أثار تسجيل صوتي يجري تداوله بشكل كبير اهتماماً لافتاً كونه يحمل تصريحات مثيرة بين أطراف التسجيل حول خلاف عربي بشأن مواجهة إسرائيل، وهم الرئيسان الراحلان المصري جمال عبد الناصر والليبي معمر القذافي، بالإضافة إلى آخرين.
وفي التسجيل الذي قيل إنه يعود لتاريخ 4 آب/ أغسطس عام 1970، قال عبد الناصر الذي توفي بعد شهرين من ذلك التاريخ، إن هناك من يزايد على مصر وذكر العراق وسوريا والجزائر واليمن وبعض المنظمات الفلسطينية.
وأكد أن “العرب لا يملكون القدرة العسكرية على مواجهة إسرائيل، وأن أميركا هي الداعم لها”، مشيراً في الوقت ذاته إلى قبوله بالحل الجزئي السلمي مع إسرائيل مقابل استرداد الأراضي التي تم احتلالها في عام 1967، في حين تحدث عن “مزايدات عربية على مصر”، تطالبها بكامل الأرض مرة واحدة عبر المواجهة العسكرية.
وبحسب ما ذكر عبد الحكيم وهو نجل عبد الناصر لصحيفة “الشروق” المصرية، فإن التسجيل موجود ضمن مقتنيات عبد الناصر في مكتبة الإسكندرية، وأنه منشور على قناة “يوتيوب” تابعة لعبد الحكيم نفسه، وتحمل اسم والده، لكن مكتبة الإسكندرية نفت في بيان رسمي أن تكون مصدر التسجيل، بينما لم تنفِ أو تؤكد صحته من عدمه.
وأضاف عبد الحكيم أن هذا التسجيل دليل على أن والده لم يكن ديكتاتوراً، ولم يكن لديه ما يخشاه، بحسب ما يتهمه به معارضوه، بدليل أنه كان يسجل كل لقاءاته، رغم علمه بأن بعضها قد يستخدم ضده، مشيراً إلى أن التسجيل ليس به ما يضرّ بصورة عبد الناصر، ويجب النظر إليه في توقيته والظروف المحيطة به، لأنه كان يحارب إسرائيل بالفعل في حرب الاستنزاف، وقبِل بمبادرة وزير الخارجية الأميركي، وليام روغرز، لوقف إطلاق النار لكي يستعيد صفوف قواته.
وأشار إلى أن هذه المبادرة كانت تنصّ على انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967، مع تخيير الفلسطينيين بين العودة لأراضيهم أو التعويض، ومن ثم لا يمكن اتهامه بخيانة القضية، إلا أنه وجد مزايدات كثيرة عليه، فطالب من يزايدون بالتوجه للحرب، وأنه لن يمنعهم.
وفي منشور لها عبر فيسبوك، قالت عضو مجلس النواب المصري مها عبد الناصر إنها بسبب هذا التسجيل تشدد “على أهمية وجود قانون حرية تداول المعلومات، الذي يتيح الكشف عن أرشيف الحروب التي مرّت بها مصر بعد مرور أكثر من 50 عاماً على آخر حرب، ما سيتيح لكل الباحثين الملفات والتسجيلات الصوتية كاملة من دون أي اجتزاء، ويسهم من دون أدنى شك في كتابة أكثر إنصافاً للتاريخ وفهماً أكثر عمقاً لمسار الأحداث”.