كشف عبد الرحيم تَمَل، رئيس مركز “تَمَل” للاستشارات والبحوث الاستراتيجية، عن تحضيرات تجريها الحكومة التركية في أنقرة لعقد اجتماع “تاريخي” يضم زعيم حزب العمال الكوردستاني المعتقل عبد الله أوجلان، والرئيس مسعود بارزاني، والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، وذلك في إطار ما وصفه بـ “عملية سلام” جديدة وشيكة.
وفي تصريحات لشبكة رووداو الإعلامية، أوضح تَمَل، الذي يُعرف بمتابعته الدقيقة للملف الكوردي، أن هذه الخطوة تأتي ضمن سياق أوسع يشمل خطوات غير مسبوقة لإنهاء الصراع، مشيراً إلى أن طلب اللقاء جاء من أوجلان نفسه، وهو ما كان قد أكده عبدي في تصريح سابق، بالإضافة إلى رغبة أوجلان بلقاء قادة كورد آخرين من بينهم رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني وقادة من الاتحاد الوطني الكوردستاني.
تفاصيل العملية الجديدة
ووفقاً لتَمَل، فإن ملامح العملية الجديدة تتضمن عدة نقاط رئيسية، تبدأ بلقاء مرتقب هذا الأسبوع بين وفد من حزب الديمقراطية ومساواة الشعوب (DEM) والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف أن البرلمان التركي أجّل عطلته الصيفية بهدف إصدار حزمة قوانين خلال شهر، تهدف إلى ترتيب عودة مقاتلي حزب العمال الكوردستاني ودمجهم في المجتمع، بالإضافة إلى إطلاق سراح السجناء السياسيين.
وتوقع تَمَل أن تشهد هذه الفترة إما حضور أوجلان شخصياً إلى البرلمان أو تلاوة رسالة مفصلة منه، يوضح فيها تفاصيل اتفاقه مع الدولة التركية ورؤيته المستقبلية للسياسة الكوردية في المنطقة.
إلقاء السلاح وعودة المقاتلين
وحول مصير حزب العمال الكوردستاني، قال الباحث الكوردي التركي إن الحزب “سيُلقي سلاحه وليس الاستسلام”، في عملية ستتم في خمسة مواقع مختلفة تحت إشراف فريق يتبع لأوجلان وبمراقبة حصرية من إقليم كوردستان.
وتابع قائلاً: “بعد إلقاء السلاح، سينتقل المقاتلون مؤقتاً إلى مدن دهوك وأربيل والسليمانية في إقليم كوردستان، قبل عودتهم إلى تركيا بعد صدور القوانين اللازمة”.
وأكد تَمَل أن هؤلاء المقاتلين “لن يتم اعتقالهم”، بل سيخضع بعضهم لإشراف أمني مؤقت، قبل أن يُسمح لهم بالاندماج الكامل في الحياة المدنية، سواء بالدراسة أو العمل أو ممارسة السياسة.
لقاء “تاريخي” مرتقب
وتطرق رئيس مركز “تَمَل” إلى طلب عبد الله أوجلان لقاء الرئيس بارزاني، قائلاً: “يجري التحضير لاجتماع عبد الله أوجلان مع الرئيس مسعود بارزاني ومظلوم عبدي (قائد قسد) في أنقرة”.
وأضاف: “أنقرة تقوم بهذه التحضيرات. سيحل كل من مظلوم عبدي وكاك مسعود بارزاني ضيوفاً في أنقرة”.