Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • مضيق تايوان على شفا حرب صينية قلق بكين من المرحلة المقبلة يمكن أن يؤدي إلى حسابات خاطئة مميتة بوني لين جون كولفر براين هارت.المصدر: اندبندنت عربية
  • مقالات رأي

مضيق تايوان على شفا حرب صينية قلق بكين من المرحلة المقبلة يمكن أن يؤدي إلى حسابات خاطئة مميتة بوني لين جون كولفر براين هارت.المصدر: اندبندنت عربية

khalil المحرر مايو 28, 2025

 

ملخص
مع تصاعد التوترات في مضيق تايوان، ترى الصين في الرئيس التايواني لاي تهديداً أكبر من سابقيه، وتكثف تحركاتها العسكرية وتستعد لسيناريوهات التصعيد، مما يزيد من أخطار سوء التقدير واندلاع صراع محتمل، خصوصاً مع غموض موقف واشنطن وتذبذب رسائل الردع الصادرة عنها.

يشهد مضيق تايوان توترات متزايدة. وحتى قبل انتخاب تايوان ويليام لاي رئيساً لها في يناير (كانون الثاني) عام 2024، أعربت الصين عن معارضتها الشديدة له، واصفة إياه بـ”الانفصالي” و”المحرض على الحرب”. وخلال الأشهر الأخيرة، صعدت بكين من هجماتها وانتقاداتها له: ففي منتصف مارس (آذار) الماضي، وصف المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان في الصين لاي بأنه “مدمر للسلام عبر المضيق” واتهمه بدفع تايوان نحو “حافة حرب محفوفة بالأخطار”. بعد أسبوعين، وبينما كانت بكين تطلق مناورات عسكرية واسعة النطاق حول تايوان، نشر جيش التحرير الشعبي صوراً كاريكاتيرية تصور لاي على أنه حشرة. وأظهرت إحدى الصور زوجاً من عيدان تناول الطعام يلتقطان “الطفيلي” لاي من تايوان المشتعلة.

وهذا الجهد المبذول لنزع الصفة الإنسانية عن لاي يبيّن قلق بكين العميق إزاء مسار العلاقات عبر المضيق، بخاصة ما تعتبره الصين رغبة لاي في دفع تايوان نحو الاستقلال. وبالمقارنة مع رئيسة تايوان السابقة، تساي إنغ ون، اتخذ لاي موقفاً أقوى وأكثر تحدياً في مواجهة التهديدات الصينية المتزايدة للجزيرة، كما يتضح من خطابه وإجراءاته السياسية الجديدة. في مارس الماضي، وصف لاي بكين بأنها “قوة أجنبية معادية” وأعلن عن خطة لتنفيذ 17 استراتيجية واسعة النطاق للدفاع عن الجزيرة من التسلل الصيني.

في الواقع، إن حملة التشهير التي تشنها الصين ضد لاي تشبه تنديدات بكين، قبل نحو عقدين من الزمن، برئيس تايوان آنذاك، تشين شوي بيان. آنذاك، وصفت بكين تشين بأنه “انفصالي متشدد” و”مثير للمشكلات” و”متهور لا يعرف كيف يكبح جماحه”. فصعدت بكين ضغوطها الخارجية على تشين، وعملت مع أحزاب المعارضة داخل تايوان لإحباط أجندته السياسية. ثم كادت الصين تستخدم القوة العسكرية ضد الجزيرة عام 2008، وربما كانت ستفعل ذلك لو أن تشين نجح على نحو أكبر في كسب دعم الشعب التايواني لاستفتائه.

وينبغي أن يثير موقف بكين الآن قلق واشنطن بشدة. فالصين لا تنظر إلى حكم لاي على أنه مجرد استمرار لحكم تساي، بل تعتبره شخصاً مسبباً للاضطراب مثل تشين، وتعامله بالطريقة نفسها. فمنذ تولي لاي الرئاسة، أبدت بكين استعداداً متزايداً لاستخدام القوة العسكرية من أجل ترهيب الجزيرة ومعاقبتها. وهي اليوم أكثر استعداداً لاستخدام القوة ضد تايوان مما كانت عليه قبل 20 عاماً.

وما يزيد من حدة هذه الأخطار هو الانقسامات الظاهرة داخل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول كيفية التعامل مع تايوان. وإذا شككت بكين في التزامات الولايات المتحدة تجاه الجزيرة، فمن الممكن أن يشجع ذلك الصين على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وقسرية ضد تايوان. وكل هذه العوامل تزيد بصورة كبيرة من فرص ارتكاب بكين خطأ في حساباتها، واحتمال استخدامها القوة ضد الجزيرة عام 2027 تقريباً، مع اقتراب الصين من محطات مفصلية في تحديث جيشها واستعداد تايوان لخوض انتخاباتها الرئاسية المقبلة.

دوامة التصعيد

كثيراً ما أكدت الروايات الرسمية الصينية أن توحيد الصين السلمي مع تايوان أمر حتمي لا مفر منه. لكن خلال الأشهر الأخيرة، تصاعد القلق في بكين من أن لاي ينوي فصل تايوان عن الصين بصورة منهجية. فاتهمت وسائل الإعلام الصينية لاي بعسكرة المجتمع التايواني، مع إعطائه الأولوية لتعزيز قدرة تايوان الدفاعية على الصمود، وإعادة العمل بنظام المحاكم العسكرية لمعالجة قضايا التجسس والخيانة من جانب مسؤولي الجيش التايواني، وتسريع التدريبات والاستعدادات لاحتمال غزو صيني لتايوان. وتنتقد بكين بشدة جهود لاي الرامية إلى إحباط محاولات التغلغل الصينية ومواجهة الحرب الدعائية التي تشنها الصين، مدعية بأن لاي يعوّق استئناف السياحة، ويقمع الجماعات والأفراد المؤيدين للصين ويلاحقهم قضائياً، ويثني المواطنين التايوانيين عن التقدم بطلبات للحصول على وثائق هوية صينية، ويضع حواجز أمام التعاون الأكاديمي بين الجامعات في الصين وتايوان، ويعدل المناهج الدراسية التايوانية لتقويض التقارب التاريخي والثقافي مع الصين.

وفي مارس الماضي، زعم متحدث باسم الحكومة الصينية أن الاستراتيجيات الـ17 التي يتبعها لاي تهدف إلى “عرقلة عمليات التبادل والتعاون عبر مضيق تايوان”. إضافة إلى ذلك، نددت الصين بالجهود التي بذلها لاي لتشجيع الشركات التايوانية على زيادة استثماراتها في الدول الديمقراطية، بما في ذلك الولايات المتحدة. واعتبرت بكين أن هذه الإجراءات محكوم عليها بالفشل، وسخرت من تايبيه عندما أطلقت الولايات المتحدة تهديدات بفرض رسوم جمركية مرتفعة على الجزيرة في أبريل (نيسان) الماضي.

ويعتقد كثير من المحللين الصينيين بأن موقف لاي السياسي ضعيف مقارنة بموقف سلفه، الرئيسة السابقة تساي. لكنهم يخشون من أن هذا الضعف قد يدفعه إلى أن يكون أكثر جرأة، إذ من المحتمل أن يسعى إلى تصعيد المواجهة مع الصين لكسب تأييد شعبي.

وفي ضوء هذا التحليل لموقف لاي والظروف الداخلية في تايوان، بدأت الأصوات المتشددة في الصين تدعو إلى اتباع نهج أكثر عدوانية تجاه تايوان. فدعا بعضهم إلى استخدام القوة العسكرية ضد الجزيرة، أو إحياء ما يسمى “عمليات الحرب الأهلية”، وهي وسائل غير سلمية يمكن أن تستخدمها بكين لتحقيق الوحدة مع الجزيرة، مثل فرض حصار بحري عليها. وتساءل متشددون آخرون علانية عما إذا كان بمقدور بكين افتعال أزمة في تايبيه مشابهة لحادثة “شيان” عام 1936، عندما قام جنرالات تحت قيادة شيانغ كاي شيك الذي كان يقود حكومة جمهورية الصين [وهو الاسم الرسمي لتايوان] وقواتها القومية [كيومنتانغ]، باحتجازه وإجباره على التحالف مع الحزب الشيوعي الصيني لمحاربة القوات اليابانية التي غزت شمال الصين.

تتزايد وتيرة الأنشطة العسكرية الصينية وحجمها

وقد يكون من الأنسب مقارنة الوضع الحالي مع واحدة من أخطر الفترات خلال ولاية تشين شوي بيان. ففي محاولة لزيادة نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التايوانية في مارس 2008، أجرى تشين بالتزامن مع تلك الانتخابات استفتاءً شعبياً حول ما إذا كان ينبغي للجزيرة الانضمام إلى الأمم المتحدة تحت اسم “تايوان” بدلاً من “جمهورية الصين”.

وكان هذا الاقتراح على وشك أن يتجاوز الخط الأحمر بالنسبة إلى بكين: ففي 2005، أقرت الصين “قانون مناهضة الانفصال” الذي ينص على حق الصين في استخدام القوة العسكرية ضد تايوان في حالات عدة، بما في ذلك “إذا وقعت أحداث كبرى تنطوي على انفصال تايوان عن الصين”. وعندما أُقر القانون، أشار متحدث باسم الحكومة الصينية إلى أن إجراء استفتاء على مستوى الجزيرة قد يعتبر واقعة كبيرة. وعام 2007، وبعد أن اقترح تشين إجراء الاستفتاء، حذر الرئيس الصيني هو جينتاو نظيره الأميركي جورج دبليو بوش من أن بكين ترى في هذا الاستفتاء تجاوزاً لتلك الخطوط الحمراء.

وأرفقت بكين هذه التحذيرات بإرسال إشارات عسكرية مهمة. فزادت الصين من نشرها للصواريخ الباليستية القصيرة المدى الموجهة نحو تايوان بمقدار سبعة أضعاف، منذ بداية ولاية تشين عام 2000 وحتى أوائل عام 2008. وقبل الاستفتاء، رصدت الإدارة الأميركية أن جيش التحرير الشعبي الصيني وضع وحدات صواريخ متنقلة قصيرة المدى قرب مضيق تايوان في حال تأهب قصوى. وكان الجيش ومجتمع الاستخبارات الأميركي يعتقدان بأن الصين يمكن أن تطلق صواريخ حول تايوان، مثلما فعلت خلال أزمة مضيق تايوان عام 1996، أو الأسوأ من ذلك، أن الصين يمكن أن تهاجم الجزيرة فعلياً.

ولحسن الحظ، مرت أزمة عام 2008 من دون إراقة دماء. فأدى انخفاض نسبة المشاركة في التصويت إلى إبطال استفتاء تشين، وخسر مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي الذي ينتمي إليه تشين أمام مرشح حزب كيومنتانغ المعارض في الانتخابات الرئاسية. وربما أسهم نشر الولايات المتحدة لقوات كبيرة قرب تايوان في جعل بكين تتردد. فأخذت واشنطن خطر التصعيد على محمل الجد، فعارضت استفتاء تشين علناً، ونشرت حاملتي طائرات في الشمال الشرقي والجنوب الشرقي من تايوان، وثالثة قرب سنغافورة، قبل موعد التصويت. ومع ذلك، أظهرت هذه الحادثة أن بكين كانت جادة في استخدام القوة إذا استفزتها أنشطة تعتبرها “مؤيدة للاستقلال”.

نذير شؤم

منذ أزمة عام 2008، نمت القدرات العسكرية الصينية بصورة ملحوظة. فشهدت قواتها البرية والبحرية والجوية تحديثاً سريعاً، وأصبحت قوات الصواريخ التقليدية لديها تمتلك مجموعة أكثر تطوراً من الصواريخ البعيدة المدى، بما في ذلك الصواريخ الفرط صوتية المتقدمة والصواريخ الباليستية المضادة للسفن. كذلك، ضاعفت الصين حجم ترسانتها النووية خلال الأعوام الخمسة الماضية. وإضافة إلى التقدم في القدرات المادية الملموسة، أطلق الرئيس الصيني شي جينبينغ إصلاحات تنظيمية واسعة النطاق لتمكين جيش التحرير الشعبي من تنفيذ عمليات مشتركة عالية التقنية، وقاد حملات غير مسبوقة لمكافحة الفساد من أجل القضاء على العوائق التي تحول دون الجاهزية العسكرية.

واستطراداً، تزايدت رغبة بكين في استخدام قوتها العسكرية. فدأبت الصين منذ فترة طويلة على إجراء مناورات عسكرية لصقل قدراتها وترهيب تايوان. وخلال فترة حكم الرئيس التايواني ما ينغ جيو من عام 2008 إلى عام 2016، حدّت بكين من هذه الاستفزازات في إطار سعيها إلى تعزيز التفاعل عبر مضيق تايوان. لكن الصين استأنفت التدريبات الكبرى عندما تولت تساي التي شددت على سيادة تايوان وأمنها، الحكم بعد ما ينغ جيو. وفي أغسطس (آب) عام 2022، مع اقتراب نهاية ولاية تساي، أجرت الصين مناورات كانت الأكبر والأكثر استفزازاً على الإطلاق قرب تايوان.

والآن تتزايد وتيرة الأنشطة العسكرية الصينية وحجمها. ففي أقل من عام على تولي لاي منصبه، كسرت الصين التقاليد من خلال إجراء ثلاثة تدريبات واسعة النطاق، أطلقت عليها أسماء محددة لزيادة تأثيرها وتمييزها عن التدريبات الأصغر.

وفي تحول كبير، بدأ جيش التحرير الشعبي الصيني يستخدم هذه التدريبات الكبيرة لمعاقبة إدارة لاي على تصرفاتها السياسية المحلية. فجميع المناورات الكبرى السابقة للصين، سواء في أعوام 1995-1996 أو 2022 أو 2023، جاءت رداً على سفر قادة تايوان إلى الولايات المتحدة أو لقائهم مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى. وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 2024، أجرت الصين تدريباً كبيراً، من دون أن تعطيه اسماً رسمياً، بعدما زار لاي هاواي وغوام خلال جولة له في المحيط الهادئ. لكن جميع المناورات الثلاث الكبرى الأخيرة كانت رداً مباشراً على خطابات أو تصريحات محلية أدلى بها لاي.

وأصبحت هذه الأنشطة العسكرية أكثر استفزازاً وتعقيداً وغير متوقعة بصورة ملحوظة. فخلال تدريب أبريل الماضي، المسمى “رعد المضيق 2025-أي”، أفادت تقارير بأن سفن البحرية الصينية اقتربت لمسافة 24 ميلاً بحرياً من سواحل الجزيرة. وتشارك الصين في عمليات واسعة حول تايوان على مدى العام وتكثف نشاطها شرق الجزيرة. وفي خروج عن المألوف، لم يعُد جيش التحرير الشعبي الصيني يقدم أي إنذار مسبق أو يكتفي بإنذارات محدودة قبل تنفيذ تدريباته. وأثار هذا الأمر مخاوف في واشنطن وتايبيه حول الفترة الزمنية المتاحة للولايات المتحدة وتايوان للاستجابة في حال قررت الصين استخدام القوة للسيطرة على الجزيرة.

يجب على واشنطن أن تضمن أن الصين تفهم بوضوح عزيمة الولايات المتحدة

وفي تحول آخر مقارنة بالأعوام السابقة، شهدت الجولات الأخيرة من التدريبات مشاركة خفر السواحل الصيني مع البحرية في التدريبات على حصار تايوان. كما ازداد تدخل الميليشيات البحرية الصينية، وهي شبكة من السفن المدنية المدعومة من الدولة غالباً ما تُنشر لفرض المطالب الإقليمية الصينية. وفي الواقع، تشير مشاركة هذه الجهات الفاعلة الجديدة إلى أن الصين تستعد لتنفيذ عمليات متنوعة مثل الغزو والحصار البحري بقيادة البحرية وعزل تايوان بقيادة خفر السواحل.

وأخيراً، توسعت الصين في نطاق عملياتها الجغرافي بصورة كبيرة: فشملت تدريبات ديسمبر 2024 واحدة من أكبر عمليات الانتشار على الإطلاق لقوات بحرية من جميع القيادات الساحلية الثلاث التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني. ونفذت الصين عمليات حول تايوان وفي بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، مما يبرز قدرتها على السيطرة على المناطق ضمن “سلسلة الجزر الأولى” (وهي مجموعة من الجزر والدول في غرب المحيط الهادئ تمتد من اليابان إلى أجزاء من إندونيسيا على شكل قوس) ومنع أية قوات خارجية من التدخل لمساعدة تايوان.

وإلى جانب هذه العمليات الكبرى، تنفذ الصين حالياً توغلات عسكرية شبه يومية في منطقة تمييز الدفاع الجوي التايوانية، وهي منطقة مُعلنة [لأغراض أمنية] من طرف تايوان فحسب، وتمتد إلى ما وراء المجال الجوي الرسمي للجزيرة. وعام 2024، حطم الجيش الصيني رقماً قياسياً جديداً من خلال تنفيذ 3075 طلعة جوية في هذه المنطقة، بزيادة تفوق 80 في المئة مقارنة بعام 2023. وتهدف هذه العمليات إلى نزع الشرعية عن مطالبات تايوان بالمجالين الجوي والبحري المحيطين بها، وتعقيد قدرة الجزيرة على رصد وتتبع الأنشطة حولها.

وبعض هذه الاختراقات الجوية ينفذ في إطار “دوريات الجاهزية القتالية المشتركة” التي لا تقتصر على استخدام القوات الجوية فحسب، بل تشمل أيضاً عمليات بحرية منسقة. وتنظم هذه الدوريات الآن بصورة شبه أسبوعية، وتتيح للصين فرصاً لتكثيف الضغط على تايوان بسرعة، من دون الحاجة إلى مناورات أوسع نطاقاً. على سبيل المثال، بعد أيام من كشف لاي عن استراتيجياته الـ17 في مارس الماضي، أطلقت الصين دوريتين مشتركتين للجاهزية القتالية، ثم أعقبتهما بعد أسبوعين بتنفيذ مناورات “رعد المضيق 2025-أي”.

ورقة غامضة

يصدر المسؤولون الأميركيون تحذيرات حيال هذه الأنشطة العسكرية الصينية اللافتة. ففي فبراير (شباط) الماضي، أكد صمويل بابارو، قائد القيادة العسكرية الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أن “المناورات العدوانية التي تجريها الصين حالياً حول تايوان ليست مجرد تدريبات… بل إنها بروفات تمهيدية”.

ولكن مع تكثيف الصين أنشطتها العسكرية ضد تايوان، فإن كثراً في بكين لا يعرفون موقف واشنطن الحقيقي. وبكين واثقة نسبياً من رغبة إدارة ترمب في تصعيد المنافسة مع الصين، مع التركيز بصورة خاصة على العلاقات الاقتصادية. ويعتقد المحللون الصينيون عموماً بأن ترمب سيحاول استخدام تايوان كورقة في هذه المنافسة، ولكن لا يوجد إجماع حول طريقة قيامه بذلك.

 

الصين: وصف تايوان بأنها دولة “غطرسة وجهل”

المناورات الصينية في مضيق تايوان تقلق واشنطن

هل تمضي الصين قدماً نحو التصعيد؟

توازن الرعب التقليدي

الصين لا تسعى إلى قيادة محور

السبيل إلى تفادي نشوب حرب عرضية على تايوان
واستكمالاً، يقدّر الخبراء الصينيون بأن ترمب وفريقه منقسمان حيال تايوان. ويعتقد كثرٌ بأن ترمب يرغب في التفاوض على صفقات مع الصين، وأنه وبعض مؤيديه يرغبون في تجنب التورط في نزاعات عسكرية خارجية. لكن صقور الأمن القومي في الإدارة، مثل وزير الخارجية ماركو روبيو، لا يزالون يركزون على كبح جماح عدوان الصين ونفوذها. ويشير المحاورون الصينيون إلى أن فريق الأمن القومي التابع لترمب لا يبدي تجاوباً مع المخاوف الصينية إزاء لاي، ويخشون من أنه في ما يتعلق بالسياسة اليومية تجاه تايوان، من المرجح أن تعزز هذه الإدارة العلاقات مع تايبيه من خلال تعميق التعاون وزيادة مبيعات الأسلحة.

وهذه التقييمات المتضاربة تجعل بكين أقل يقيناً في شأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان ضد هجمات واسعة النطاق أو سيناريوهات أقل حدة. لكن المسؤولين الصينيين يعتقدون بأنه إذا تُركت الولايات المتحدة من دون رادع، فمن المرجح أن تواصل تعزيز علاقتها مع تايوان. وهذا يخلق ديناميكية خصبة لسوء الحسابات والتقديرات الخاطئة. وقد ترى الصين أنها بحاجة إلى التعامل مع تايوان على نحو أكثر عدوانية لإيصال رسالة واضحة إلى فريق الأمن القومي التابع لترمب بأنها لن تتسامح مع تعمق العلاقات الأميركية- التايوانية أو مع التحركات التي تعتبرها استفزازية من جانب تايوان. في المقابل، فإن اعتقاد الصين بأن ترمب غير مستعد تماماً للدفاع عن تايوان من الممكن أن يدفع بكين إلى التفكير في اتخاذ إجراءات تصعيدية أكثر ضد الجزيرة.

تصحيح المسار

يجب على صانعي السياسات في الولايات المتحدة وحلفائها ألا يغضوا الطرف عن هذه التحولات في تصورات الصين لتايوان وإجراءاتها تجاه الجزيرة. ومع استمرار فترة حكم لاي، من المرجح أن تدخل بكين وتايبيه في وضع أكثر خطورة. ويعتقد الخبراء الصينيون بأن لاي قد يتخذ إجراءات أكثر جذرية وتطرفاً لتعزيز استقلال تايوان عام 2027 قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. وإذا لم يكُن أداء لاي جيداً في استطلاعات الرأي، فإن المحللين الصينيين قلقون من أنه قد يصعد موقفه المناهض لبكين من أجل كسب الدعم الانتخابي، تماماً مثلما فعل تشين عام 2008. في المقابل، حدد شي جينبينغ نفسه عام 2027 موعداً نهائياً ليكون جيش التحرير الشعبي قادراً على الاستيلاء على تايوان بالقوة. وبالنظر إلى دفع شي نحو تسريع تحديث جيش التحرير الشعبي، فمن غير المرجح أن يخبره قادته العسكريون عام 2027 بأن الصين غير قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق بنجاح ضد تايوان، مما يعني أن شي قد يشعر بثقة أكبر حينذاك ويكون أكثر استعداداً لإثارة أزمة أو نزاع.

إن قلة صبر بكين وتصلب نواياها يزيدان من أهمية أن تضمن إدارة ترمب فهم الصين بوضوح مدى عزم الولايات المتحدة واستعدادها لمواجهة العدوان الصيني. وهناك عمل استثنائي يجب على الولايات المتحدة القيام به لردع أي صراع، أو في حال فشل الردع، لمنع المغامرة العسكرية الصينية وصدّها. وإضافة إلى بناء قدراتها العسكرية الخاصة، وكذلك قدرات تايوان وحلفائها، وزيادة الإنفاق الدفاعي لحلفائها وشركائها بصورة كبيرة، يجب على واشنطن أن تدمج على نحو أفضل مختلف عناصر السياسة الأميركية تجاه الصين وتايوان لتعزيز الردع وتقليل أخطار سوء الفهم من جانب الخصوم المحتملين.

وهذا مهم لأن بكين لا تقيّم العزيمة الأميركية بالنظر إلى ما تفعله الولايات المتحدة على الصعيدين العسكري والدفاعي فحسب. فعلى سبيل المثال، بينما يتابع الخبراء الصينيون مفاوضات التعرفة الجمركية والتجارة بين واشنطن وبكين، يلاحظ بعضهم سرعة واشنطن في زيادة التعريفات الجمركية ثم تراجعها عنها موقتاً، مما يشير إلى أن ترمب كان يخادع في البداية، وأن الإدارة تدرك الآن حاجتها إلى التعاون مع الصين على رغم تركيزها على المنافسة.

ومع تحرك الولايات المتحدة بسرعة على جبهات متعددة، سيكون من المهم الانتباه إلى الطريقة التي قد تربط بها بكين بين مختلف السياسات الأميركية لتكوين فهم أوسع للاستراتيجية والنوايا الأميركية. وفي حال كانت الصين تسيء فهم الولايات المتحدة، فسيكون من الضروري لإدارة ترمب تصحيح هذه التصورات ودحض الروايات الصينية، علناً وسراً.

وإذا لم تكُن إدارة ترمب ترغب في وقوع أزمة، فعليها ألا تترك مثل هذا الباب مفتوحاً أمام بكين. فمضيق تايوان سيظل متقلباً بما يكفي خلال الأعوام المقبلة، ولا داعي لتعقيد المشهد أكثر بسبب التصورات المشوشة لدى الصين في شأن ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للتحرك أو لا.

 

بوني لين مديرة “مشروع قوة الصين” وكبيرة المستشارين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

جون كولفر هو زميل أول غير مقيم في “مركز جون إل. ثورنتون لدراسات الصين” في معهد بروكينغز. خدم لمدة 35 عاماً في وكالة الاستخبارات المركزية، بما في ذلك ضابط الاستخبارات الوطنية لشؤون شرق آسيا من عام 2015 إلى عام 2018.

براين هارت هو نائب مدير وزميل في “مشروع قوة الصين” في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

مترجم عن “فورين أفيرز”، 15 مايو (أيار) 2025

 

Continue Reading

Previous: نهاية الدور العبثي لسلاح المخيمات…رفيق خوري..المصدر: اندبندنت عربية
Next: ميكولاس تشورليونيس… فنان ليتوانيا الأعظم الذي رسم الكون قبل اكتشافه….علي شرف الدين صحافي..المصدر: اندبندنت عربية

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

حماية لبنان: الحكمة والوحدة الوطنية غازي العريضي..المصدر: المدن

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • مقالات رأي

النووي الايراني… على حافة الاتفاق أو الضربة؟ حسين زياد منصور…المصدر:لبنان الكبير

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • مقالات رأي

سورية الحرّة الطليقة بسمة النسور……..المصدر: العربي الجديد

khalil المحرر يونيو 2, 2025

Recent Posts

  • الحكومة السورية و«قسد» تتبادلان أسرى وجثامين في المرحلة الثانية للاتفاق…القامشلي سوريا المصدر: الشرق الاوسط…كمال شيخو
  • أميركا تعطي الضوء الأخضر لضم مقاتلين أجانب إلى الجيش السوري….دمشق المصدر : الشرق الأوسط
  • وثائق استخباراتية مسرّبة تؤكد: نظام الأسد احتجز الصحافي الأميركي تايس في دمشق…..دمشق المصدر : الشرق الأوسط»
  • سوريا تبدأ بطي عقود من تهميش الأكراد مصطفى الدباس.المصدر:المدن
  • حماية لبنان: الحكمة والوحدة الوطنية غازي العريضي..المصدر: المدن

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • الحكومة السورية و«قسد» تتبادلان أسرى وجثامين في المرحلة الثانية للاتفاق…القامشلي سوريا المصدر: الشرق الاوسط…كمال شيخو
  • أميركا تعطي الضوء الأخضر لضم مقاتلين أجانب إلى الجيش السوري….دمشق المصدر : الشرق الأوسط
  • وثائق استخباراتية مسرّبة تؤكد: نظام الأسد احتجز الصحافي الأميركي تايس في دمشق…..دمشق المصدر : الشرق الأوسط»
  • سوريا تبدأ بطي عقود من تهميش الأكراد مصطفى الدباس.المصدر:المدن
  • حماية لبنان: الحكمة والوحدة الوطنية غازي العريضي..المصدر: المدن

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • الأخبار

الحكومة السورية و«قسد» تتبادلان أسرى وجثامين في المرحلة الثانية للاتفاق…القامشلي سوريا المصدر: الشرق الاوسط…كمال شيخو

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • الأخبار

أميركا تعطي الضوء الأخضر لضم مقاتلين أجانب إلى الجيش السوري….دمشق المصدر : الشرق الأوسط

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • الأخبار

وثائق استخباراتية مسرّبة تؤكد: نظام الأسد احتجز الصحافي الأميركي تايس في دمشق…..دمشق المصدر : الشرق الأوسط»

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • الأخبار

سوريا تبدأ بطي عقود من تهميش الأكراد مصطفى الدباس.المصدر:المدن

khalil المحرر يونيو 2, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.