عن الوجه الحقيقي للإنسان، إلا أنّه سيظل الكائن الأكثر تقنعًا بين الكائنات الحيّة على الأرض، سواء بالكلمة، أو بالحركة، أو بإضمار عكس ما يبدي، أو بارتداء قناع، لأنّ الإنسان كائن بأقنعة عديدة؛ واحد يخفي فيه أنّه خلق من صلصال، وواحد يبدي فيه أصله السماوي، ومن ثم قناع آخر وآخر.
يتقنّع اللاشعور بالشعور كما يذهب فرويد. وتتقنّع السياسة بالدبلوماسية. وتتقنّع السلعة بالدعاية لتغري المستهلك. ويتقنّع السارق بالجورب حتى لا تستبان ملامحه. يتقنع الصياد بهيئة طريدته حتى لا تجفل منه. ويتقنع المعنى بصورة اللفظ حتى يبقى له ما في قلب الشاعر. ويتقنع الشيطان بالنصيحة حتى يغوي آدم. وأخيرًا نقول: من ذا الذي لا يتقنّع بقناع ما؛ كأن يكون جاي فوكس، أو أحد شخصيات مسرح (نو) الياباني أو الإغريقي، لكنّه في النهاية سيرتدي قناع أنوبيس.

*كاتب من سورية.

 

Continue Reading

Previous: احتجاجات في جرمانا ضد الحكومة السورية دمشق ضياء الصحناوي………المصدر : العربي الجديد
Next: إسرائيل تحاول تحييد تركيا في سوريا من دون حرب مفتوحة…..…المصدر : العرب

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

ساطع نورالدين سلاح “الدرون” الذي يمنع الحرب ..أو يشعلها……المصدر :صفحة الكاتب

khalil المحرر يونيو 8, 2025
  • مقالات رأي

العلاقات المصرية-الإيرانية… تقدم حقيقي أم خلافات متجذرة؟.عمرو إمام……….المصدر : المجلة

khalil المحرر يونيو 8, 2025
  • مقالات رأي

سلام هشّ في جنوب آسيا ……… كاسوار كلاسرا……..المصدر : المجلة

khalil المحرر يونيو 8, 2025

Recent Posts

  • ساطع نورالدين سلاح “الدرون” الذي يمنع الحرب ..أو يشعلها……المصدر :صفحة الكاتب
  • العلاقات المصرية-الإيرانية… تقدم حقيقي أم خلافات متجذرة؟.عمرو إمام……….المصدر : المجلة
  • سلام هشّ في جنوب آسيا ……… كاسوار كلاسرا……..المصدر : المجلة
  • “الحرب المؤجلة” بين ترمب وماسك… محطاتها وأسلحتها……طارق راشد…المصدر : المجلة
  • “كرنفال الثقافات” في برلين: في تعزيز ثقافة التنوع…….. سوسن جميل حسن…المصدر : ضفة ثالثة

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • ساطع نورالدين سلاح “الدرون” الذي يمنع الحرب ..أو يشعلها……المصدر :صفحة الكاتب
  • العلاقات المصرية-الإيرانية… تقدم حقيقي أم خلافات متجذرة؟.عمرو إمام……….المصدر : المجلة
  • سلام هشّ في جنوب آسيا ……… كاسوار كلاسرا……..المصدر : المجلة
  • “الحرب المؤجلة” بين ترمب وماسك… محطاتها وأسلحتها……طارق راشد…المصدر : المجلة
  • “كرنفال الثقافات” في برلين: في تعزيز ثقافة التنوع…….. سوسن جميل حسن…المصدر : ضفة ثالثة

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • مقالات رأي

ساطع نورالدين سلاح “الدرون” الذي يمنع الحرب ..أو يشعلها……المصدر :صفحة الكاتب

khalil المحرر يونيو 8, 2025
  • مقالات رأي

العلاقات المصرية-الإيرانية… تقدم حقيقي أم خلافات متجذرة؟.عمرو إمام……….المصدر : المجلة

khalil المحرر يونيو 8, 2025
  • مقالات رأي

سلام هشّ في جنوب آسيا ……… كاسوار كلاسرا……..المصدر : المجلة

khalil المحرر يونيو 8, 2025
  • مقالات رأي

“الحرب المؤجلة” بين ترمب وماسك… محطاتها وأسلحتها……طارق راشد…المصدر : المجلة

khalil المحرر يونيو 8, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.