بين دعوات للتصعيد وتحذيرات من التهور، يتلقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب نصائح متضاربة حول كيفية التعامل مع الملف الايراني، وفق مقال في موقع “نيوز ماكس” الأميركي. في وقت تتواصل فيه الجهود الديبلوماسية لإحياء الاتفاق النووي.
وكان الرئيس ترامب قال يوم الاثنين إن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن التوصل إلى اتفاق نووي ستستمر، مضيفاً أن طهران تُعد مفاوضاً صعباً، وأن العقبة الأساسية أمام التوصل إلى اتفاق تتمحور حول ملف تخصيب اليورانيوم.
لكن في الكواليس، يتلقى ترامب نصائح متناقضة. فبعض الجمهوريين، ومنهم المعلّق المحافظ مارك ليفين الذي زار البيت الأبيض الأسبوع الماضي، يرى أن إيران تماطل في المحادثات وباتت على بعد أيام فقط من امتلاك سلاح نووي. ويضغط هذا التيار المتشدد على ترامب للتخلي عن المفاوضات وإعطاء الضوء الأخضر لهجوم إسرائيلي على طهران.
غير أن فريق ترامب الاستخباراتي أبلغ الرئيس، بحسب ما أفاد موقع “بوليتيكو”، بأن مزاعم “الصقور” لا تستند إلى معلومات دقيقة.
وفي سياق متصل، يشعر بعض حلفاء ترامب بالاستياء من تغطية بعض الوسائل الاعلامية، ولا سيما صحيفة “نيويورك بوست”، التي لمّحت إلى أن كبير مفاوضي الرئيس، المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، هو بمثابة “بوق إعلامي”.
وقال مسؤول كبير في الادارة لموقع “بوليتيكو”: “يحاول البعض دفع الرئيس الى اتخاذ قرار لا يريده. هناك بكل وضوح لوبي يدفع نحو الحرب مع إيران، في مقابل أولئك الذين يتماشون مع نهج الرئيس، والذين استطاعوا فعلاً جمع الايرانيين إلى طاولة المفاوضات”.
أما المعلق السياسي المعروف تاكر كارلسون، فقد حذّر عبر منصة “إكس” الأسبوع الماضي من أن اتباع ترامب لنصائح ليفين والتيار المتشدد قد يضع حداً لمسيرته السياسية. وقال كارلسون إن “الادعاء بأن إيران على وشك امتلاك قنبلة نووية يتكرر منذ التسعينيات”، مضيفاً: “هذه كذبة. لا توجد أي معلومات استخباراتية موثوقة تشير إلى أن إيران قريبة من امتلاك سلاح نووي أو أنها تخطط لذلك. لو كانت تلك المزاعم صحيحة، لكانت الولايات المتحدة قد دخلت الحرب فعلاً”.
ونقل “بوليتيكو” عن مقربين من ترامب أن أساليب الضغط بدأت تزعجه. وقال أحد المصادر: “ليفين ومردوخ يطاردان ترامب باستمرار – وأعتقد أن ذلك يضر بقضيتهما، لأنني أعرف ترامب. حين يتخذ قراراً مبدئياً، يمكن محاولة التأثير عليه لاحقاً من زاوية مختلفة، لكن إذا واصلت الضغط، فهو سيزداد تمسكاً برأيه”.
ويرى عدد من الخبراء العسكريين والنوويين أن أي ضربة عسكرية ضد إيران لن توقف برنامجها النووي إلا بصورة مؤقتة، حسب التقرير.
وكان قائد القيادة الوسطى الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، قد أعلن أنه قدّم للرئيس ترامب ووزير الدفاع بيت غاسيث “مجموعة واسعة من الخيارات العسكرية” للتعامل مع إيران في حال فشل المفاوضات النووية الجارية. وخلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، أكد كوريلا جاهزية القوات الأميركية لتنفيذ ضربات ضد إيران إذا صدرت الأوامر بذلك.
يأتي هذا التصعيد في وقت وصف فيه ترامب الموقف الايراني في المحادثات النووية بأنه أصبح “أكثر تشدداً”، محذراً من أن “البديل عن التفاوض سيكون سيئاً جداً”. وعلى الرغم من إعلان ترامب عن جولة تفاوضية جديدة مرتقبة يوم الخميس، أفادت مصادر أميركية وإيرانية بعدم ترجيح انعقادها في موعدها المقرر.
في المقابل، شدد المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية، ديفيد مينسر، على أن إسرائيل “لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي”، مؤكداً استعداد بلاده لاتخاذ “كل الخطوات اللازمة” لحماية أمنها. من جانبها، توعدت طهران بالرد على أي تهديد يمسّ “مصالحها الوطنية”.
يتزامن هذا التصعيد الكلامي مع استمرار الضغوط المتبادلة بين الأطراف المعنية، ما يزيد من هشاشة المسار التفاوضي الحالي حول الملف النووي الايراني.