وصف وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، المرحلة الحالية التي تمر بها بلاده بأنها “مرحلة تاريخية”، في إشارة إلى التطورات المتعلقة بقرارات حزب العمال الكوردستاني بشأن حل نفسه وإنهاء النضال المسلح. وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها من أذربيجان، حيث أشار إلى أن العمليات التي نفذها الجيش التركي ضد معاقل الحزب في إقليم كوردستان خلال السنوات الماضية كانت “مؤثرة”.
وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع ما أعلنه رئيس الجمهورية التركية، رجب طيب أردوغان، يوم السبت 17 أيار 2025، خلال حديثه للصحفيين أثناء عودته من ألبانيا، بأن الأجهزة الأمنية التركية “تراقب عن كثب عملية حل وتسليم أسلحة التنظيم (حزب العمال الكوردستاني)”.
وقال أردوغان: “بشأن كيفية تسليم الأسلحة، يتم إجراء محادثات مع الأطراف ذات الصلة من جيراننا. هناك بعض الخطط حول كيف ستكون أدوار حكومتي بغداد وأربيل في هذه العملية [نزع السلاح]”.
من جانبه، أكد وزير الداخلية أن “جميع مؤسسات الدولة المعنية تتابع هذه العملية عن كثب، من أجل استقرار ووحدة البلاد”.
وكان الجيش التركي قد بدأ في 18 نيسان 2022 عملية عسكرية واسعة تحت اسم “المخلب – القفل”، استهدفت مناطق آفاشين ومتينا والزاب في إقليم كوردستان، بهدف ضرب معاقل حزب العمال الكوردستاني.
ويأتي قرار حل الحزب نتيجة لمسار سياسي وأمني طويل بدأ بخطوة اتخذتها الحكومة التركية في الأول من تشرين الأول الماضي، أُطلق عليها “تركيا بلا إرهاب”، بينما سمّاها حزب الشعوب الديمقراطي بـ”حل القضية الكوردية”.
وفي هذا السياق، أجرى وفد من حزب الشعوب الديمقراطي خمس زيارات إلى سجن إمرالي، حيث نقل رسائل من زعيم الحزب المعتقل، عبد الله أوجلان، إلى الرأي العام. وطالب أوجلان فيها الحزب بعقد مؤتمر لحل نفسه وإنهاء العمل المسلح.
وفي 12 أيار 2025، أعلن حزب العمال الكوردستاني نتائج مؤتمره الثاني عشر، الذي عُقد بين 5 و7 من الشهر ذاته، متخذاً قراراً نهائياً بحل نفسه ووقف النضال المسلح.