رووداو ديجيتال
صرح محمد أمين بنجويني، السياسي من إقليم كوردستان والمقرب من حزب العمال الكوردستاني، بأن مراسم إلقاء السلاح اليوم من قبل عدد من مقاتلي الحزب كانت “لإظهار حسن النية تجاه عملية السلام الجارية في تركيا”، مشيراً الى أن رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني ناقش مع أردوغان باستمرار حل القضية الكوردية.
وقال محمد أمين بنجويني في مقابلة مع شبكة رووداو الاعلامية أجراها معه سنكر عبد الرحمن، إن مراسم اليوم كانت تهدف إلى “أن نقول للعالم أجمع وللدولة التركية عبر وسائل الإعلام، إن مطلبكم كان أن نلقي السلاح، وها نحن، بناءً على طلب زعيمنا أوجلان الذي دعانا لإلقاء السلاح، قد نفذنا العملية”.
بنجويني، أوضح: “كان دور رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، مهماً جداً وأساسياً في عملية السلام السابقة والحالية”، مضيفاً أنه في عملية السلام السابقة “كانت هناك عقدة كادت أن تُفشل العملية، وقد لعب نيجيرفان بارزاني دوراً في حل تلك المشكلة والعقدة”.
حول دور نيجيرفان بارزاني أيضاً، قال السياسي المقرب من حزب العمال الكوردستاني: “كلما التقى رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، الرئيس والمسؤولين الأتراك، سواء كان أردوغان أو هاكان فيدان أو إبراهيم كالن، كان يتحدث عن القضية الكوردية وحلها”.
وأدناه نص المقابلة:
رووداو: ما هو رأيكم في خطوة إلقاء مجموعة من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني لأسلحتهم؟
محمد أمين بنجويني: اليوم في منطقة السليمانية في كهف جاسنه؛ ذلك الكهف الذي أسس فيه الشيخ محمود الحفيد، ملك كوردستان، أول حكومة ملكية كوردستانية، اليوم في ذلك الكهف وأمامه، قامت مجموعة كبيرة من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني، بقيادة الرئيس المشارك لـ KCK، بإلقاء أسلحتهم وحرقها، وذلك لإظهار حسن النية تجاه عملية السلام الجارية في تركيا، ولكي يقولوا للعالم أجمع وللدولة التركية عبر وسائل الإعلام، وكذلك ليقولوا لأردوغان وباخجلي، إن مطلبكم كان أن نلقي السلاح، وها نحن بناءً على طلب زعيمنا أوجلان الذي دعانا لإلقاء السلاح، قد نفذنا العملية. اليوم في تلك المراسم التي حضرها جميع ممثلي الأحزاب السياسية في إقليم كوردستان وكوردستان تركيا وكوردستان ايران وكوردستان سوريا، وكان ممثل الحكومة العراقية حاضراً أيضاً، وخاصة ممثل رئاسة إقليم كوردستان الذي كان له دور كبير في تنظيم وإدارة وتنسيق العملية، اليوم قالت تلك المجموعة من المقاتلين المسلحين لتركيا والعالم: ها نحن قد تقدمنا استجابة لنداء رئيسنا وزعيمنا أوجلان.
رووداو: ما هو تأثير هذه الخطوة من جانب حزب العمال الكوردستاني على عملية السلام؟
محمد أمين بنجويني: في رأيي، سيكون لها تأثير جيد وإيجابي جداً؛ سيكون لها تأثير كبير على العقلية العسكرية للدولة التركية والدولة التي تدير تركيا حالياً. كان هذا آخر طلب من الدولة التركية لأوجلان وحزب العمال الكوردستاني بأن يتخلوا عن أسلحتهم أمام أنظار تركيا والعالم. هم قالوا في خطابهم إن الهدف من تشكيل قوة مسلحة باسم قوات الكريلا (حزب العمال الكوردستاني) كان أن نقول للدولة التركية والعقلية العنصرية التركية، إن هناك شعباً في تركيا وفي كوردستان تركيا، والأرض ملك لذلك الشعب الذي كانوا ينكرونه سابقاً، ولكن بنضال ودماء الكريلا أثبتوا وجود الكورد. قبل أن يأتي الأتراك من منغوليا إلى شرق الأناضول، الذي هو كوردستان، كان الكورد هناك وكانت أرضهم. الآن، يقول كبار السياسيين الأتراك أنفسهم إن الكورد موجودون وهم إخوتنا، ويجب أن نحيي الأخوة بين الكورد والترك.
رووداو: هل ستقوم أي مجموعة أخرى من حزب العمال الكوردستاني بإلقاء أسلحتها كما حدث اليوم؟
محمد أمين بنجويني: لا أعتقد ذلك، كان هذا آخر طلب من الدولة التركية وقد تم تنفيذه. لم يعد هناك حاجة لتكراره في مكان آخر.
رووداو: هل كان هذا عملاً رمزياً لجميع المقاتلين الآخرين؟
محمد أمين بنجويني: نعم، لقد تم الرد عملياً على مطالب الدولة التركية والدول التي كانت وسيطة بين الدولة التركية وحزب العمال الكوردستاني.
رووداو: كيف ترى دور رئيس إقليم كوردستان في هذه العملية؟
محمد أمين بنجويني: دور رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، كان مهماً جداً وأساسياً في عملية السلام السابقة والحالية. في عملية السلام السابقة، التي كنت على اطلاع بها، استمرت حوالي ستة إلى سبعة أشهر، وقد تقدم حزب العمال الكوردستاني وتركيا بشكل جيد جداً لتهيئة عملية سلام، وكان دور رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني أنه في مرحلة ما توقفت العملية. في ذلك الوقت، كان الراحل مام جلال ينسق معي وسألني لماذا توقفت العملية؟ قلت لأن الأصدقاء في قنديل، الذين أقابلهم، كانوا يطالبون بأن تبدأ هذه العملية من إمرالي لدى أوجلان؛ بينما كانت الدولة التركية تريد تهميش أوجلان. سألني نيجيرفان بارزاني أيضاً وأعطيته نفس الجواب، فقال: “أنا سأحل ذلك”. وذهب إلى تركيا، والتقى بأردوغان وتم حل المشكلة، وتلك العقدة التي كادت أن تُفشل العملية، لعب نيجيرفان بارزاني دوراً في حل تلك المشكلة والعقدة. مؤخراً أيضاً، التقيت نيجيرفان بارزاني عندما بدأت هذه العملية، حتى في أيام المؤتمر وقبله، قال لي: “أبلغ الأصدقاء في قنديل، أنا ذاهب إلى أنقرة وسألتقي أردوغان وهاكان فيدان وإبراهيم كالن، الذين يتولون ملف الكورد والعملية، ماذا يريدون، ما هي مطالبهم ومقترحاتهم لأبلغهم بها”. ذهبت إلى الأصدقاء في قنديل وأبلغتهم بما قاله رئيس إقليم كوردستان. هم أيضاً عبروا عن وجهة نظرهم وأبلغت رئيس الإقليم عبر الهاتف، وعندما ذهب إلى أنقرة، التقى بهم جميعاً. أقول نقطة أخرى للتاريخ، كلما التقى رئيس إقليم كوردستان الرئيس والمسؤولين الأتراك، سواء كان أردوغان أو هاكان فيدان أو إبراهيم كالن، كان يتحدث عن القضية الكوردية وحلها، وبعد ذلك كان يبلغني وأنا بدوري كنت أبلغ الأصدقاء في قنديل. خلال عملية السلام السابقة من 2010 إلى 2015، عندما كنت أرى نيجيرفان بارزاني، ما فهمته من فكره هو أن هذه الحركة التي تسمى حزب العمال الكوردستاني، وهذه القوة المسلحة من الكريلا التي تقاتل في الجبال، تدافع عن هوية 20 مليون كوردي، هذا كلام نيجيرفان بارزاني الذي سمعته منه شخصياً. ونحن ككورد ناضلنا من أجل القضية الكوردية، وعائلة بارزاني التي قدمت آلاف الشهداء في سبيل القضية الكوردية، كيف يمكننا أن نعمل ضدهم أو نكون ضدهم؟ لقد قال لي نيجيرفان بارزاني هذا عدة مرات؛ ومرة قال لي الرئيس مسعود بارزاني أيضاً: “قل لهم ألا يتدخلوا في سياسة إقليم كوردستان، نحن لا نريد منهم شيئاً”. في الوقت نفسه، أقول هذا للتاريخ، كلما التقى نيجيرفان بارزاني مع أردوغان، كان يتحدث معه عن حل القضية الكوردية، وما قاله لهم وما قالوه له كان يخبرني به، وأنا كنت أنقله إلى قنديل. لقد كان لنيجيرفان بارزاني دور إنساني ومؤثر وكبير جداً في كلتا عمليتي السلام، السابقة والحالية.
رووداو: ما فهمته من كلامك، هو أنه لولا نيجيرفان بارزاني، لكان من الصعب أن تنجح عملية السلام في تركيا.
محمد أمين بنجويني: كما قلت، كان لنيجيرفان بارزاني دور. في عملية السلام، كان لنيجيرفان بارزاني والراحل مام جلال دور. وهذه العملية التي بدأت في شهر نيسان الماضي، كان نيجيرفان بارزاني يتصل بي من وقت لآخر، وكل ما رآه جيداً لدفع العملية، كان يخبرني به وأنا كنت أخبر الأصدقاء في قنديل. هذه حقيقة تاريخية وأود أن يعرفها كل الشعب الكوردي.
رووداو: من الآن فصاعداً، ماذا يمكن لرئيس إقليم كوردستان أن يفعل؟
محمد أمين بنجويني: موقف رئيس إقليم كوردستان هو موقف كوردي ووطني، أطلب من رئيس إقليم كوردستان أن يستمر في دعم هذه العملية، وأن يحاول أيضاً التواصل مع أوجلان الذي سيتم إطلاق سراحه في هذه الفترة، لأنه من المقرر بناء منزل له في إمرالي وتشكيل فريق عمل من مؤسسي حزب العمال الكوردستاني المحكومين بالإعدام، سيجمعهم ويؤسس مكتباً، ومن المقرر السماح للناس بزيارته والاطلاع على وسائل الإعلام. لذا، طلبي من رئيس إقليم كوردستان هو أن يتواصل مع أوجلان، لأنه على علم باتصاله الهاتفي السابق معي، لذا أود أن يتحدث هو نفسه مع أوجلان وأن يرى دوره مرة أخرى؛ كما أطلب منه أن يتحدث مجدداً مع أردوغان وباخجلي وهاكان فيدان الذين يتولون الملف، من المحتمل أن يتم في وقت قريب تشكيل لجنة موسعة من جميع الأطراف في البرلمان التركي، وسيكون لحزب دام بارتي دور رئيسي، وقد طرح عدة نقاط لتعديل الدستور والحل النهائي للقضية الكوردية، لذا أود أن يتحدث رئيس إقليم كوردستان مع تلك اللجنة أيضاً ويطرح مقترحاته، وهذا سيكون دوراً تاريخياً كبيراً لحل القضية الكوردية في تركيا.