بعد بروز اسمه كأحد أعضاء اللجنة المسؤولة عن إصدار أوامر باستهداف القواعد الأميركية في الشرق السوري، قرّر الحاج عسكر العودة إلى مدينة البوكمال التي كان يتبوأ منصب قائد الحرس الثوري فيها، قبل أن يتمّ عزله، ليُكلّف في الصيف الماضي بمهام التنسيق الاستخباري الإقليمي في المنطقة بين دمشق وبيروت والعراق.
وجاءت عودة الحاج عسكر بناءً على طلبه، وفق ما ذكر موقع “نهر ميديا” السوري المعارض، الذي أضاف أنّ القيادي الإيراني يضع نصب عينيه إعادة ضبط الأوضاع في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، ومحاولة العمل على رفع مستوى الأداء الأمني للميليشيات الإيرانية.
وذكر الموقع أنّ عسكر، استبدل فور عودته، الأسبوع الماضي، معظم عناصر وقادة الحرس الثوري والميليشيات الرديفة، على الحواجز المحيطة في البوكمال، وأغلق طريق المحور في بادية بلدة الصالحية، ونشر أعداداً كبيرة من العناصر فيها وصولاً إلى منطقة الحزام الأخضر.
ومنع عسكر إدخال شاحنات التجار الموجودة بساحة الانتظار في المعبر العسكري، حتى إشعار آخر، وحصر كل طرق التهريب من وإلى العراق عبر البوكمال، لتكون تحت إشرافه، في محاولة لضبط أموال التهريب لصالحه، وفق ما ذكر الموقع السابق الذي نوّه إلى أنّ قادة الميليشيات الإيرانية في دير الزور، بدأوا في السنتين الأخيرتين، بالعمل على مشاريع خاصة، أبرزها التهريب، ما جعل حالة التنافس بينهم تصل إلى مستويات عالية، على حساب أبناء المنطقة الخاضعين لسطوتهم وسيطرتهم، في ظلّ فقر مدقع تعيشه المناطق الخاضعة تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية، وارتفاع نسبة الانتهاكات بحقهم، ما يجعل باب الانتساب للميليشيات أمام الشباب، الخيار الأقل خطورة، والأكثر اتساعاً لتأمين لقمة العيش.
وكانت أشارت تقارير إعلامية إلى أنّ أوامر استهداف القواعد الأميركية في سوريا تصدر عن لجنة مؤلفة، من مسؤول الحرس الثوري في دير الزور الحاج موسوي الموسوي، والحاج كميل الذي تضاربت الأنباء حول منصبه الجديد، ولكنه يُعتبر من أبرز قادة الحرس الثوري في الشرق السوري، إضافة إلى الحاج عسكر الذي يقوم بالتنسيق مع غرفة عمليات منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق.
وبالتزامن مع عودة الحاج عسكر، أكّدت مصادر سورية معارضة أنّ الحاج سجّاد وهو قائد الحرس الثوري في البوكمال، قد عاد إلى المدينة الخاضعة لسيطرته الأمنية. وكان الحاج سجّاد قد توجّه قبل بضعة أشهر إلى منطقة السيدة زينب التي تُعتبر عاصمة الوجود الإيراني في سوريا، ولم تُعرف أسباب انتقاله في تلك الفترة.
ويشرف المدعو “الحاج سجّاد” بشكل مباشر على عدد من مقار الميليشيات الإيرانية في المدينة وما حولها، أبرزها مقار تابعة لميليشيا “فاطميون” و “زينبيون” الواقعة في قرية السيال شمال غربي البوكمال.
وشهدت المدينة قبل أيام استنفاراً مماثلاً، عقب وصول شخصيات إيرانية رفيعة المستوى، قادمة من العراق، قبل توجّهها نحو العاصمة دمشق.
إفتتاح معمل كبتاغون
وافتتح “الحرس الثوري” الإيراني خلال اليومين الماضيين وبالتعاون مع قوات النظام في مدينة البوكمال شرقي دير الزور، معملاً لإنتاج الكبتاغون بهدف تهريبه إلى العراق.
واستقدمت الميليشيات الإيرانية معدات بدائية لإنتاج “الكبتاغون”، وافتتحت المعمل في أحد المزارع التي استولت عليها في منطقة الصناعة جنوبي البوكمال، وفق ما ذكر موقع “عين الفرات” المتخصّص بتغطية أنشطة الميليشيات الإيرانية.
وأضافت المصادر ذاتها أنّ الميليشيات الإيرانية افتتحت المعمل تحديداً في مدينة البوكمال لقربها من الحدود العراقية، وذلك لترويجه في مناطق غربي العراق وبخاصة في محافظة الأنبار.
وأشارت المصادر إلى أنّ المعمل يشرف عليه خبراء من الجنسية اللبنانية يتبعون ميليشيا “حزب الله” اللبناني.
مقر جديد لـ”حزب الله” في الميادين
وأشارت مصادر في مدينة الميادين المحاذية لمدينة البوكمال، إلى مخطط لإنشاء مقرّ جديد لميليشيا “حزب الله” اللبناني في المدينة.
وبحسب المصادر، تنوي الميليشيات الإيرانية تسليم المقر الجديد لعناصر الوحدة 313 التابعة لميليشيا “حزب الله” في المدينة.
وأضافت، أنّ المقر الجديد يقع بجانب مقر الفرقة 17 التابعة للجيش السوري، وبجانب مقر تابع للمدعو “أبو العباس” القيادي في الميليشيات الإيرانية، والمخصّص لتجارة الخردة والبلاستيك المسروق “حواجة”.
وأوضحت المصادر ذاتها، أنّ إنشاء المقر الجديد يأتي ضمن خطط الميليشيات الإيرانية للسيطرة على كل الموارد الممكنة في المدينة، ومنها تجارة “الحواجة”.
وبيّنت أنّ الأرض التي سيُقام المقر الجديد عليها، هي قطعة أرض تمّ الاستيلاء عليها من أحد أبناء المدينة من عائلة “الشعيبي”.