أفادت صحيفة وول ستريت جورنال بأن اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع فريق الأمن القومي، لم يسفر حتى الآن عن قرار نهائي في شأن شن هجوم على إيران، وأن توجيه ضربة عسكرية كان أحد الخيارات المطروحة فقط. فيما أشارت وسائل إعلام أميركية إلى ان الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تطور الصراع بين إيران وإسرائيل.
الخيار العسكري مطروح
وذكرت قناة “إي بي سي” نقلاً عن مسؤولين أميركيين اعتقادهم أن الـ24 إلى الـ48 ساعة المقبلة ستحدد مسار الأزمة مع إيران، مشيرة إلى أن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً إذا لم تنجح الجهود الدبلوماسية.
وأفاد تقرير للقناة بأنه خلال اجتماع الرئيس ترامب مع مستشاريه الرئيسيين في غرفة العمليات بالبيت الأبيض أمس، أكد المسؤولون أن الفترة المقبلة ستكون حاسمة لتقييم إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي أو اللجوء إلى العمل العسكري.
وكان ترامب طالب في تصريحات سبقت الاجتماع، إيران بـ”الاستسلام غير المشروط”، مؤكداً أن الولايات المتحدة تعرف مكان وجود المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، لكنها لا تخطط حالياً لاستهدافه. وحذر من أن صبر بلاده “أوشك على النفاد”.
وفي إطار التصعيد، بدأت الولايات المتحدة نقل حاملة الطائرات الهجومية “نيميتز” إلى منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في الشرق الأوسط لتعزيز الحماية للقوات الأميركية المنتشرة هناك.
إيران تُعد العدة
في المقابل، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر بأن إيران أعدت صواريخ ومعدات عسكرية أخرى لضرب قواعد أميركية في الشرق الأوسط إذا انضمت الولايات المتحدة إلى حرب إسرائيل ضدها.
ويتزايد القلق بين المسؤولين الأميركيين من اندلاع حرب أوسع نطاقاً، في ظل ضغط إسرائيل على البيت الأبيض للتدخل في الصراع.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين مطلعين على تقارير استخباراتية قولهم، إن “إيران تجهز صواريخ لضربات انتقامية محتملة على قواعد أميركية، وفي حال وقوع أي هجوم، فإن إيران قد تبدأ في زرع ألغام في مضيق هرمز، وهو تكتيك يهدف إلى تثبيت السفن الحربية الأميركية، كما سيتم استهداف القواعد الموجودة في الدول العربية التي تشارك في هجوم عليها”.
وأضافت “نيويورك تايمز” أن “إيران لن تحتاج إلى تحضيرات كبيرة لمهاجمة القواعد الأميركية في المنطقة”. وقالت: “إذا انضمت الولايات المتحدة إلى الحملة الإسرائيلية وهاجمت منشأة فوردو النووية الإيرانية الرئيسية، فمن شبه المؤكد أن الحوثيين سيستأنفون قصف السفن في البحر الأحمر، كما ستكون محاولات على الأرجح لمهاجمة القواعد الأميركية”.
طهران ستهاجم
واعترف مسؤولان إيرانيان بأن “طهران ستهاجم القواعد الأميركية في الشرق الأوسط، بدءاً بالعراق، إذا انضمت الولايات المتحدة إلى الحرب مع إسرائيل”.
وأمس، قال وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، في بيان: “على أعدائنا أن يعلموا أنهم لن يتمكنوا من التوصل إلى حل بالهجمات العسكرية علينا، ولن يتمكنوا من فرض إرادتهم على الشعب الإيراني”.
وأبلغ عراقجي نظراءه الأوروبيين في محادثات هاتفية أنه “في حال امتداد الحرب، فإن اللوم سيكون على إسرائيل وداعميها الرئيسيين”.
وزادت احتمالات انضمام القوات الأميركية إلى الحرب في الأيام الأخيرة مع استمرار إسرائيل في الضربات، وإطلاق إيران موجات من الصواريخ على إسرائيل رداً على ذلك.
وكانت شبكة “سي إن إن”، كشفت نقلاً عن مصدرين مطلعين، أن الجيش الأميركي يستعد لاحتمال حصوله على موافقة من ترامب لتزويد الطائرات الحربية الإسرائيلية بالوقود جواً خلال تنفيذ ضربات محتملة ضد أهداف في إيران.
وذكرت الشبكة أن “هذه الاستعدادات تعد من بين الأسباب الرئيسية التي دفعت الولايات المتحدة إلى إرسال أكثر من 30 طائرة للتزود بالوقود جواً إلى منطقة الشرق الأوسط في الأيام الأخيرة”.
وبحسب المصادر، فإن “عملية تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود ستكون جزءاً من تدخل عسكري أميركي أوسع في حال اتخاذ قرار بالمشاركة المباشرة في التصعيد ضد إيران”.