في ظل تشابك الأزمات الاقليمية والدولية، تأتي زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المرتقبة إلى المنطقة في وقت بالغ الحساسية. ولا تقتصر أهمية هذه الجولة على البعد الديبلوماسي، بل تمثل “محطة محورية في استراتيجية واشنطن لاحتواء النفوذ الايراني المتنامي، ولبناء توازنات جديدة في المنطقة في ظل تغير موازين القوى العالمية”. وفي هذا السياق، طرح مقال في موقع Breaking Defense “أربع خطوات استراتيجية يمكن للإدارة الأميركية اتخاذها لضمان فاعلية الزيارة وتحقيق أهدافها في تقليص قدرة طهران على المناورة، وتعزيز الأمن الاقليمي على أسس أكثر صلابة واستدامة”.
ووفقاً للمقال، “تكتسب زيارة ترامب أهمية خاصة، إذ انه أدرك أن مفتاح حل أزمات العالم الراهنة يكمن في الشرق الأوسط؛ من حرب غزة وصولاً إلى حرب أوكرانيا. وقد اتخذ ترامب خطوات حاسمة ضد الفاعل الرئيسي في جميع هذه الملفات المتفجرة: النظام الايراني.
وكان البيت الأبيض قد أعلن هذا الأسبوع أن أول زيارة خارجية للرئيس دونالد ترامب في ولايته الثانية ستشمل الشرق الأوسط، مع محطات في المملكة العربية السعودية وقطر والامارات.
توقيت الزيارة بالغ الأهمية بحيث تجري مفاوضات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن مستقبل البرنامج النووي الايراني، وهو ملف حرج يحمل في طياته تداعيات إقليمية ودولية واسعة.
وقد حدّد ترامب هدفاً واضحاً لتلك المفاوضات: التفكيك الكامل للبرنامج النووي الايراني. كما اعتمد نبرة صارمة مدعومة بتحركات ملموسة؛ بحيث استقبل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مرتين في البيت الأبيض، وشن غارات جوية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، ونشر قوات أميركية كبيرة في المنطقة.
ومن المعروف أن نافذة التفاوض مع إيران ضيقة، وأن الخيار العسكري سيُطرح بقوة في حال فشل المسار الديبلوماسي. ويرى المقال أن “التحرك الديبلوماسي من جانب ترامب وفريقه محل تقدير ويجب دعمه، إلا أن من الضروري أن نبقى متيقظين تجاه النظام الايراني، لا سيما في ضوء سجله السابق. وستحاول إيران استغلال المفاوضات لكسب الوقت بينما تسرّع مساعيها باتجاه امتلاك سلاح نووي. ومن الحكمة أن يواصل ترامب تحذير المرشدين الايرانيين بأنه مستعد للتحول إلى الخيار العسكري إذا لم تتعامل طهران بجدية.
ويمكن تلخيص أهداف الزيارة ببعدين: طمأنة الشركاء الاقليميين والتنسيق بشأن مسار المفاوضات والاستعداد في حال فشلها.
الهدف الرئيسي: إحباط أي انتقام إيراني محتمل، وإبقاء النظام في موقف دفاعي. ولتحقيق ذلك، على الولايات المتحدة وشركائها اتخاذ أربع خطوات:
تعزيز النشاط العسكري الظاهر من خلال التدريبات العسكرية التي تركز على الدفاع ضد الصواريخ والطائرات المسيّرة، تحسّباً للهجمات المحتملة من إيران، واستخدام هذه التدريبات للتحضير لهجمات استباقية على وكلاء إيران إذا تم تفعيلهم ضمن رد شامل من طهران.
مراقبة روسيا: حذّرت روسيا بالفعل من احتمال الرد إذا تعرضت إيران لضغط عسكري.
تقييم التهديدات غير العسكرية: منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، شنّ النظام الإيراني هجمات سيبرانية، وخطّط لعمليات اغتيال وقاد حملات تأثير إعلامي عالمية.
تعزيز الشراكات الاقليمية لردع هجمات إيرانية ضخمة بالصواريخ والطائرات المسيّرة”.
وختم المقال بدعوة الولايات المتحدة الى “الاستعداد لليوم الذي قد تفشل فيه المفاوضات. فهذه الخطوات الأربع لا تُعد فقط استعداداً لذلك اليوم، بل تسهم أيضاً في تعزيز موقعها التفاوضي. والأهم من ذلك، أنها خطوات تسهم في إعادة المنطقة إلى مسار السلام”.