ملخص
أعرب زعيم اليمين المتطرف في هولندا غيرت فيلدرز عن استيائه من بطء تطبيق “أشد سياسات الهجرة صرامة على الإطلاق”، والتي اتفق عليها مع شركائه في الائتلاف بعد تحسين نتائجه خلال انتخابات نوفمبر 2023.
أعلن زعيم اليمين المتطرف في هولندا غيرت فيلدرز انسحاب حزبه من الحكومة بسبب خلاف حول الهجرة، مما يعني انهيار الائتلاف الهش وترجيح إجراء انتخابات باكرة.
وأعرب فيلدرز عن استيائه من بطء تطبيق “أشد سياسات الهجرة صرامة على الإطلاق” والتي اتفق عليها مع شركائه في الائتلاف بعد تحسين نتائجه خلال انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وكتب في منشور على موقع “إكس” أنه “في غياب التوقيع على خططنا المتعلقة باللجوء فإن حزب الحرية ينسحب من الائتلاف”، وهو ما يعني فترة من عدم اليقين السياسي داخل خامس أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، في ظل تحقيق أحزاب اليمين المتطرف مكاسب في جميع أنحاء القارة.
وأتت الأزمة الحكومية قبل أسابيع قليلة من استضافة هولندا قادة العالم في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إذ استمرت محادثات الأزمة الأخيرة صباح اليوم الثلاثاء بالكاد نصف ساعة قبل أن يخرج قادة أحزاب الائتلاف الأربعة في حال من التوتر.
وقال فيلدرز “لقد أبلغت رئيس الوزراء للتو أنني سأسحب وزراء حزب الحرية من الحكومة، وأننا لم نعد قادرين على تحمل مسؤولية ما يحدث”، متابعاً “لقد وافقت على سياسة لجوء صارمة لا على انهيار هولندا، وبالتالي فإن مسؤوليتنا في هذه الحكومة تنتهي في هذه اللحظة”.
وبعد 18 شهراً من تقدم حزبه المفاجئ في الانتخابات والذي أحدث صدمة في أوروبا بحصوله على نحو 24 في المئة من الأصوات، تشير استطلاعات الرأي إلى أنه لا يزال الأقوى، ومع ذلك فقد تقلص الفارق مع أقرب منافسيه حزب الخضر (اليسار) بزعامة نائب رئيس المفوضية الأوروبية السابق فرانس تيمرمانز، وتشتد المنافسة كذلك بينه وبين حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية الليبرالي، وهو قوة تقليدية في السياسة الهولندية.
وصفت زعيمة “الشعب من أجل الحرية والديمقراطية” ديلان يسيلغوز خطوة فيلدرز بأنها “غير مسؤولة إلى حد كبير، كيف يمكن أن تفعل هذا بهولندا؟”، مضيفة أنها تخشى أن تفتح الباب أمام أحزاب اليسار.
اليمين المتطرف الفرنسي ردا على إقصاء لوبن: اغضبوا
محكمة أوروبية ترد طلب مرشح اليمين المتطرف للرئاسة في رومانيا
صعود اليمين المتطرف بألمانيا يقوي فرص “المحافظين”
وفي أواخر مايو (أيار) الماضي هدد فيلدرز خلال مؤتمر صحافي مفاجئ بإسقاط الائتلاف إذا لم تلب مطالبه في شأن الهجرة خلال أسابيع، وعرض خطة من 10 إجراءات قال إنه ينبغي تنفيذها في غضون أسابيع قليلة على الأكثر.
وتشمل الإجراءات إغلاق الحدود أمام طالبي اللجوء وتعزيز الرقابة على الحدود وطرد حملة الجنسية المزدوجة إذا ما دينوا بارتكاب جريمة، مضيفاً “فلنكف عن فتح مراكز اللجوء ولنغلقها”.
وانتقد سياسيون وقانونيون هذه الخطط ووصفوها بأنها غير قابلة للتنفيذ أو غير قانونية، وأشار بعضهم إلى أن فيلدرز كان يختلق أزمة لإسقاط الحكومة، وبعد فوزه في الانتخابات عرقل شركاؤه في الائتلاف سعيه إلى تولي رئاسة الوزراء، واستقروا بدلاً من ذلك على ديك شوف كمرشح تسوية، كما اتفق قادة أحزاب الائتلاف الأربعة على عدم تولي مناصب حكومية.
وكثيراً ما أكد فيلدرز أن السبيل الوحيد لتنفيذ سياساته المناهضة للهجرة هو أن يصبح رئيساً للوزراء، وفي ظل النظام السياسي الهولندي فإنه لا يمكن لأي حزب الفوز بغالبية مطلقة في البرلمان المكون من 150 مقعداً.
ويحتاج فيلدرز إلى شركاء، إذ يمكنه الاعتماد على دعم حزب المزارعين، ولا يبدو أنه يضمن دعم “الشعب من أجل الحرية والديمقراطية” الليبرالي، وهو شريك ائتلافي، أما الحزب الرابع في الائتلاف، وهو حزب العقد الاجتماعي الجديد المناهض للفساد، فيشهد تراجعاً منذ استقالة زعيمه.