Skip to content

السفينة

alsafina.net

cropped-1صيانة.png
Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • سورية الجديدة (1)| جوفيات حرب وأصابع إسرائيلية هامشية في السويداء تقارير عربية السويداء شهيرة سلوم… المصدر : العربي الجديد
  • مقالات رأي

سورية الجديدة (1)| جوفيات حرب وأصابع إسرائيلية هامشية في السويداء تقارير عربية السويداء شهيرة سلوم… المصدر : العربي الجديد

khalil المحرر أبريل 23, 2025

عند مطلع دارة القنوات، مقرّ الرئيس الروحي لطائفة الموحّدين الدروز حكمت الهجري في جبل العرب، يتقدّم رتلٌ من الأهالي بأزياء مختلطة، بعضها عسكريٌّ. يغرسون في خواصرهم ساريات أعلام بألوان خمسة، ويخبطون الأرض مردّدين “هولا هالي السويدا والربع سلطان، يقحمون الموت دايماً ما يهابوا المنيّة”. يدخلون رهطًا تلو رهط ساحة الدارة قبل أن يشكّلوا دائرة. يتقدّم أحدهم إلى الوسط ويبدأ القفز والدبك بالعلم، يلحق به آخَرٌ فتعلوا الأهازيج أكثر وتختلط الأنفاس مع الكلمات وكأنّها جندٌ في معركة. يتسابق الرجلان في الخبط والدبك، فتدبّ الحماسة في الحشد. تلك “الجوفيّة”، كما يسمّيها الأهالي، التي تُسيَّر عادةً في أوقات الحرب، كانت آتية إلى حكمت الهجري داعمةً ومبايعةً، يستقبلها الشيخ عند باب مضافته، قبل أن يودّعها بعد وقت قصير استعدادًا لرتل لاحق.

أثناء مغادرة الوفد، يتقدّم نحونا رجلٌ بثياب عسكريّة معلنًا أنّهم فصيل شباب شهلا، جاؤوا لإعلان الدعم للشيخ ووضع أنفسهم تحت تصرّفه. على الرغم من الوفود الشعبية، فإنّ شيخ العقل حكمت الهجري الذي يعدّ أعلى مرجعية روحية للطائفة، كان رافضًا الحديث إلى الإعلام خصوصًا بعد التسريبات من داخل أحد مجالسه، التي بيّنت موقفًا حادًا من دمشق. مع هذا استقبلَنا، وأكّد على أنّ الاتصالات مع الإدارة السورية الجديدة لم تنقطع، عبر محافظ السويداء مصطفى بكّور، لكن “الحكومة متعنّتة”. اكتفى بهذا، قبل أن يضيف: “منتظرون الآن، ونحن نستعدّ لسيناريوهات عدّة”، وماذا تنتظر يا شيخنا “التطوّرات الدولية؟”، وأيّ سيناريوهات؟ لا يُجيب، لكنّ حجيج الوفود المترَأسة ببزّة عسكرية إليه، وصيحات الجوفيّات، وما علِمنا به خلال لقاءاتنا مع فصائل عسكرية تُوالي الهجري، قد يشي بواحد من هذه السيناريوهات: “القتال”، وهو ما لم يخفِهِ الشيخ لاحقاً. لا يتحكّم الهجري بالفصائل العسكرية الأساسية في الجبل (رجال الكرامة وأحرار الجبل)، لكن يأتمر بأمره تجمّع من فصائل عدّة، أغلبها شُكّل حديثاً بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

تسلّم حكمت الهجري، الذي تتوارث عائلته المنصب الديني الأرفع في المحافظة منذ القرن التاسع عشر، مشيخة العقل بعد وفاة شقيقه الشيخ أحمد في حادث سير غامض عام 2012. كان الأخير معارضًا لنظام الأسد، دعا إلى انشقاق الدروز عن الجيش، وعارض تشكيل مليشيا من الطائفة للقتال مع النظام. كما رفض إصدار بيان ضدّ انشقاق أوّل ضابط درزي عن جيش الأسد خلدون زين الدين، الذي شكّل كتيبة سلطان باشا الأطرش، وقُتل في معارك ظهر الجبل في المحافظة (يناير/كانون الثاني 2012) ضدّ قوات النظام. حاول الأسد استرضاء الشيخ أحمد، فلم يفلح. يتناقل أبناء المحافظة بأنّه في تلك المضافة التي استضافنا فيها الشيخ الهجري في القنوات، وعلى بُعد أمتار قليلة من مكان جلوسنا، نام بشار الأسد عميقًا. حينها جاء إلى مضافة الشيخ أحمد، طالبًا أن يرتاح فيها لدقائق، فأُخليت له، وغفا حتى الصباح. كان ذلك في مارس/آذار 2011، بعد اندلاع الثورة السورية. المرّة الثانية التي جاء بها إلى السويداء، كانت بعد خمسة أيام من وفاة الشيخ أحمد بحادث سير غامض يقول البعض إنه كان اغتيالًا.

 

تسلّم الهجري المشيخة داعمًا للأسد منذ البداية، ولم يتحوّل عنه إلّا في عام 2021، حين أهانه رئيس فرع الأمن العسكري في درعا لؤي العلي. ويعدّ مفتاحًا أساسيًّا في المحافظة، بما يمثله من سلطة دينية وزمنية عليا. توجّهت إليه القيادة الجديدة بعد خلع نظام بشار الأسد، وفتحت معه قنوات اتصال، لكنّ موقفه المعلن كان الأكثر تشددًا تجاه دمشق مقارنة بشيخَي العقل الآخرين؛ حمود الحناوي ويوسف جربوع، وهو ما ترك تأثيرًا واضحًا على شعبيته، ودفعه إلى نوعٍ من الاعتكاف.

أذرع عسكرية انفصالية
مرتديًا بزّة عسكرية، داخل مضافة بيت جبليّ في بلدة شنيرة القريبة من الحدود مع الأردن، يجلس قائد المجلس العسكري في السويداء طارق الشوفي، مقدّمًا فصيله المسلّح المنشَأ حديثًا ذراعًا عسكريةً للهجري. يستهلّ الحديث معنا من انشقاقه عن جيش النظام في عام 2015 حين كان يخدم في محافظة إدلب، وهي رواية يشكّك فيها ناشطون التقيناهم في وقت سابق، متحدّثين عن فرار من الجيش وليس انشقاق. ينتقد الشوفي نظام الأسد، لكن لا يُخفي معارضته لفصائل الثورة، بقوله إنّ الأسد وبعد إطلاقه المساجين المتطرّفين في صيدنايا (2012) “حوّل الثورة إلى إرهاب”.

لا تُعرف انطلاقة واضحة للمجلس، بعد سقوط النظام أو قبله، ويظهر حديث الشوفي عن التأسيس مرتبكًا، يقول إنّ تشكيله بدأ مع بدء حراك السويداء (2023)، ثم يعتبره امتدادًا للمجلس العسكري للجنوب (2016)، والمجلس العسكري الذي كان يقوده العقيد المنشق ربيع حمزة، قبل أن يُشير إلى أنّ الإعلان عن مجلسه حصل “لحظة سقوط النظام، وبعض الفصائل انضمت إلينا بينهم (نشام الجبل)، وبعضها الآخر عارضنا”، وفي مقدّمة المعارضين له، أكبر فصيلين مسلّحين في الجبل: رجال الكرامة وأحرار العرب.

يعود ليضيف “كنّا نعمل في السرّ مع الجيش الحرّ منذ الانشقاق، في درعا والقنيطرة ودير الزور والمنطقة الشرقية”. ماذا عن عناصره وتسليحه؟ جميعهم من الجنود المنشقّين، لم يذكر عددهم. أمّا التسليح فيقول إنّه جاء “بأموالنا وبجهد شخصي، وعند سقوط النظام استولت مجموعاتنا على الأسلحة المتوسطة والخفيفة”، وهنا مربط الفرس لسلاح الفصائل التي تشكّلت متكاثرةً بعد سقوط النظام في الجبل.

واضحةٌ معارضة هذا التشكيل المسلّح للقيادة السورية الجديدة إذ يسمّيها “بسلطة الأمر الواقع”، ويرى أنّ وصول أحمد الشرع إلى السلطة “كان على طريقة الانقلاب العسكري؛ لم يمدّوا أيديهم للضباط المنشقين. حاولوا الاعتماد على الفصائل الموالية لهم”.

في وقت سابق، أثار الشوفي الجدل بردّه على عرض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قائلًا “نشكر كلّ من يدعم ويساعد في الدفاع عن الطائفة الدرزية”. يكرّر موقفه هذا أمامنا بقوله “إذا كانت إسرائيل تريد تقديم الحماية، فلا أستطيع منعها. لم أطلب منها أن تحمي الدروز، ولا أستطيع أن أرفض إذا جاءت لحمايتهم. هذا الموقف عند الحكومة”.

وعن طروحات الانفصال، يضيف “لا نريد الانفصال عن سورية، نريد علاقة جيدة مع العاصمة”، معتبرًا أنّ النظام الأمثل لسورية هو الفيدرالي “وهو مطبق فعليًا بدون إعلان”، في إشارة إلى التقسيم الواقعي الذي كان جاريًا خلال فترة الأسد. ينفي التنسيق مع أي جهة خارجية أو الارتباط بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ويعلّل ربطهم بها “لتشابه الطروحات”. لا تبدو للرجل أيّ حنكة سياسية؛ ففي انتقاده منفعلاً للإدارة الجديدة، يقول إنّها متطرّفة لأنّها “أقامت علاقات مع أفغانستان”، ومع “تركيا، النظام الإسلامي”، لكن يا رجل “أفغانستان دولة مساحتها أكبر من سورية بأربع مرّات ونظام تركيا ليس إسلاميًا، ماذا تقصد؟” فيتراجع قليلًا، ويقول: “نحن نعمل وفق توجيهات الشيخ حكمت الهجري، وما يقبله نقبله، نحن نملك القرار العسكري، أما القرار السياسي، فبيده”، مع العلم بأنّ الأخير نفى سابقًا دعمه للمجلس.

في المضافة التي التقينا فيها الشوفي صورة لجمال عبد الناصر وكمال جنبلاط وابنه وليد. نسأله عن سبب تعليقها، يردّ أنّها “صورة قديمة تمثل توجّه والدي، ولا تمثلني. الأفكار التي طُرحت لم تعد مناسبة حاليًا”.

 

يُحكى في المحافظة أنّ عناصر المجلس متورّطون في حادثة رفع العلم الإسرائيلي الشهيرة، وهذا ما ينفيه الشوفي، معتبرًا أنّها “حالة فردية”. وكان شباب من السويداء قد أنزلوا العلم السوري المرفوع وسط دوار العنقود عند مدخل السويداء الشمالي، ورفعوا مكانه العلم الإسرائيلي. لم تمضِ دقائق، حتى هرع آخرون وأنزلوا العلم الإسرائيلي، رافعين مكانه علم طائفة الموحّدين الدروز بألوانه الخمسة؛ الأخضر، والأحمر، والأصفر، والأزرق، والأبيض. حادثة تلقى استهجان كلّ من التقيناهم هنا.

من التيارات التي تتبنّى طروحات انفصالية، وإقامة الإقليم الجنوبي (في درعا والقنيطرة والسويداء) أسوة بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية (قسد)، وإقامة السّلام مع إسرائيل؛ حزب اللواء السوري. لم نرصد وجودًا لأنصار هذا الحزب خلال وجودنا في المحافظة، لكن حدثتنا عنه ناشطات شاركن في حراك ساحة الكرامة في أغسطس/آب 2023، قلن إنّه تأسّس بتسهيل من ضابط المخابرات السوري علي مملوك، ومؤسسه ينشط من هولندا ويُدعى مالك أبو الخير. لا يحظى الحزب بشعبية في المحافظة، لكنه يوزّع أموالًا على الناس، ولديه جناح عسكريّ يضمّ بضع مئات المسلحين، ويُعلن ولاءه للشيخ الهجري (بيان أصدره في مارس الماضي). ولا يستبعد البعض تورّط أنصاره أيضًا في حادثة رفع العلم الإسرائيلي.

جربوع: لن نسلّم السّلاح ولن يدخل الغرباء السويداء
في مقام عين الزمان، وسط مدينة السويداء مقرّ شيخ العقل يوسف جربوع، تبرز نواحٍ أخرى من أعمال ناشئة لمشيخة العقل الثالثة في المحافظة. تتوزّع في ساحاته لافتات تشير إلى مكاتب صحّية، وإغاثية، وخيرية، وتعليمية، إضافة إلى “مكتب حلّ النزاعات”، وهو نوع من المحكمة المحليّة أُسّست في ظلّ غياب الدولة لحلّ النزاعات الأهلية.

بدا الشيخ جربوع، الذي عُرف بمعارضته لحراك السويداء وانحيازه لنظام الأسد، مرحّباً بتشكيلة الحكومة الجديدة، مثنيًا خصوصًا على الطريقة الحضارية في إعلان الحكومة والبرنامج الذي قدّمه كلّ وزير أمام الإعلام. وعن التواصل مع دمشق، يشير إلى أنّه يحصل بالحدّ المقبول عبر المحافظ (مصطفى بكور)؛ أمّا عن التجاوب، فهو أيضًا بالنسبة له “بالحدّ المقبول”. يتطرّق إلى العلاقة التي تربطه بوزير الزراعة الجديد، ابن السويداء، أمجد بدر، وينفي أن يكون قد رشّحه، لكنّه يؤكّد على أنّه معارض قديم فصل من عمله سابقًا بسبب مواقفه المعارضة، ومن مؤسّسي ساحة الكرامة (حراك السويداء 2023). بالنسبة لمستقبل سورية ورؤيته لنظام الحكم المحبّذ له، يرى أنّ الصورة حاليًا ضبابية خصوصًا بعد أحداث الساحل والتصرّفات الطائفية؛ فهذا مبعث قلق لدى الطائفة، قبل أن يشير إلى مآخذه على الإعلان الدستوري، قائلًا إنّه لا اعتراض على أن يكون دين الدولة الإسلام أو رئيس الدولة مسلمًا، لكنّ اعتراضه على أن يكون “الفقه الإسلامي مصدرًا أساسيًا للتشريع”، فهذا تعبير فضفاض. يُظهر جربوع خلال حديثه امتعاضًا واضحًا من دمشق “ما نراه اليوم ضبابي يدعو للتخوّف، ننتظر ونراقب”.

بالنسبة لطروحات التقسيم، يؤكّد أنّ ما طُرح من مشاريع التقسيم إبّان الاستعمار الفرنسي “رُفض من أهلنا وعلى رأسهم قائد الثورة سلطان الأطرش؛ نحن جزءٌ من الجغرافيا السورية ومن المكوّن السوري، ولا زلنا متمسكين بهذا الخيار، لأنّه ضمانة للطائفة”. إذًا؛ موقف الشيخ جربوع المُعلَن ضدّ التقسيم؛ ضدّ الدويلات.

عن الملفّ الأمني، يرى أنّ التخلّي الأمني من الدولة بدأ منذ النظام الأسدي، “وخلال فترة الحرب (بعد الثورة)، شُكّلت فصائل مسلّحة، منها تابعة للجهات الأمنية الحكومية (يقصد نظام الأسد)، ومنها أهلية، ما خلق مرجعيات عدّة للفصائل المسلّحة تسبّبت بفوضى أمنية”. منذ سقوط النظام حتى الآن، لا تزال الدولة غائبة، يقول. ويشير جربوع إلى مشروع مطروح لحلّ مشكلة الأمن يتمثل بإنشاء تشكيلات من الأمن العام والجيش، عناصرهم حصرًا من أبناء السويداء ولحماية أمن المحافظة فحسب، أمّا “الإشراف فيكون لحكومة دمشق”، وهذا قد يساعد في مكافحة الفوضى ويعيد هيبة الدولة. لكن ألا يخالف إنشاء ضابطة عدلية مشكّلة “من أبناء محافظة السويداء حصرًا”، مفهوم الدولة المركزية الشاملة ويحلّ التقسيم المناطقي أمنياً؟ يردّ “صحيح لكن لكلّ وقت ظروفه”. هل هناك مشكلة ثقة بين أبناء سورية؟ يرى أنّ ما جرى في منطقة الساحل تحديدًا أضعف الثقة في الحكومة الحالية في إمكانية حفظ الأمن، ويعزّز هذا عامل وجود غير السوريين أو ما يسمّى بالمهاجرين في الجيش السوري “فلا ثقة بهؤلاء الأشخاص في محافظة السويداء خصوصًا، تاريخهم إرهابي”، ليعود إلى ما جرى في الساحل واصفًا إيّاه بأنّه “إبادة دينية وعرقية واضحة”.

ولمعالجة مسألة انعدام الثقة وبهدف عدم إفشال مساعي الدولة، سيحمي السويداءَ أبناؤها، أمّا في مرحلة لاحقة بعد استقرار دولة مدنية “قد يجوز الذهاب إلى غير ذلك”. بالنسبة للتفاهمات مع دمشق، الردّ واضحٌ: “لا نيّة لنا بتسليم السلاح، ولا نقبل دخول الغريب إلى المحافظة”، ويعني بالغريب أبناء غير المحافظة.

يستعيد الشيخ جربوع عَرَضًا الهجوم الذي شنّه تنظيم “داعش” من الناحية الشرقية عام 2018، وهُرِعَ لمواجهته خمسون ألفاً من أبناء المحافظة؛ وهو هجومٌ يستذكره أغلب مَن التقيناهم، للإشارة إلى همّة أبنائهم في ردّ الاعتداءات، دون إغفال أيادي نظام الأسد في تدبيره وفتح الطريق أمامه، عبر نقل عناصر داعش من المخيّمات إلى مشارف المنطقة الشمالية الشرقية. ويقول إنّه كان مقاتلًا في ساحة المعركة حينها إلى جانب الشيخ الحناوي.

يعود جربوع إلى الغمز واللّمز من دمشق، ويرى أنّ الأحوال تحوّلت من سيّئ إلى أسوأ بعد سقوط النظام من الناحية الأمنية والاقتصادية، مع خسارة العديد من الأهالي لوظائفهم بعد فصلهم من العمل ومنهم عناصرُ الجيش المسرّحون. ويتقدّم ملفّا فصل الموظفين؛ أو تعليق عملهم، بحسب ما يؤكّد لنا مسؤول في إدارة الإعلام بموقع آخر من جولتنا، وتسريحُ عناصر النظام السابق، أسباب المشكلة الأمنية في مختلف محافظات سورية، وليس في السويداء فحسب؛ لتتعاظم هذه المشكلة في الساحل السوري؛ الخزّان البشري لمؤسّسات نظام الأسد العسكرية والخدمية.

نتطرّق في الحديث مع الشيخ إلى مسألة التدخل الإسرائيلي، فيشير إلى أنّ زيارة وفد من حضر ضمّ 150 رجل دين وشخصية درزية سورية، إلى مقام النبي شعيب في قرية حطين، دينيةُ الطابع، وكانت قائمة قبل عام 1967، لكن بعد حرب 1973 توقفت، وانقطعت الصلات بين حضر والجولان، إذ تنقسم أحيانًا العائلة الواحدة بين مناطق سوريّة وثانية محتلّة. ويؤكّد أنّ صاحب المبادرة هو شيخ عقل دروز فلسطين موفق الطريف (المعروف بعلاقته الوطيدة مع الحكومة الإسرائيلية) لإعادة التواصل بين المنطقتَين. أمّا بالنسبة لعرض إسرائيل تقديم الحماية للدروز، فاعتبر أنّ هدفه سياسيٌّ “لإبعاد محافظة السويداء عن تاريخنا العربي والوطني، نحن لم نطلب الحماية من إسرائيل ولا نعلم أن أحدًا منا طلب ذلك”. وعن التواصل مع شيخ العقل في فلسطين، “فهذا طبيعي موجود وقائم قديمًا”، قد يكون بأوقات متباعدة لكنّه قائم “تواصل أهل بأهل، ولا يجري بحث أيّ موضوع سياسي خلال التواصل”. ويشير إلى أنّ أبناء المحافظة موزّعون أساسًا بين أربع دول (يقصد لبنان وسورية وفلسطين والأردن)، لكلٍّ خصوصيتها، “ولا تدخّل لأيّ منها في شأن غيرها”.

تقارير عربية
سورية تُزيح خمسة عقود من الرعب (4): النزع الأخير للوحش

ليست المرّة الأولى التي تتدخل إسرائيل في شأن الموحّدين الدروز في سورية، فحين شنّ الرئيس السوري أديب الشيشكلي حملة على أهل الجبل عام 1954، واعتقل ابن سلطان الأطرش وقمع التظاهرات بالرصاص الحيّ، وجدت الفرصة سانحة لتقديم نفسها حاميةً لأهل جبل حوران، مهدّدة بالتدخل. وفي سنوات الثورة السورية، أعلنت عن مواقف مماثلة على فترات متباعدة، وصلت إلى حدّ المطالبة بإنشاء منطقة عازلة لأتباع الطائفة السوريين في الجولان المحتلّ، بعد هجوم على أبنائها في جبل السماق في إدلب (شنّته جبهة النصرة عام 2015). وكان شيخ عقل الطائفة في فلسطين موفق طريف، قد جمع مساعدات لشراء السلاح لأبناء السويداء بعد هجمات ضدّهم بين عامي 2013 و2015، كما يواظب على لقاء المسؤولين الإسرائيليين، طالبًا حماية أتباع الطائفة السوريين.

********

“يا بني وطني: ليس لكم على اختلاف المذاهب والفئات إلّا عدوٌّ واحد هو الاستعمار”

سلطان باشا الأطرش، من بلاغ الثورة عام 1925

Continue Reading

Previous: هل أنجز السوريون الاستقلال حقّاً؟ مروان قبلان.. المصدر : العربي الجديد
Next: الأرامل عبر التاريخ: عزلة وقيود.. المصدر : ضفة ثالثة

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

السلم الأهلي في سوريا لا يزال ممكناً فيما لو… عمر قدور…المصدر: المدن

khalil المحرر مايو 3, 2025
صيانة
  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

قيد الصيانة

admin مايو 3, 2025
  • مقالات رأي

سؤال العدالة بوصفه تأسيساً ممكناً لطغيان جديد في الطبيعة المُلتبسة للعدالة وتحدياتها في سوريا موريس عايق.المصدر:الجمهورية .نت

khalil المحرر مايو 3, 2025

Recent Posts

  • السلم الأهلي في سوريا لا يزال ممكناً فيما لو… عمر قدور…المصدر: المدن
  • قيد الصيانة
  • سؤال العدالة بوصفه تأسيساً ممكناً لطغيان جديد في الطبيعة المُلتبسة للعدالة وتحدياتها في سوريا موريس عايق.المصدر:الجمهورية .نت
  • علينا ان نختار: التقسيم أم الفيديرالية؟ غسان صليبي المصدر: النهار
  • لبنان يعود إلى الإمارات وأول الغيث رفع الحظر….سابين عويس المصدر: “النهار”

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • السلم الأهلي في سوريا لا يزال ممكناً فيما لو… عمر قدور…المصدر: المدن
  • قيد الصيانة
  • سؤال العدالة بوصفه تأسيساً ممكناً لطغيان جديد في الطبيعة المُلتبسة للعدالة وتحدياتها في سوريا موريس عايق.المصدر:الجمهورية .نت
  • علينا ان نختار: التقسيم أم الفيديرالية؟ غسان صليبي المصدر: النهار
  • لبنان يعود إلى الإمارات وأول الغيث رفع الحظر….سابين عويس المصدر: “النهار”

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • مقالات رأي

السلم الأهلي في سوريا لا يزال ممكناً فيما لو… عمر قدور…المصدر: المدن

khalil المحرر مايو 3, 2025
صيانة
  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

قيد الصيانة

admin مايو 3, 2025
  • مقالات رأي

سؤال العدالة بوصفه تأسيساً ممكناً لطغيان جديد في الطبيعة المُلتبسة للعدالة وتحدياتها في سوريا موريس عايق.المصدر:الجمهورية .نت

khalil المحرر مايو 3, 2025
  • مقالات رأي

علينا ان نختار: التقسيم أم الفيديرالية؟ غسان صليبي المصدر: النهار

khalil المحرر مايو 3, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.