Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • دمية لابوبو: السعادة في صندوق! فدوى العبود……المصدر: ضفة ثالثة
  • مقالات رأي

دمية لابوبو: السعادة في صندوق! فدوى العبود……المصدر: ضفة ثالثة

khalil المحرر مايو 31, 2025

ولكن قُل لي يا سيّد فاروني: ما هوَ الإنسان؟
هذا السؤال الذي طرحه خيل، إحدى أهمّ شخصّيات رواية “ألعاب العمر المتقدّم”، على غريغوريو أولياس المنتحِل المثاليّ والواهم الأجمل –إلى جانب دون كيخوت في تاريخ الأدب- يكاد يكون السؤال الأوحد الذي يقوم عليه تاريخ الفنّ والفلسفة. إذ لا تقدّم الأعمال الكبرى والملحمّية ببعديها التراجيدي والهزلي أيّ إجابة عليه.
فهل هو “مزيج من التفاهة والدراماتيكية” كما يراه كثيرون، أم ذلك الذي القادر في تصور كونديرا وتحت “أي ظرف، على إرسال قريبه إلى الموت”. ذلك الذي يتبع الوهم مدفوعًا بالنبل أو الحماقة عند ثرفانتس، أم المغامر المنتقم في “موبي ديك”، الصبور الشجاع المثابر المعاند لقدره في “الشيخ والبحر”، أم الذي يتمتع بالحكمة اللازمة لقبول هذا القدر. (في فلسفة ماركوس أوروليوس “أحب قدرك، قدر الإنسان هو رفيقه وحاديه والقدر يحدو العقلاء ويجرجر الحمقى”)…
في كل حال ما هو الحدّ الفاصل بين الذكاء والحمق، بين النبيل والوضيع، بين الوهم والحقيقة؟
تنتهي كل التعريفات إلى نقطة البداية التي بدأ منها السهم يشبه لك إطلاق رجل أحمق النار على قدميه، انتقامًا من وعورة الطريق ومتاهات المعنى، لكن من الذي يحدد المعنى من نقيضه، والعيش من عدمه، السعادة من التعاسة. والحقيقة من الزيف؟
وإذا رغبنا أن نراوح في مناخات الروح الهايدغريّ وظلاله العميقة، نسأل عمن يرسم الحدود بين الحقيقي والزائف، بين التافه والأصيل وبين البسيط والمعقد؟
وإذا كان كل حدث أو سلوك بشري هو استعارة لما هو دونه أو أعلى منه، فمن أي نقطة نبدأ في تكوين المفاهيم وخلخلة مواقعها، من الأدنى الفرويدي حيث يحكم اللاشعور حياتنا الواعية، أم من الأعلى حيث تبرق كالنجوم مثل أفلاطون وسماء كانط الأخلاقيّة؟
ألم تنتهي رحلة بطل فولتير في “كانديد أو التفاؤل” إلى أن عالمنا خير العوالم الممكنة، وما دام كذلك فلنعتني بحديقتنا ونرعاها.
لكن ألا يتناقض هذا مع السعادة التي يرسمها لنا العالم اليوم، التي تقدمها مواقع التواصل وصفحات المشاهير وكتب التنمية البشرية كطريقة مثالية لتحضير قالب من الكيك؛ ومع أنّ المقادير ذاتها، لكن النتيجة قد تأتي مخيّبة لدى الغالبيّة، إذ يحترق الكيك أو يكون الطعم أقل من المتوقع.
وإذا كان غموضها يتأتى من متاهات الخيال فما الحدود الفاصلة بين الواضح والغامض بحسب الفهم الكانطي، وما هي آفاق الخيال البشري؟
لا يبدو أن مقالنا يتحرى الإجابات لأن السؤال عن الإنسان هو في النهاية سؤال عن العالم. والعناد هنا يعني شيئًا واحدًا هو أن نواصل وإلى الأبد هذه الأسئلة.
يمكننا الاتفاق على أن محاولات فهم السعادة من سقراط والرواقيّة حتى اليوم تنتهي إلى النتيجة ذاتها: فنُّ التمتّع بالأقل وتخفيض الرغبات إلى حدِّها الأدنى.
وهذا التصور يقابله في الضفة الثالثة تصور يراها في النهم والانكباب على الحياة بينما تضع الضفة الثانية قدمًا هنا وأخرى هناك. وبما أن كل نظريّة في السعادة لا تنشأ من فراغ. فهي كالحرية تتسبب محاولة الإمساك بها أو فهمها بمزيد من البلبلة والخدوش، كما أنها تخفي خلفها تأويلات يصعب حصرها.
ومن هنا يمكننا أن نتحدث عن حدثين لافتين: الأول ناقشه مقال الزميلة دلال البزري والمتعلق بالغرام الروبوتي، “وتحوله إلى حقيقة واقعة” باعتبار ميل الإنسان إلى التواصل الروبوتي كبديل لتجاوز عقبات العالم الواقع! إذ يناقش المقال فكرة وجود برامج ربوتية للأغنياء وأخرى للفقراء. الأولى مريحة ولا تتعطل بينما الثانية كثيرة الأعطال وفي أي لحظة هناك احتمالية أن يتوقف- الروبوت حبيبك- عن حبك أو التحدث إليك. وما دام التباين قد طاول الحب “فإنها والله لقسمةٌ ضيزى”.
الحدث الآخر هو حكاية دمية لابوبو، التي ظهرت في عام 2015، ضمن سلسلة القصص المصورة الوحوش، وهي من إبداع فنان هولندي من أصل هونغ كونغي (كاسينغ لونغ).
شهدت هذه الدمية انتشارًا بعد أن روجها نجوم ينشرون صورهم عبر انستغرام رفقة لابوبو. لتتحول إلى “إلى ظاهرة ثقافية وتجارية تخطت الأعمار والحدود، وجذبت اهتمام الإعلام إذ تباع النسخة الواحدة منها على فيسبوك ومواقع أخرى بأسعار تتجاوز 1000 دولار للدمية”.
توقفت طوابير المعجبين أمام متاجر بوب مارت POP Mart، في استراليا وأميركا، ولكن الوضع كان أشدّ حرجًا في بريطانيا، إذا أوقفت هذه المتاجر البيع حرصًا على سلامة الموظفين والزبائن الذين وصل بهم الأمر للشجار والعراك. لم يكن ليفوق مشهد الطوابير سوى الشاب الذي احتضنها وبكى.

“ما هو الإنسان؟ هذا السؤال الذي يكاد يكون الأوحد الذي يقوم عليه تاريخ الفن والفلسفة. إذ لا تقدم الأعمال الكبرى والملحمية ببعديها التراجيدي والهزلي أي إجابة عليه”

 

“إنها أكثر من مجرد دمية إنها السعادة”- بهذا تعرّف متاجر بوب مارت دميتها.
بأذنين ناعمتين وأسنان حادة وعيون لامعة، مخبأة في صندوق، تثير لعبة لابوبو، شعورًا يفوق الغاية التجارية منها،
فيما تثيره طوابير المعجبين والذين استيقظوا قبل الفجر للحصول على الإصدارات الجديدة منها. وهذا الشعور ليس حكمًا بل الأنسب هنا تعليق الحكم “بالمعنى الهوسرليّ” إذ يغدو حكم القيمة مفتقرًا إلى دعامة أخلاقيّة.
إنّه شعورٌ غامض، أشبه باستحالة العثور على مرادف لغويّ للتعبير عن الحالة. يتأرجح بين الذهول والدهشة والتساؤل بل هو مزيج منها جميعًا وربما يكون أقرب إلى العجب بحسب فهم إيهاب حسن “والعجب يُربِك العقل ويوسّع العينين”…
وبما أن السلوك البشري لا ينشأ من فراغ، فإن السؤال هنا هو حول الاستعارة المثلى التي تكمن خلف اختزال السعادة، أو تقزيم الواقع خلف سلوكيات أسهمت في صناعتها وتعزيزها التكنولوجيا، والميديا، والتي وفرت للإنسان دائمًا بدائل متاحة تحولت مع الوقت إلى بدائل وهمية ومجنونة. لقد يسرت له الحب والإشباع الجنسي عبر مواقع التعارف وبأقلّ ثمن، وزوّدته بخيارات الحذف والحظر والإلغاء بكبسة زر.
أمّنت له وهم الشعور بأن ما يعيشه حقيقة. لكن تلك الذكريات والمشاعر تكشف بعد وقت قصير عن كونها كانت “فيك” أو “زائفة”، ولأنه لا يفلُّ الحديد إلا الحديد، فلا يفل المزيف إلا وهم آخر يفوقه زيفًا. وكلما انتهى من وهم يتقدم الإنسان نحو الجديد كالمسرنم، وهذا السير يطرح سؤالًا- حفّزته دمية لابوبو- حول الإرادة الحرة التي اعتبرها لايبنتز “القدرة على اختيار أفضل بناء على فهمنا للموقف”، لكن هذه الإرادة صارت ذلك الشعور بالقلق من الحرية ومن الآخر. الخوف من أي تواصل حقيقي بين أناس أحرار. ليختزل إلى واقع افتراضي أو دمية أو حيوان أليف. إذ يتحدث علم النفس عن هذه البدائل بكونها تخديرًا مؤقتًا أو هربًا أو نتيجة صدمات طفولية أو وجودية، يبحث فيها الإنسان عن طرق آمنة للسعادة. فما دام التواصل بين إرادة حرة ونظيرتها خطرًا فإن مقولة سارتر “الآخرون هم الجحيم” تتخفى خلف الكثير من مخاوفنا وأفعالنا. إنه تلك العلاقة التي نقيمها مع “الشيء في ذاته” وليس “الشيء لذاته” والأول يفتقر للإرادة والحرية، من يدري ربما يكون (حيوانًا أليفًا، روبوت، أو مجرد دمية) بدائل آمنة وغير مؤذية لكنها بالتأكيد تعكس هشاشة التواصل الإنساني.
إن الضوابط التي وضعتها الصين على بيع هذه الدمى ومخاوفها من احتمالية الإدمان عليها، تؤكد إلى جانب الفجوة التواصليّة، هشاشة الإنسان والتي فسرها كونديرا بكونها تفاهة أو خواء من نوع ما إذ وصف في “حفلة التفاهة” مجموعة من الناس الذين يقفون أمام معرض للفن، في طابور طويل منتظرين دورهم للحصول على بطاقة دخول؛ “هل تعتقد أنهم أصبحوا يحبون شاغال فجأة؟ إنهم مستعدون للذهاب إلى أي مكان لفعل أي شيء، فقط ليقتلوا الوقت الذي لا يعرفون ما يفعلونه به، لا يعرفون شيئًا لذلك يستسلمون للانقياد”. هذا الانقياد إلى لعبة لا يطرح سؤال الوعي بذاته بل علاقة الإرادة الحرة بالاختيار، ويمتدّ ليشمل علاقة الإنسان بوجوده الذي يختزل سعادته في صندوق.
وفق هذا الفهم تصبح السعادة سرابًا يبحث عنه الإنسان ولا يجده، لذلك يحاول اختزالها في شيء ملموس. ولكن إذا كانت كفاحًا لا مكافأة ومكابدة لا فرح دائم عند زيجمونت باومان، فإنها تغدو كذبة يدفعها الإنسان ضريبة للعيش بلا معنى وتدفعه للانجراف الأعمى نحو وهم تبيعه شركات الدعاية ويسوّقه كبار المشاهير، إنه سؤال عن اليقظة، فليس الإحساس اليقظ كالنائم.
ربما يمكن صياغة هذا في الكلمات التي كتبها بوذا في “الدابامادا”:
ليس يسيرًا أن تجد امرئ ثاقب الرؤية
هؤلاء لا يولدون في أيّ مكان
فإن ولد حكيمٌ كهذا، ازدهر الناس حيثُ ولد
مباركٌ طلوع اليقظ…
إن التساؤل عن نوعية الحكماء في عالمنا، لا يقود إلى جواب مريح! وهو ذاته التساؤل عن الإنسان الراهن ونوعية الازدهار الوحيد في حياتنا وهو ازدهار البضائع التي وصفها آلان باديو بــــ “الأنانيّة والجاهلة”.
كان السؤال خلف هذه الظاهرة بحثًا في التأويل المناسب الرابض خلف طوابير تبحث عن السعادة في صندوق مغلق ودمية من القطن. فانتهى إلى البلبلة التي تتسبب بها اللغة، فأي خواء يقع خلف ما نحاول فهمه بلغة المعنى، وكيف نفسر اللاّمعقول بمفردات من خارجه، وكم توجد أفعال بشرية مُبهمة في عالمنا الذي تلقي الميديا ووسائل التواصل عليه قناعًا حتى لا يكادُ المرءُ يعرف حاضِرهُ، وإذا عرفه فهو بالكاد يعيشه.

* كاتبة سورية.
إحالات:
– لويس لانديرو، ألعاب العمر المتقدم، ترجمة صالح علماني.
– دلال البزري، الغرام الروبوتي آخر صيحات الذكاء الاصطناعي، مقال منشور في “ضفة ثالثة”، 20 أيار/ مايو، 2025.
– دمية لابوبو تكتسح الأسواق، مقال منشور في “العين الإخبارية”، 22-5-2025.

شارك هذا المقال

Continue Reading

Previous: حمزة المصطفى: انتهت مرحلة بناء الثقة وبدأ مسار استعادة مكانة سورية دمشق حسام رستم……المصدر:العربي الجديد
Next: بينها 4 نساء.. تعيينات جديدة في وزارة الخارجية السورية….المصدر: موقع 963

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

حماية لبنان: الحكمة والوحدة الوطنية غازي العريضي..المصدر: المدن

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • مقالات رأي

النووي الايراني… على حافة الاتفاق أو الضربة؟ حسين زياد منصور…المصدر:لبنان الكبير

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • مقالات رأي

سورية الحرّة الطليقة بسمة النسور……..المصدر: العربي الجديد

khalil المحرر يونيو 2, 2025

Recent Posts

  • الحكومة السورية و«قسد» تتبادلان أسرى وجثامين في المرحلة الثانية للاتفاق…القامشلي سوريا المصدر: الشرق الاوسط…كمال شيخو
  • أميركا تعطي الضوء الأخضر لضم مقاتلين أجانب إلى الجيش السوري….دمشق المصدر : الشرق الأوسط
  • وثائق استخباراتية مسرّبة تؤكد: نظام الأسد احتجز الصحافي الأميركي تايس في دمشق…..دمشق المصدر : الشرق الأوسط»
  • سوريا تبدأ بطي عقود من تهميش الأكراد مصطفى الدباس.المصدر:المدن
  • حماية لبنان: الحكمة والوحدة الوطنية غازي العريضي..المصدر: المدن

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • الحكومة السورية و«قسد» تتبادلان أسرى وجثامين في المرحلة الثانية للاتفاق…القامشلي سوريا المصدر: الشرق الاوسط…كمال شيخو
  • أميركا تعطي الضوء الأخضر لضم مقاتلين أجانب إلى الجيش السوري….دمشق المصدر : الشرق الأوسط
  • وثائق استخباراتية مسرّبة تؤكد: نظام الأسد احتجز الصحافي الأميركي تايس في دمشق…..دمشق المصدر : الشرق الأوسط»
  • سوريا تبدأ بطي عقود من تهميش الأكراد مصطفى الدباس.المصدر:المدن
  • حماية لبنان: الحكمة والوحدة الوطنية غازي العريضي..المصدر: المدن

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • الأخبار

الحكومة السورية و«قسد» تتبادلان أسرى وجثامين في المرحلة الثانية للاتفاق…القامشلي سوريا المصدر: الشرق الاوسط…كمال شيخو

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • الأخبار

أميركا تعطي الضوء الأخضر لضم مقاتلين أجانب إلى الجيش السوري….دمشق المصدر : الشرق الأوسط

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • الأخبار

وثائق استخباراتية مسرّبة تؤكد: نظام الأسد احتجز الصحافي الأميركي تايس في دمشق…..دمشق المصدر : الشرق الأوسط»

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • الأخبار

سوريا تبدأ بطي عقود من تهميش الأكراد مصطفى الدباس.المصدر:المدن

khalil المحرر يونيو 2, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.