Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • العدالة الانتقائية… مخاطرة لا تتحملها سوريا حايد حايد….المصدر:… المجلة
  • مقالات رأي

العدالة الانتقائية… مخاطرة لا تتحملها سوريا حايد حايد….المصدر:… المجلة

khalil المحرر يونيو 17, 2025

كان الهدف من البيان الصحافي، الذي أصدره الأسبوع الماضي عضو لجنة السلم الأهلي، حسن صوفان، هو تهدئة الغضب الشعبي الذي أثاره إطلاق سراح عدد من رموز النظام السابق المتهمين بارتكاب جرائم حرب. تلقى السوريون البيان في البداية بتفاؤل حذر، واعتبره كثيرون بادرة أولى من بوادر الشفافية التي طال انتظارها، ومؤشرا على أن الحكومة الانتقالية قد تستجيب أخيرا لمطالبهم بتوضيح موقفها الغامض من العدالة والمحاسبة.

غير أن هذا التفاؤل سرعان ما تبدد. فبدلا من أن تسهم تصريحات صوفان في تهدئة التوترات، أشعلت غضبا شعبيا وأكدت المخاوف القائمة. ورأى كثيرون أن دفاعه عن قرار إطلاق سراح مسؤولين من النظام السابق دون محاكمة أو تفسير أو مراجعة قانونية، يعكس تضحية بالعدالة لصالح اعتبارات سياسية. ومع تآكل الثقة في الإجراءات الرسمية، يتزايد خطر لجوء المواطنين إلى القصاص الفردي الانتقامي، وهو مسار لا يهدد السلم الأهلي فحسب، بل يقوّض أيضا فرص تحقيق انتقال قانوني موثوق.

هل السلام الأهلي أهم من العدالة؟
في المؤتمر الصحافي الذي عقده حسن صوفان في وزارة الإعلام بدمشق، أوضح موقف اللجنة، مشددا على أن السلم الأهلي ينبغي أن يكون حجر الزاوية للاستقرار الوطني. وحذّر من أن العدالة الانتقالية لا ينبغي أن تتحول إلى حملة ملاحقات قضائية شاملة، بل يجب أن تركز على محاسبة “العقول المدبرة وكبار المجرمين”، أي المسؤولين المباشرين عن الجرائم الجسيمة، وليس كل من انتمى إلى النظام السابق.

لا ريب في أن هذا التصور ينسجم من حيث المبدأ مع المعايير الدولية في مجال العدالة الانتقالية، غير أن الإجراءات الحكومية ودفاع صوفان عنها قوّضا هذا الإطار عمليا.

وقد جاء إطلاق سراح شخصيات مثل فادي صقر، القائد السابق لـ”قوات الدفاع الوطني” والمتهم على نطاق واسع بقيادة حملات قمع عنيفة، تحت ذريعة أنهم “لعبوا دورا إيجابيا” في الحد من إراقة الدماء. لكن هذا التبرير الذي صدر من دون شفافية أو تدقيق قانوني، كشف عن سابقة خطيرة تفيد بإمكانية ضمان ما يُسمى بالسلم الأهلي من خلال العفو عن المتهمين بجرائم جسيمة، ما دام ذلك يخدم أهدافا سياسية.

بدلا من أن يهدئ التوتر، أثار المؤتمر الصحافي عاصفة من ردود الفعل الشعبية الغاضبة. وتحدى الصحافيون الحاضرون صوفان مباشرة، واتهموه بتبييض صفحة مجرمي الحرب عبر تصويرهم كوكلاء للسلام. وشددوا على أن روايته أعادت تدوير نهج الاستبداد: صفقات خلف الكواليس، وتسامح انتقائي، والتخلي عن المحاسبة لصالح مكاسب سياسية آنية.

رفض الدولة معالجة جرائم الماضي على نحو علني وعادل، لا يخمد الاضطرابات، بل يثير ردود فعل خطيرة من القصاص الفردي، الذي قد يخرج عن السيطرة

وسارعت منظمات المجتمع المدني وخبراء في القانون وجماعات حقوق الإنسان بالانضمام إلى موجة الإدانة. وشدد المحامون على أن لجنة السلم الأهلي تجاوزت حدودها: فالمحكمة وحدها، وليس هيئة عينت لأسباب سياسية، هي من تملك سلطة تحديد الإدانة أو البراءة. وحذرت منظمات حقوق الإنسان من أن هذه الإجراءات ترسل رسالة مدمرة، تقول إن المحاسبة مسألة مرنة، والعدالة قابلة للتفاوض، ويمكن المصادقة على الإفلات من العقاب إذا كان ذلك مناسبا للحظة السياسية.

عيوب هيكلية عميقة

وما يثير القلق بالقدر نفسه أيضا، هو المنطق الذي تستند إليه قرارات العفو غير الرسمية، التي منحت لشخصيات مثل فادي صقر. فهذه القرارات المرتجلة تقوض بشدة مصداقية مؤسسات العدالة الناشئة في سوريا. فعندما يشاد بأفراد متورطين على نحو موثق في أعمال عنف جماعي، بدلا من محاكمتهم، ينهار التمييز بين مجرم الحرب وباني السلام. وهذا لا يسيء فقط إلى ذكرى الضحايا، بل يشير أيضا إلى أن العدالة تأتي في المرتبة الثانية بعد المنفعة السياسية.
وهكذا فإن نهج الحكومة الحالي في تحقيق العدالة، بدلا من أن يسهم في تحقيق استقرار البلاد، فإنه يفاقم حالة عدم الاستقرار حدة. فعندما تحمي الحكومة أفرادا متهمين بارتكاب انتهاكات جسيمة، ومن دون إخضاعهم للتحقيق القانوني، فإنها تبعث رسالة خطيرة بأن العدالة مسألة قابلة للتفاوض، وأن الإفلات من العقاب أداة سياسية فعالة. وهذا لا يقوض سيادة القانون فحسب، بل يمهد الطريق لدورات متجددة من العنف.
والتداعيات واضحة بالفعل. فأعمال القصاص الفردي الانتقامية تتزايد، مع تزايد فقدان المجتمعات ثقتها بآليات المحاسبة الرسمية. وقد نشر عدد من المسلحين في دير الزور تسجيلا مصورا يحذرون فيه من أنهم سيأخذون حقوقهم بأيديهم إذا لم يحاكم الموالون السابقون للنظام.
وفي حريتان، وهي بلدة شمال حلب، ذكرت التقارير أن السكان أصدروا إنذارا نهائيا يمهل العائلات الموالية للأسد مدة 24 ساعة، كي تغادر البلدة، وإلا ستواجه العقاب. وتفيد مصادر محلية، بأن هذه الإجراءات تنبع من تزايد الإحباط من تعامل الحكومة الانتقائي وغير الشفاف مع العدالة.
والأكثر إثارة للقلق هو تزايد عمليات القتل خارج نطاق القضاء. ففي درعا وحمص وحدهما، اغتيل أكثر من اثني عشر شخصية من النظام السابق خلال الأسبوع الماضي. ولا شك في أن رفض الدولة معالجة جرائم الماضي على نحو علني وعادل، لا يخمد الاضطرابات، بل يثير ردود فعل خطيرة من القصاص الفردي، الذي قد يخرج عن نطاق السيطرة.

العدالة ليست تهديدا للسلام. إنما هي الطريق إليه. وأي تسوية سياسية لا تضع الحقيقة والعدالة وكرامة الضحايا في صميمها ليست حلا، بل هي تأجيل للأزمة القادمة

وما يبدو أن اللجنة، والسلطات الأوسع، تقلل من شأنه هو أن ما قد توفره هذه السلطات من هدوء مؤقت، عندما تعطي الأولوية لتحقيق مكاسب سياسية سريعة بتعاونها مع الجناة المعروفين، يهدد هو نفسه بإثارة حالة من عدم الاستقرار أشد وطأة. وكما تظهر الأحداث الأخيرة، يؤجج هذا النهج فعلا تصاعدا خطيرا في جرائم القصاص الفردي والانتقام. ولن يصمد السلام المبني على صدمات لم تعالج، وجرائم مرت بلا عقاب.
ليست سوريا أول دولة تخرج من صراع مسلح وحشي. فقد أعرب الرئيس المؤقت الشرع عن رغبته الشديدة في تجنب الأنظمة القائمة على المحاصصة الطائفية كما هو الحال في لبنان والعراق. ومع أن هذا القلق مبرر، فإنه ليس سوى درس واحد من دروس كثيرة يمكن استخلاصها من هذين البلدين. فقد سعى كل من لبنان والعراق إلى تحقيق الاستقرار عبر إبرام اتفاقات نخبوية مع أمراء الحرب والمقاتلين السابقين. وفي كلتا الحالتين، تمأسس الإفلات من العقاب، وهمشت العدالة، وظل الاستقرار السياسي طويل الأمد أمرا بعيد المنال.
ينبغي على الحكومة الانتقالية أن تسلك مسارا مختلفا. فلا يمكن إعادة بناء سوريا بإعادة استيعاب مهندسي العنف السابق في مواقع السلطة. فهذا لا يسيء إلى كرامة الضحايا وذكراهم فحسب، بل يقوض أسس الدولة الجديدة.
العدالة ليست تهديدا للسلام. إنما هي الطريق إليه. وأي تسوية سياسية لا تضع الحقيقة والعدالة وكرامة الضحايا في صميمها ليست حلا، بل هي تأجيل للأزمة القادمة… تستحق سوريا ما هو أفضل من الصفقات الغامضة وأكثر من أمراء الحرب المعاد تدويرهم. تستحق مستقبلا يرتكز على القانون والمحاسبة، وأصوات من عانوا المعاناة الأسوأ.
المعادلة بسيطة: لا سلام حقيقيا، ولا طريق للتعافي، ولا مصالحة وطنية من دون عدالة.

+ / –
font change
حفظ
شارك
استمع
09:10

Continue Reading

Previous: “الأسد الصاعد” وسوريا… مواجهة ما تبقى من النفوذ الإيراني الميليشياوي تحدي الثغرات الأمنية. المصدر:صبحي فرنجية…… المجلة
Next: النقد المفتوح جودت فخر الدين………المصدر:… المجلة

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

ماذا يمنع قيس سعيّد من التواصل مع الشرع؟ عمر كوش…….المصدر:العربي الجديد

khalil المحرر يونيو 17, 2025
  • مقالات رأي

الدكتور محمد نور الدين إردوغان يفعّل وساطته: العدوان «يحرق» تركيا اقتصاديّاً..المصدر:صفحة الكاتب

khalil المحرر يونيو 17, 2025
  • مقالات رأي

في تشريح الحرب الإسرائيلية – الإيرانية ماجد كيالي……..المصدر: المجلة

khalil المحرر يونيو 17, 2025

Recent Posts

  • الكونغرس في تقارب حزبي نادر أمام استحقاق الحرب….واشنطن المصدر : الشرق الاوسط… رنا أبتر
  • نتنياهو يؤيدها… “أكسيوس”: ترامب غير مقتنع بفكرة تغيير النظام في إيران….المصدر: النهار
  • كاتس يُحذّر خامنئي: تذكّر مصير الديكتاتور صدام حسين……المصدر: “النهار”
  • حملة أمنية سورية في مناطق الحدود مع العراق خشية تحرك إيراني تستهدف «فلول النظام البائد» و«الحرس الثوري» في خطوة وقائية دمشق المصدر : سعاد جرَوس الشرق الأوسط
  • ماذا يمنع قيس سعيّد من التواصل مع الشرع؟ عمر كوش…….المصدر:العربي الجديد

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • الكونغرس في تقارب حزبي نادر أمام استحقاق الحرب….واشنطن المصدر : الشرق الاوسط… رنا أبتر
  • نتنياهو يؤيدها… “أكسيوس”: ترامب غير مقتنع بفكرة تغيير النظام في إيران….المصدر: النهار
  • كاتس يُحذّر خامنئي: تذكّر مصير الديكتاتور صدام حسين……المصدر: “النهار”
  • حملة أمنية سورية في مناطق الحدود مع العراق خشية تحرك إيراني تستهدف «فلول النظام البائد» و«الحرس الثوري» في خطوة وقائية دمشق المصدر : سعاد جرَوس الشرق الأوسط
  • ماذا يمنع قيس سعيّد من التواصل مع الشرع؟ عمر كوش…….المصدر:العربي الجديد

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • الأخبار

الكونغرس في تقارب حزبي نادر أمام استحقاق الحرب….واشنطن المصدر : الشرق الاوسط… رنا أبتر

khalil المحرر يونيو 17, 2025
  • الأخبار

نتنياهو يؤيدها… “أكسيوس”: ترامب غير مقتنع بفكرة تغيير النظام في إيران….المصدر: النهار

khalil المحرر يونيو 17, 2025
  • الأخبار

كاتس يُحذّر خامنئي: تذكّر مصير الديكتاتور صدام حسين……المصدر: “النهار”

khalil المحرر يونيو 17, 2025
  • الأخبار

حملة أمنية سورية في مناطق الحدود مع العراق خشية تحرك إيراني تستهدف «فلول النظام البائد» و«الحرس الثوري» في خطوة وقائية دمشق المصدر : سعاد جرَوس الشرق الأوسط

khalil المحرر يونيو 17, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.