ملخص
زادت الولايات المتحدة، أكبر منفق عسكري في العالم، ميزانيتها بنسبة 5.7 في المئة في عام 2024، لتصل إلى 997 مليار دولار، ما يُمثل 37 في المئة من الإنفاق العالمي و66 في المئة من إنفاق الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي.
شهد الإنفاق العسكري العالمي في عام 2024 أكبر زيادة له منذ نهاية الحرب الباردة، ليصل إلى 2.7 تريليون دولار أميركي، نتيجة الحروب والنزاعات الدائرة حول العالم، وفق تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) نُشر الإثنين.
وشهد الإنفاق العسكري العالمي زيادة ملحوظة في أوروبا والشرق الأوسط، بحسب سيبري.
وارتفع الإنفاق بنسبة 9.4 في المئة في عام 2024، وهو العام العاشر على التوالي من الزيادة، مقارنة بعام 2023.
وقال الباحث في برنامج “الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة” في معهد سيبريشياو ليانغ، إن “هذا يعكس بوضوح التوترات الجيوسياسية الشديدة. إنه أمر غير مسبوق. إنها أكبر زيادة منذ نهاية الحرب الباردة”.
وأشار التقرير إلى أن أكثر من 100 دولة زادت ميزانياتها الدفاعية العام الماضي.
وذكر ليانغ أن الفاتورة الباهظة سيكون لها “تأثير اجتماعي واقتصادي وسياسي عميق” إذ “سيتعين على البلدان إجراء مقايضات في خياراتها المتعلقة بالميزانية”.
وأوضح، “على سبيل المثال، رأينا عديداً من الدول الأوروبية تخفض بنوداً أخرى في الميزانية، مثل المساعدات الدولية، من أجل تمويل الزيادة في الموارد المخصصة للجيش، (…) أو التفكير في زيادة الضرائب أو الاستدانة”.
أوروبا الأكثر إنفاقاً
كانت أوروبا، بما فيها روسيا، المنطقة الأكثر إنفاقاً، إذ ارتفع الإنفاق العسكري فيها بنسبة 17 في المئة ليصل إلى 693 مليار دولار.
وخصصت روسيا 149 مليار دولار لجيشها في عام 2024، بزيادة قدرها 38 في المئة على أساس سنوي، أي ضعف ما كان عليه الوضع في عام 2015.
وارتفعت الميزانية العسكرية لأوكرانيا التي هاجمتها روسيا، بنسبة 2.9 في المئة لتصل إلى 64.7 مليار دولار.
وفي حين أن هذا لا يمثل سوى 43 في المئة فقط مما يعادل الموارد الروسية، فقد سجلت كييف أعلى عبء عسكري في العالم، إذ خصصت 34 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع.
تصاعد الديون والإنفاق العسكري يهددان العالم بعودة “القمع المالي”
زيادة الإنفاق العسكري تهدد مستقبل اقتصاد روسيا
ارتفاع الإنفاق العسكري بالعالم 7 في المئة إلى 2.43 تريليون دولار
وأشار التقرير إلى أن بعض الدول الأوروبية تبرز في هذا الصدد. فعلى سبيل المثال، ارتفع إنفاق ألمانيا العسكري بنسبة 28 في المئة ليصل إلى 88.5 مليار دولار. وقال ليانغ، “للمرة الأولى منذ إعادة توحيدها، أصبحت ألمانيا أكبر مساهم في مجال الدفاع في أوروبا الوسطى والغربية”.
أكبر منفق عسكري بالعالم
زادت الولايات المتحدة، أكبر منفق عسكري في العالم، ميزانيتها بنسبة 5.7 في المئة في عام 2024، لتصل إلى 997 مليار دولار، مما يُمثل 37 في المئة من الإنفاق العالمي و66 في المئة من إنفاق الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقد زادت دول حلف شمال الأطلسي الـ32، المُنخرطة في ديناميكية إعادة تسليح في مواجهة انسحاب أميركي محتمل، من إنفاقها بشكل ملحوظ.
“في عام 2024، وصلت 18 من أصل الدول الـ32 إلى هدف اثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي” المخصص للإنفاق العسكري، وهو أمر غير مسبوق منذ تأسيس “الناتو”، وفقاً للباحث.
وقال، “من المتوقع تنفيذ مشاريع استحواذ ضخمة في صناعة الأسلحة خلال الأعوام المقبلة”.
العقوبات تحد من قدرة إيران
شهد الشرق الأوسط الاتجاه نفسه. وتواصل إسرائيل حربها في قطاع غزة، وفي عام 2024 ارتفع إنفاقها العسكري بنسبة 65 في المئة ليصل إلى 46.5 مليار دولار، وهذه أكبر زيادة منذ حرب الأيام الستة في عام 1967، وفق “سيبري”.
في المقابل، انخفض إنفاق إيران بنسبة 10 في المئة ليصل إلى 7.9 مليار دولار في عام 2024، “رغم انخراطها في النزاعات الإقليمية”، بحسب “سيبري”، لأن “تأثير العقوبات حد بشدة من قدرتها على زيادة الإنفاق”.
الصين في المرتبة الثانية
وبعد الولايات المتحدة، تأتي الصين في المرتبة الثانية وهي تستثمر في تحديث قواتها المسلحة وتوسيع قدراتها في مجال الحرب السيبرانية وترسانتها النووية، وهي الآن تستحوذ على نصف الإنفاق العسكري في آسيا وأوقيانوسيا.
وفي عام 2024، زادت ميزانيتها العسكرية بنسبة سبعة في المئة لتصل إلى 314 مليار دولار.