Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • اكرم حسين عن المواطنة المتساوية في سوريا…؟.المصدر:صفحة الكاتب
  • مقالات رأي

اكرم حسين عن المواطنة المتساوية في سوريا…؟.المصدر:صفحة الكاتب

khalil المحرر يونيو 7, 2025

لم تكن المواطنة ، في سوريا ، يوماً معطىً مكفولاً ، بقدر ما كانت امتيازاً ممنوحاً وفق معايير الولاء لا الاستحقاق. طوال نصف قرن من حكم الأسدين، جرى تقويض فكرة المواطنة المتساوية لصالح نظام يقوم على التمييز السياسي والطائفي والمناطقي، حيث تحوّلت الدولة إلى أداة لضبط المجتمع لا خدمته، وتماهت السلطة مع الوطن حتى صار الاعتراض خيانة، والانتماء المختلف شبهة ، ومع انهيار المعادلة السلطوية التي استندت طويلاً إلى الخوف والعنف، بات من الضروري مساءلة المفهوم المهمل: هل يمكن أن تكون المواطنة المتساوية اليوم مدخلاً حقيقياً للمصالحة والتوافق، لا مجرد شعار يُستهلك في النصوص الدستورية؟
واقع المواطنة في سوريا لا يحتاج إلى كثير من التحليل لإثبات هشاشته. فمنذ انقلاب 1970، أُعيد تشكيل الدولة لتخدم أمن النظام لا أمن المجتمع، وتم تكريس التراتبية بين المواطنين، عبر التفضيل الوظيفي والأمني لأبناء الطائفة أو الجهة أو الحزب، وتهميش القوميات غير العربية، وفي مقدمتها الكرد، الذين حرموا حتى من حق الاعتراف بهويتهم. أما في عهد بشار الأسد، فقد تضاعفت مظاهر التمييز، وارتبطت الحقوق بالخوف أو بالواسطة، في وقت تفاقم فيه الفساد، وانعدمت العدالة، وتفكّك الشعور الوطني أمام تَرسّخ الهويات الفرعية كملاذ أو رد فعل على تهميش مُمَنهج.
اليوم، وبعد أكثر من عقد على الانفجار السوري الكبير، تبدو الحاجة إلى إعادة بناء العقد الاجتماعي على أسس جديدة أكثر من ملحّة. فالمجتمع السوري يعيش تفككاً غير مسبوق، وسلطات الأمر الواقع تقاسمت الجغرافيا، والخطاب الطائفي ترسّخ في اللاوعي الجمعي، والدولة، حتى بحدّها الأدنى، لم تعد موجودة في معظم المناطق. وفي ظل اقتصاد منهار، وبنية تحتية مدمرة، وطبقة حاكمة مترهّلة، يصبح سؤال المواطنة المتساوية جوهرياً لا تجميلياً: هل يستطيع النظام، أو أي سلطة مستقبلية، تبني هذا المبدأ كخيار إنقاذي حقيقي؟
الجواب ليس في النصوص. فتضمين المواطنة في أي إعلان دستوري أو دستور دائم، من دون إرادة سياسية فعلية، لن يبدّل من الواقع شيئاً. بل الأسوأ أن تُستخدم المصطلحات الكبرى لتغطية استمرار البنية نفسها التي صنعت المأساة. فالمواطنة لا تُعلن، بل تُمارَس؛ ولا تُنتزع من الكتب، بل تُؤسس في سلوك الدولة ومؤسساتها وإدارتها وعدالتها، وفي قدرتها على التعامل مع مواطنيها بوصفهم متساوين في الكرامة والحماية والفرص، لا رعايا تُقاس حقوقهم بمدى ولائهم.
لكن المواطنة لا تُبنى على ركام الصراع من دون عدالة انتقالية ومصالحة وطنية. ولا معنى للحديث عن مساواة بين الضحية والجلاد، ما لم تُعالج الجرائم الكبرى بكشف الحقيقة، وضمان المحاسبة، وتعويض المتضررين، وتفكيك أدوات القمع، وتحرير القضاء، وبناء جهاز أمني يعمل لحماية المواطن لا مراقبته. العدالة الانتقالية هنا ليست ترفاً قانونياً بل شرطاً نفسياً وسياسياً لبناء الثقة، وهي الثقة نفسها التي لا يمكن ترميمها بمراسيم عفو أو لجان مصالحات، بل بإجراءات واضحة تعيد تعريف الدولة كضامن للحق العام، لا كمحتكر له.
على أي حكومة أو سلطة تسعى حقاً لإرساء المواطنة المتساوية، أن تبدأ بإصلاح الأجهزة الأمنية والقضائية، وتحرير الإدارة من الولاءات الضيقة، ووضع قوانين انتخابية تمثيلية، وسن تشريعات تجرّم التمييز بكافة أشكاله. كما أن إعادة النظر في المناهج التربوية والخطاب الإعلامي، بما يعزز قيم التنوع والانتماء الوطني الجامع، ضرورة لا تقل أهمية. فالمواطنة تبدأ من المدرسة ومن شاشة التلفاز، حين يُفهم الطفل السوري أن له الحق في لغته ودينه وثقافته، وأنه لا يُقيَّم بهويته، بل بمساهمته في الصالح العام.
هل تكفي هذه الخطوات لتكون المواطنة المتساوية واقعاً عنيداً لا مجرد وعود؟ ربما لا، ما لم تُرافقها بيئة سياسية جديدة تنهي عقلية الاستئثار، وتفسح المجال أمام مشاركة حقيقية لكافة المكونات، من دون إقصاء أو احتواء. دولة المواطنة لا يمكن أن تُبنى على ذات الأدوات القديمة، ولا بعقلية المنتصر والمهزوم، بل برؤية وطنية شجاعة تتعامل مع التنوع كرافعة قوة، لا كعبء يجب تطويعه.
المواطنة المتساوية ليست مفهوماً قانونياً فحسب، بل هي قاعدة تأسيسية لأي مشروع وطني سوري جديد. ومن دونها، ستبقى سوريا مقسمة اجتماعياً وإن استعادت وحدتها الجغرافية. إنها الجسر الوحيد الممكن لعبور الماضي نحو مستقبل يستحقه السوريون، مستقبل يتساوون فيه أمام القانون، ويختلفون في السياسة، ويتفقون على الوطن.

Continue Reading

Previous: الدولة العميقة في الربيع العربي… تحوّلات واختلافات شفان إبراهيم………المصدر: العربي الجديد
Next: دمشق الأبد في زمن ما بعد الأسد بشير البكر……..…المصدر: العربي الجديد

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

ولماذا الحرية؟ لكي نشرب الويسكي مثلاً؟. عمر قدور……..المصدر: المدن

khalil المحرر يونيو 7, 2025
  • مقالات رأي

الدكتور محمد نور الدين….  صلاحيات «ديانت» الجديدة: وحدها الدولة من تفسّر الدين…صفحة الكاتب

khalil المحرر يونيو 7, 2025
  • مقالات رأي

الدائرة المستحيلة وانتحار التبرير دارا عبدالله،،….المصدر:ضفة ثالثة

khalil المحرر يونيو 7, 2025

Recent Posts

  • أزمة رواتب إقليم كردستان تُخيم على العيد في بغداد.بغداد: حمزة مصطفى……المصدر : الشرق الأوسط
  • برّاك يؤكد أن رؤية ترمب لدمشق «متفائلة».دمشق المصدر : الشرق الأوسط
  • رئيسة الوفد الكردي لـ«الشرق الأوسط»: طرحنا في اجتماع دمشق المشاركة بالبرلمان والتحفظ على الإعلان الدستوري.القامشلي سوريا المصدر: كمال شيخو. الشرق الاوسط
  • ولماذا الحرية؟ لكي نشرب الويسكي مثلاً؟. عمر قدور……..المصدر: المدن
  • الدكتور محمد نور الدين….  صلاحيات «ديانت» الجديدة: وحدها الدولة من تفسّر الدين…صفحة الكاتب

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • أزمة رواتب إقليم كردستان تُخيم على العيد في بغداد.بغداد: حمزة مصطفى……المصدر : الشرق الأوسط
  • برّاك يؤكد أن رؤية ترمب لدمشق «متفائلة».دمشق المصدر : الشرق الأوسط
  • رئيسة الوفد الكردي لـ«الشرق الأوسط»: طرحنا في اجتماع دمشق المشاركة بالبرلمان والتحفظ على الإعلان الدستوري.القامشلي سوريا المصدر: كمال شيخو. الشرق الاوسط
  • ولماذا الحرية؟ لكي نشرب الويسكي مثلاً؟. عمر قدور……..المصدر: المدن
  • الدكتور محمد نور الدين….  صلاحيات «ديانت» الجديدة: وحدها الدولة من تفسّر الدين…صفحة الكاتب

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • الأخبار

أزمة رواتب إقليم كردستان تُخيم على العيد في بغداد.بغداد: حمزة مصطفى……المصدر : الشرق الأوسط

khalil المحرر يونيو 7, 2025
  • الأخبار

برّاك يؤكد أن رؤية ترمب لدمشق «متفائلة».دمشق المصدر : الشرق الأوسط

khalil المحرر يونيو 7, 2025
  • الأخبار

رئيسة الوفد الكردي لـ«الشرق الأوسط»: طرحنا في اجتماع دمشق المشاركة بالبرلمان والتحفظ على الإعلان الدستوري.القامشلي سوريا المصدر: كمال شيخو. الشرق الاوسط

khalil المحرر يونيو 7, 2025
  • مقالات رأي

ولماذا الحرية؟ لكي نشرب الويسكي مثلاً؟. عمر قدور……..المصدر: المدن

khalil المحرر يونيو 7, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.