رووداو ديجيتال
تعرضت المناطق الأكثر حيوية في دمشق إلى حالة من الفراغ والإقفار، فالمطاعم والبارات والمقاهي في منطقتي باب توما وباب شرقي بالعاصمة دمشق، تشهد تواجداً محدوداً للغاية من رواد هذه الأماكن خشية هجمات من فصائل متشددة.
وقد انعكس تراجع العمل في هذه المناطق بشكل مباشر على حياة العاملين فيها، كما هو الحال مع “تمارا” التي تتكبد يومياً خسائر بسبب هذا الوضع وتكافح لتأمين لقمة العيش.
تقول العاملة، تمارا إلينيمي، لرووداو: “الضغط النفسي هو الأهم، هناك ضغط نفسي مستمر، لكننا نعاني شللاً بالحركة، لا أحد يأتي إلينا، لا يوجد عمل، الجميع يشكو، اليوم طاولة أو طاولتان لمكان كهذا، هذا ليس جيداً، من المؤسف أن يحدث هذا، نحن مستغربون من هذه المسألة، ونتساءل لماذا توقفت الحركة بشكل عام ليس عملي فقط؟، هذا ما يسبب لي الكآبة وأتعرض للضغط”.
وحول تأثير توقف الحركة على معيشتها، تقول: “ألتزم بعملين في اليوم ولا أستطيع تغطية المصروف، وإذا كانت الحركة معدومة اضطر للتداين. لم تعد لدينا طاقة”.
يقول أصحاب هذه الأماكن أنها مناطق سياحية وتاريخية، لذا يطالبون المسؤولين بمراعاة خصوصيتها.
ويعرب ريمون خوري، وهو صاحب بار، خلال حديثه لرووداو، عن أمله في “يتابع العقلاء في الحكومة الجديدة، هذا الملف عن كثب، ومراعاة مسائل متعددة، على الصعيد الاقتصادي وتقدير جميع الأعراق والطوائف والأقليات، كونها تمارس طقوس عمل معينة ضمن إطار محترم، وهذا القطاع من العمل يقدم خدمات للجميع، إذ لا يدخله فقط المسيحي، بل جميع طوائف الشعب السوري وخارج البلاد أيضاً، لذلك نحن نأمل من الحكومة مراعاة هذا القطاع بشكل منطقي ومتفهم”.
ووفقاً لإحصاءات غير رسمية، يعمل نحو 5 آلاف شخص في منطقتي باب توما وباب شرقي، وقد تعرضوا لخسائر بسبب تراجع حركة العمل.
بهذا الصدد، أوضحت إدارة محافظة دمشق لرووداو أنها لم تتخذ قرارات بإغلاق المناطق السياحية، لكن بعض الأماكن تم إغلاقها لعدم امتلاكها ترخيصاً أو مخالفتها لشروط الترخيص.
كما أكدت إدارة المحافظة أن القوى الأمنية لم تتدخل في إغلاق الأماكن.
في بداية شهر أيار الجاري، تعرضت ناديان ليليان في دمشق لهجمات من قبل مجموعات مسلحة، أسفر أحدها عن مقتل فتاة وإصابة آخرين، وهو ما سبب حالة من الذعر بين الناس وتراجع الحركة على البارات والنوادي الليلية.