في خضم الأحداث المفصلية التي يمر بها وطننا العزيز سوريا منذ سقوط نظام الطاغية، وكان آخرها الاعتداء الإرهابي على كنيسة مار الياس في دمشق وما أعقبه من تداعيات مؤسفة، فقد تنادت مجموعة من الشخصيات المسيحية الفاعلة في الشأن العام للتشاور والتحرك لدرء بوادر الفتنة ورأب الصدع وتعزيز السلم الأهلي والوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد.
يتوجه الموقعون على هذا البيان بأحر التعازي لشعبنا السوري وخاصة ذوي الشهداء الذين قضوا في ذلك الحادث الإرهابي ونسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وشعبنا من الإرهاب وأن يعبر بنا جميعاً إلى بر الأمن والسلام بعد طول كفاح ومعاناة دفع شعبنا ثمنها غاليا من الدماء والأرواح.
وفي هذا السياق، فإننا نطالب الدولة السورية بتكثيف وتسريع جهودها لمكافحة الطائفية والتطرف وترسيخ قيم المواطنة والعدالة والمساواة ونطالبها في نفس الوقت بإطلاق مسار العدالة الانتقالية بلا تأخير لنعبر جميعاً هذه المرحلة الحرجة بسلام.
كما نعلن أن المسيحيين السوريين هم جزء أصيل من هذا الشعب الذي اتصف عبر تاريخه الطويل بالنخوة و المروءة و الاعتدال. لقد لعب المسيحيون السوريون عبر تاريخهم الطويل أدوارا وطنية بارزة في خدمة بلادهم وبناء حضارتها وليس آخر هذه الأدوار المهمات المحورية التي قام بها كثير منهم في صفوف المعارضة و الثورة وأسهمت في حشد الدعم الدولي الثورة السورية ودحر دعاية الأسد وداعميه وإطلاق مسار ملاحقة ومحاكمة مرتكبي الجرائم ضد الشعب السوري في أوروبا.
إننا إذ نذكر الدولة الجديدة بأن أيدينا ممدودة لتقديم كل أشكال الدعم والمشورة في سبيل بناء دولة عصرية تليق بشعبنا وتاريخه العريق، ننوه إلى ضرورة الانفتاح والتشاور بشكل أكبر على الفعاليات السياسية والاجتماعية التي قاومت نظام الطاغية قبل وخلال الثورة المباركة.
كما نهيب بمختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية والدينية توخي الحكمة و الدقة في أية تصريحات أو ردود أفعال وتبني رسالة تجمع ولا تفرق وتضع البلسم لا الملح على الجراح وتسد أي ثغرة يمكن أن يستغلها أو ينفذ منها من يريد العبث بأمن شعبنا ومستقبله ووحدته الوطنية والترابية.
لقد قدم الشعب السوري دماء كثيرة في سبيل استرداد حريته و كرامته من براثن نظام طائفي متوحش، وما الدماء البريئة التي سفكتها يد الإرهاب مؤخراً إلا استمرار لمسيرة التحرر والبناء. فلنجعل جميعاً من هذه الدماء و التضحيات الغالية رباطا مقدسا يجمعنا كشعب واحد عريق يتطلع إلى بناء دولته الجديدة وتقديم صورة مشرقة للعالم أجمع والإسهام من جديد في بناء الحضارة الإنسانية كما فعل دائماً عبر تاريخه الطويل.
الموقعون:
د. وائل العجي، أمين رابطة المحافظين الشرق أوسطيين و عضو مجلس إدارة المنتدى الأنطاكي للحوار و حقوق الإنسان.
جوني عبو، إعلامي وكاتب سوريا.
جورج صبرة، سياسي سوري وقيادي في حزب الشعب الديمقراطي السوري.
ميرنا برق، مديرة منظمة سوريون مسيحيون في سوريا والولايات المتحدة الأميركية.
المحامي ميشيل شماس، عضو الجمعية السورية للقانون والعدالة.
أمجد حداد، ناشط سياسي و قيادي سابق في الجيش السوري الحر.
د. مروان خوري، مدير منظمة بردى الإنسانية.
جورج صطيفو، المنظمة الآثورية الديمقراطية.