قال قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مظلوم عبدي، اليوم الجمعة، إنّ قواته على اتصال مباشر مع تركيا، مضيفاً أنه لا يعارض لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. واتفقت تركيا وقسد، التي يقودها الأكراد، في ديسمبر/كانون الأول على وقف إطلاق النار بوساطة أميركية بعد اندلاع مواجهات قبيل إسقاط نظام بشار الأسد.
وتأتي هذه التطورات عقب إعلان حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه، وإلقاء السلاح خلال مؤتمره الأخير استجابة لدعوة مؤسسه عبد الله أوجلان المسجون في تركيا. ورحّب مظلوم عبدي بالقرار في وقت سابق، وقال عبر منصة “إكس”: “قرار حزب العمال الكردستاني بحل بنيته التنظيمية، وإنهاء الكفاح المسلّح، والبدء باتباع السياسة الديمقراطية بناء على نداء القائد عبد الله أوجلان، محل تقدير”، وأضاف: “كان للحزب دور تاريخي في الشرق الأوسط خلال المرحلة المنصرمة، وكلنا ثقة بأن هذه الخطوة ستمهد الطريق أمام مرحلة جديدة من السياسة والسلام في المنطقة”، معرباً عن أمله في أن “تبادر جميع الأطراف المعنية باتخاذ خطوات مهمة وتقديم الدعم المطلوب”.
وأكد الرئيس التركي الخميس أنّ “قسد” تواصل المماطلة في تنفيذ الاتفاق المبرم مع الحكومة السورية، داعياً إياها للتوقف عن ذلك. وجاء ذلك في تصريحات لصحافيين على متن الطائرة خلال عودته من أذربيجان، التي زارها الأربعاء للمشاركة في احتفالات يوم الاستقلال. ولفت أردوغان إلى ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سورية وهيكلها الموحد ووحدتها الوطنية، وقال: “كنّا قد أعربنا سابقاً عن ترحيبنا بالاتفاق الذي جرى التوصل إليه، لكنّنا نرى أن قوات سوريا الديمقراطية لا تزال تواصل أساليب المماطلة، ويتوجب عليها أن تتوقف عن ذلك”، وشدّد على أن تركيا تتابع تنفيذ القرارات المتخذة في هذا الصدد عن كثب، مؤكداً أن “الأساس هو تنفيذ التعهدات بما يتناسب مع الجدول الزمني المتفق عليه”.
وأعلنت الرئاسة السورية، في 10 مارس/ آذار الماضي، عن توقيع اتفاق يقضي بإدماج قسد ضمن مؤسّسات الدولة السورية، وتأكيد وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم. وجاء الإعلان في أعقاب اجتماع بين الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات “قسد” مظلوم عبدي في دمشق، ما وضع حداً لصراع محتمل بين الطرفَين سادته الكثير من التكهنات حول نيّات القوة الكردية المسيطرة على شرق وأجزاء من شمال سورية منذ السنوات الأولى للثورة السورية.
(رويترز، العربي الجديد)