ملخص
يتوقع تقرير أمني تداعيات خطرة لهذه الضربة أو مجرد استمرار التهديد بتنفيذها على جبهتي لبنان وسوريا، حيث تعد إسرائيل إيران محركاً مركزياً بين “حماس” في غزة و”حزب الله” والتنظيمات الفلسطينية في لبنان وصولاً إلى سوريا.
وضعت الأجهزة الأمنية في إسرائيل بنك أهداف لها في سوريا مدعية أن تركيا وإيران و”حزب الله” يسعون إلى التمركز في مختلف المناطق السورية وبناء قواعد ومواقع عسكرية لها. واعتبرت إسرائيل أن تركيا باتت الخطر والقلق الأكبر لها، ليس فقط في سوريا، بل لبنان ومختلف بلدان المنطقة.
وفي اجتماع أمني تشاوري أكد تقرير استخباراتي أن المخطط التركي في سوريا يأتي بتنسيق كامل مع دمشق برئاسة رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع، مما استدعى إلى إطلاق إسرائيل أكثر من رسالة تهديد وتحذير للشرع بنفسه، وأيضاً باستهداف أي جهة خارجية تسعى إلى التموضع وتعزيز قدرات العسكرية في سوريا.
وشكل القصف الإسرائيلي المتتالي على سوريا وفتح معركة مع تركيا مع توجيه تهديد مباشر لنظام الشرع تصعيداً نوعياً على هذه الجبهة الشمالية في وقت لم تخفت فيه تهديدات القيادة الإسرائيلية تجاه لبنان وهي تطورات قد تسهم، وفق ما حذر أمنيون وعسكريون، في إدخال المنطقة برمتها إلى تصعيد جديد توقعوا أن يصل إلى ذروته خلال أيام قليلة، إزاء ما كشف من تخطيط وتنسيق أميركي إسرائيلي لتوجيه ضربة ضد إيران.
ويتوقع تقرير أمني تداعيات خطرة لهذه الضربة أو مجرد استمرار التهديد بتنفيذها على جبهتي لبنان وسوريا، حيث تعد إسرائيل إيران محركاً مركزياً بين “حماس” في غزة و”حزب الله” والتنظيمات الفلسطينية في لبنان وصولاً إلى سوريا، كما جاء على لسان وزير الدفاع يسرائيل كاتس، لكنها في الوقت نفسه وضعت تركيا في مركز أهدافها في المنطقة، وداخل سوريا تحديداً.
ولم يخفِ أمنيون بعد انعقاد اجتماع تشاوري بمشاركة كاتس ورئيس الأركان إيال زامير وقائد منطقة الشمال أوري غوردين ومسؤولين من الاستخبارات، قلقهم مما اعتبروه أهداف تركيا في سوريا.
ووجه يسرائيل كاتس تهديداً مباشراً للنظام السوري حذره فيه من السماح “للقوات المعادية لإسرائيل بالدخول إلى سوريا وتعريض المصالح الأمنية الإسرائيلية للخطر”.
وخلال احتفال أقامه في وزارة الدفاع عشية عيد الفصح العبري، قال كاتس “تحذيرنا موجه لحاكم سوريا أحمد الشرع ونقول له، إذا سمحت للقوات المعادية لإسرائيل بالدخول إلى سوريا وتهديد مصالحنا الأمنية فستدفع ثمناً باهظاً جداً”، موضحاً أن “نشاط سلاح الجو وتدمير مطارين ومركز أبحاث وأهداف استراتيجية مهمة هو رسالة واضحة وتحذير من المستقبل، لن نسمح بالمساس بأمن دولة إسرائيل ولن نسمح بتحويل سوريا إلى تهديد لمجتمعاتها ومصالحها الأمنية”.
وشدد كاتس على أن الجيش الإسرائيلي سيواصل عمله على قمة جبل الشيخ والمناطق الأمنية والعازلة “من أجل حماية مجتمعات مرتفعات الجولان والجليل من أي تهديد”.
هذا التهديد يأتي في وقت ادعى تقرير إسرائيلي، نشر في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على مطار تي 4 السوري، قصف طائرات وأنظمة رادار وأبراج مراقبة ومواقف ومستودعات، معتبراً هذا القصف خطوة استباقية لإحباط مشروع تركيا بتسليح الجيش السوري وإعادة تأهيله.
وادعى التقرير نفسه أن معلومات استخباراتية تؤكد أن تركيا تريد تحويل قاعدة تي 4 في سوريا إلى مركز للمسيرات الهجومية والاستخباراتية ومن ثم استخدامها ضد إسرائيل، كما يخطط الجيش التركي لنشر أنظمة دفاع جوي متطورة من شأنها أن تحد بصورة كبيرة من حرية عمل الجيش الإسرائيلي وتقييد عملياته.
خطوط إسرائيل الحمر
التهديد الإسرائيلي باستمرار القصف على سوريا جاء على رغم رسالة الطمأنة التي بعث بها النظام الجديد لإسرائيل بأنه سيبذل جهوده لعدم السماح لأية جهة بتعريضها للخطر.
وأزاحت تقارير الستار عن أن إسرائيل تلقت رسالة من النظام السوري يؤكد فيها أنه يبذل جهوداً من أجل الحفاظ على الاستقرار على الحدود والتعامل مع اية جماعة متطرفة بعزم وجدية، سواء في منطقة القنيطرة أو في منطقة درعا.
وقال مسؤول سياسي إسرائيلي إن مصدراً سورياً هو من نقل الرسالة إلى إسرائيل، مؤكداً فيها أن لدى الحكومة الجديدة الرغبة في الحفاظ على الأمن والاستقرار قرب الحدود مع إسرائيل، لكن أشار المسؤول الإسرائيلي إلى “أن القلق من تركيا في سوريا يتزايد وإسرائيل، في هذه المرحلة، غير مقتنعة وقلقة من ترسيخ أنقرة في الأراضي السورية ومن حرية العمل الممنوحة للمنظمات الإرهابية الفلسطينية التي يمكن أن تهدد إسرائيل من سوريا”.
وكما في تهديداتها على مختلف الجبهات كذلك تجاه سوريا وضعت إسرائيل خطوطاً حمر، إذ حذر وزير الدفاع ومسؤولون أمنيون من تجاوزها. وحدد كاتس أمرين ترفض إسرائيل التنازل عنهما وتعتبر عدم الالتزام بهما بمثابة خط أحمر، مما سيدفع إسرائيل إلى مواجهتهما بكل ثمن، الأول هو منع تعزيز القدرات العسكرية في جنوب سوريا ونزع سلاح هذه المنطقة، والثاني الحفاظ على حرية الطيران للقوات الجوية الإسرائيلية في الأجواء السورية.
وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر ما سماه الإسرائيليون الاستراتيجية الجديدة تجاه سوريا والمخطط التركي فيها، مشيراً إلى أن حكومة نتنياهو لن تسمح بتشكيل خطر على أمنها. وأعرب هو الآخر عن قلق إسرائيل من تركيا في سوريا والمنطقة.
وبحسب ساعر فإن تركيا ليست فقط موجودة في سوريا، بل إنها تلعب دوراً سلبياً فيها وكذلك في لبنان ولديها طموحات في كافة أنحاء المنطقة وفي مناطق أخرى من العالم، ويتبنون، بصورة خاصة، موقفاً عدائياً تجاه الحكم الذاتي الكردي.
وأعرب مصدر أمني إسرائيلي عن قلقه من احتمال أن تسمح الحكومة السورية لتركيا بإنشاء قواعد عسكرية على أراضي البلاد، مضيفاً “إذا تم إنشاء قاعدة جوية تركية، فسينطوي ذلك على انتهاك لحرية إسرائيل في العمل في سوريا، وهذا تهديد محتمل نعارضه”.
تعليمات جديدة للجيش تهدد كل سوري
فيما يكثف سلاح الجو الإسرائيلي طيرانه في الأجواء السورية والمنطقة الشمالية وتشكل المسيرات التجسسية الدور الأبرز في مراقبة الأوضاع داخل سوريا، يعمل سلاح البر على ضمان استمرار السيطرة على المناطق التي ينتشر فيها الجيش الإسرائيلي، وقد تلقى تعليمات جديدة لإطلاق النار من القيادتين السياسية والعسكرية، تقضي بإطلاق النار الفوري على كل من يقترب من المناطق التي ينتشر فيها الجيش بذريعة أن ذلك يشكل خطراً على حياته.
وادعى الجيش أن التسعة الذين قتلهم في سوريا عرضوا حياة جنوده للخطر بإطلاق النيران عليهم، وهددت القيادة العسكرية باستمرار سياسية ضمان أمن الجنود في سوريا حتى من خلال قتل من يعده الجنود تهديداً على حياتهم.
وفرض الجيش تطويقاً مشدداً على مساحة كبيرة في داخل سوريا يمنع السوريين من دخولها وبات يتصرف كصاحب سيادة على هذه الأرض السورية.
وفي قرار أثار نقاشاً داخلياً إزاء ما اعتبره البعض استفزازاً للسوريين قد يهدد حياة الإسرائيليين، نظم الجيش جولات للمستوطنين في عدة مناطق في جنوب سوريا خلال عطلة عيد الفصح العبري. وبين المناطق التي يشملها برنامج الجولات جسر الحمة ونفق سكة حديد الحجاز عند نهر اليرموك ووادي الرقاد، وهو أحد روافد نهر اليرموك، إضافة إلى نقاط مراقبة في مزارع شبعا.
وإلى جانب قيادة الشمال تسهم في تنظيم الجولة جمعية صهيونية باسم “زملاء في النزهات” ستعمل على ضمان مرافقين سياحيين، إضافة إلى المجلس الإقليمي للمستوطنات في هضبة الجولان وسلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية.
وهذه الجولات ستجري بمرافقة فرقة عسكرية من الألوية المنتشرة في سوريا، حيث ستصل إلى عمق 2.5 كيلومتر في الأراضي السورية، قرب قرية معربة. وجرى تسجيل العدد المطلوب للجولات وإزاء الطلب بأعداد كبيرة أعلن الجيش أنه سينظم جولات أخرى على أن يكون الوضع الأمني يسمح بالقيام بها من دون تهديد حياة الإسرائيليين.