Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • عصر ما بعد إيران في الشرق الأوسط الولايات المتحدة وإسرائيل تستطيعان بناء نظام إقليمي جديد عاموس يدلين…المصدر :اندبندنت عربية
  • مقالات رأي

عصر ما بعد إيران في الشرق الأوسط الولايات المتحدة وإسرائيل تستطيعان بناء نظام إقليمي جديد عاموس يدلين…المصدر :اندبندنت عربية

khalil المحرر يوليو 15, 2025

 

ملخص
وجهت إسرائيل، بدعم استخباراتي ولوجستي أميركي غير مسبوق، ضربة موجعة لبرنامج إيران النووي والصاروخي في عملية حملت توقيع “مبدأ بيغن”، وشملت اغتيالات ودماراً واسعاً للبنية العسكرية. ومع بلوغ طهران أضعف حالاتها، باتت الفرصة مهيأة لاتفاق إقليمي يعيد تشكيل ميزان القوى في الشرق الأوسط.

قبل خمسة عقود، أرسى رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن مبدأً مفاده أن إسرائيل لن تسمح لأية دولة تدعو إلى تدميرها بامتلاك أسلحة نووية. وفي الـ13 من يونيو (حزيران) الماضي بدأت إسرائيل بتنفيذ هذا التعهد. فعلى مدار نحو أسبوعين، شنت هجمات على منشآت نووية إيرانية ضمن حملة أطلقت عليها اسم “عملية الأسد الصاعد”، ألحقت خلالها أضراراً جسيمة بعشرات المواقع في أنحاء البلاد. وكانت إسرائيل استهدفت مفاعلات نووية سابقاً في العراق عام 1981، وفي سوريا عام 2007، لكن البرنامج النووي الإيراني يفوق نظيريه العراقي والسوري من حيث التعقيد والتقدم. فهذه المنشآت موزعة جغرافياً ومحصنة على أعماق كبيرة تحت الأرض ومزودة بتقنيات متطورة، وتحظى بحماية أنظمة دفاع وآليات ردع تشمل ترسانات صاروخية وقوى وكيلة منتشرة في أنحاء الشرق الأوسط. لذا يعد هذا النجاح الإسرائيلي إنجازاً عسكرياً بالغ الأهمية.

ومع ذلك، وعلى رغم تقدم برنامجها النووي، كانت إيران في موقع ضعيف. فخلال العام الماضي، جرى تفكيك أو هزيمة عدد من وكلائها وشركائها، بمن فيهم حركة “حماس” في غزة، و”حزب الله” في لبنان، ونظام بشار الأسد في سوريا. كما تبين أن الدفاعات الجوية الإيرانية غير كافية. وهذا أحد الأسباب التي مكنت إسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة من تنفيذ أول هجوم في العالم ضد برنامج نووي متطور، متعدد الطبقات ومحصن جيداً. كما أنها كانت المرة الأولى التي تسهم فيها الولايات المتحدة في تمكين إسرائيل من تطبيق “مبدأ بيغن” بالقوة العسكرية.

لكن الأهم من ذلك، أن هذه العملية مهدت الطريق أمام انطلاقة دبلوماسية في الشرق الأوسط. فمع بلوغ طهران أضعف حالاتها منذ عقود، أصبح أمام إسرائيل وواشنطن فرصة للتوصل إلى اتفاق نووي متين مع الجمهورية الإسلامية، وهو السبيل الأفضل لإنهاء برنامجها النووي بصورة دائمة، وربما أيضاً التوصل إلى تسوية سياسية أوسع نطاقاً يمكن أن تعيد رسم ملامح المنطقة برمتها.

اللحظة الحاسمة تقترب

جاء قرار إسرائيل بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية نتيجة تلاقي عاملين رئيسين. الأول، ببساطة، هو تصاعد التهديد الإيراني. فوفق محللي الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، كانت إيران تتقدم نحو امتلاك سلاح نووي، وكانت تخطط لتوسيع ترسانتها من الصواريخ الباليستية بصورة كبيرة، من 3000 إلى 8000 صاروخ خلال بضعة أعوام. وترجمت إيران رؤيتها لتدمير إسرائيل إلى خطط ملموسة وأوامر عملياتية، ومولت حركة “حماس”، التي نفذت هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، إضافة إلى ذلك أطلقت طهران مئات الطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل خلال أبريل (نيسان) وأكتوبر 2024. وبعد عقود من الحروب بالوكالة، وصلت الدولتان إلى مواجهة مباشرة ومعلنة.

أما العامل الثاني، فهو ضعف إيران الموقت. فبعد أشهر من الغارات الجوية والعمليات البرية، ألحقت إسرائيل ضرراً بالغاً بأهم حلفاء الجمهورية الإسلامية، وعلى رأسهم “حزب الله”. أما نظام الأسد وهو حليف وفي آخر لطهران فقد انهار. وأثبتت الضربات الإسرائيلية خلال عام 2024 هشاشة الدفاعات الجوية الإيرانية. وحرصت إسرائيل على أن تتزامن هجماتها خلال يونيو على المنشآت الإيرانية مع نهاية مهلة الـ60 يوماً التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمفاوضات الملف النووي.

وبذلك، بدا مطلع يونيو التوقيت الأمثل لإسرائيل لتتجاوز نمط العمليات السرية والضربات المحدودة التي دأبت عليها في السابق. تمثلت الأهداف الأساس لعملية “الأسد الصاعد” في إلحاق ضرر كبير وطويل الأمد ببرنامجي إيران النووي والصاروخي، وتهيئة الظروف للتوصل إلى اتفاق نووي أفضل، ومواصلة إضعاف شبكة الوكلاء الإقليميين التابعة لإيران. كما كانت إسرائيل تأمل في أن يؤدي الهجوم إلى زعزعة استقرار النظام الإيراني بما قد يمهد لانهياره، وإقناع واشنطن بالتحرك بما يظهر التزامها بمنع امتلاك إيران للسلاح النووي، على رغم أن هذه الأهداف لم تكن معلنة رسمياً.

دمرت إسرائيل نحو 80 في المئة من بطاريات الدفاع الجوي الإيرانية

 

ولتحقيق أهدافها الرئيسة، بدأت إسرائيل عملياتها بضربة دقيقة استهدفت القيادات، وأسفرت عن مقتل نحو 20 قائداً عسكرياً رفيع المستوى، من بينهم قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي ومهندس الاستراتيجية الصاروخية الإيرانية أمير علي حاجي زادة، ورئيس أركان القوات المسلحة ومحمد باقري، إضافة إلى أكثر من 12 عالماً نووياً بارزاً. ثم نفذت إسرائيل أكثر من 1200 طلعة جوية، دمرت خلالها نحو 80 في المئة من بطاريات الدفاع الجوي الإيرانية البالغ عددها 130 بطارية، وحققت تفوقاً جوياً كاملاً فوق طهران، في واحدة من أعظم الإنجازات في تاريخ الحروب الجوية.

كذلك، ألحق سلاح الجو الإسرائيلي أضراراً جسيمة بمنشآت نووية إيرانية رئيسة، من بينها نطنز وفوردو وأصفهان وأراك، إضافة إلى البنية الصناعية الأوسع للبرامج النووية والصاروخية الإيرانية والبنية التحتية العسكرية، بما في ذلك مقار الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التابع له. وفي المجمل، ألقت إسرائيل أكثر من 4000 قذيفة موجهة بدقة على إيران، ونفذت ضربات جوية لمسافات وصلت إلى 1400 ميل من قواعدها، مما أبرز فعالية الغارات الجوية عالية الدقة، المنفذة بصورة فورية بناءً على معلومات استخباراتية لحظية وعلى نطاق واسع.

ودمرت إسرائيل نحو 1000 صاروخ من أصل 2500 صاروخ باليستي إيراني، وأكثر من 200 منصة إطلاق من أصل 450، وهو إنجاز عسكري لافت آخر. ونتيجة لذلك، تراجع عدد الصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل بصورة كبيرة خلال مجريات الحرب، من نحو 100 صاروخ يومياً في بدايتها إلى متوسط 12 صاروخاً فقط في نهايتها. وأظهرت إسرائيل تفوقاً دفاعياً واضحاً، إذ أدت منظومة دفاعها الصاروخي متعددة الطبقات -“آرو” و”مقلاع داوود” و”القبة الحديدية”- أداء مميزاً في التصدي للرؤوس الحربية الثقيلة فائقة السرعة. وبمساندة من الجيش الأميركي، ولا سيما من خلال منظومتي “أجيس” و”ثاد”، نجحت إسرائيل في اعتراض 86 في المئة من نحو 600 صاروخ إيراني استهدف أراضيها، و99.5 في المئة من أصل 1000 طائرة مسيرة هجومية. وساعدت أنظمة الإنذار المبكر الفعالة المدنيين الإسرائيليين على الاحتماء، فيما استجاب السكان بسرعة للتعليمات واحتموا في الملاجئ، وتفادوا حالاً من الذعر العام.

على رغم ذلك، سقط أكثر من 40 رأساً حربياً إيرانياً على الأراضي الإسرائيلية، معظمها في مدن كبرى مثل بئر السبع وحيفا وتل أبيب. وأدت هذه الضربات إلى مقتل 29 شخصاً، وجرح أكثر من 3000 آخرين، وألحقت أضراراً جسيمة بالمباني خلفت أكثر من 15000 مشرد. لكن على رغم هذه الخسائر المؤلمة، فقد جاءت أقل بكثير مما توقعته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. علاوة على ذلك، أسقطت إسرائيل على إيران عدداً من القذائف والصواريخ يفوق ما أطلقته إيران عليها بنحو 100 ضعف.

الأمر لم يحسم بعد

إن تقييم مدى نجاح العملية الإسرائيلية ضد المشروع النووي الإيراني هو أقرب إلى فن منه إلى علم. فهو يعتمد على مجموعة واسعة من المصادر الاستخباراتية، مثل صور الأقمار الاصطناعية وبيانات من أجهزة استشعار متنوعة واستخبارات جمع الإشارات، والمراقبة السيبرانية والمصادر البشرية والعينات الميدانية. وأي تقييم جيد يجب أن يتجاوز الأضرار التي لحقت بالمنشآت الفردية ليقيم التأثيرات التراكمية والمنهجية على مشروع نووي شديد التعقيد، متعدد التخصصات والمراحل.

حتى الآن، لا يزال المحللون منقسمين في تقييمهم لنتائج العملية. فمباشرةً وبعد انتهاء الضربات الأميركية والإسرائيلية على إيران، اندلعت خلافات في شأن نتائج الهجوم. فقد أعلن ترمب أن المنشآت النووية الإيرانية لا سيما تلك التي استهدفتها القوات الأميركية “دمرت بالكامل”. وفي المقابل، أشار تقييم أولي مسرب من وكالة استخبارات الدفاع الأميركية إلى أن الهجوم لم يؤخر البرنامج النووي الإيراني سوى بضعة أشهر فحسب. ورفضت إدارة ترمب هذه المزاعم ووصفتها بأنها مسيسة، بينما أكد كبار مسؤولي الاستخبارات الأميركية أن البرنامج تكبد “أضراراً جسيمة”. في نهاية المطاف، فإن الأسئلة الجوهرية التي ينبغي على المحللين الإجابة عنها لا تتعلق كثيراً بما خسرته إيران، بل بما لا تزال تملكه وما الذي ستقدم عليه لاحقاً، وما هي المسارات المتبقية لوقف اندفاعها نحو امتلاك السلاح النووي، سواءً عبر الدبلوماسية أو الإكراه أو المنع الاستباقي.

أما النظام الإيراني، من جهته، فلديه مجموعة واسعة من الخيارات. فمن جهة، يمكنه العودة إلى طاولة المفاوضات. ومن جهة أخرى، قد يسارع إلى امتلاك سلاح نووي. وربما يقع رده النهائي في منطقة وسطى بين هذين الخيارين، فقد تسعى طهران على سبيل المثال إلى إخفاء مواد ومكونات نووية، مع الاستمرار علناً في مفاوضات عقيمة. وقد تُطيل أمد هذه المحادثات، على أمل حصول تغييرات في القيادة في كل من إسرائيل والولايات المتحدة، بينما تواصل سراً تطوير برنامجها بطرق تظهرها على أنها مدنية. وأوقفت إيران بالفعل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متهمة إياها بالتواطؤ في الهجوم. بل قد تذهب حتى إلى الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بالكامل، وهو ما سيكون مؤشراً واضحاً على التصعيد.

على المدى القريب، سيتعين على طهران أن تقرر كيفية توزيع مواردها المحدودة. فإعادة بناء برنامجها النووي وقواتها الصاروخية ودفاعاتها الجوية وبنيتها التحتية وشبكة وكلائها الإقليميين، ستتنافس جميعاً على موازنة شحيحة. ومن المرجح أن تعطي إيران الأولوية لإعادة بناء قدراتها الصاروخية والدفاعية الجوية، وتقليص ثغراتها أمام الاستخبارات الإسرائيلية، والتكيف مع أساليب الحرب المتقدمة التي استخدمت ضدها. وقد تعمل على إعداد خيارات أكثر فاعلية للرد، في حال تعرضها لهجوم جديد.

كذلك، ستحتاج إيران إلى تقييم الأضرار التي لحقت ببرنامجها النووي، وبخاصة أجهزة الطرد المركزي ومخزونات اليورانيوم المخصب، وتحديد ما إذا كانت ستخفي ما تبقى لديها من قدرات لاستخدامها لاحقاً، أم ستسعى إلى تصنيع سلاح نووي، سواء كان متقدماً أم بدائياً.

صفقة أفضل

بغض النظر عن مدى نجاح الضربات ضد إيران، تبقى الدبلوماسية الطريقة المثلى لإنهاء طموحات إيران النووية بصورة دائمة. فالخيارات الأخرى مثل شن مزيد من العمليات العسكرية تنطوي على أخطار وكلف أعلى. وتدرك واشنطن ذلك أيضاً، وهي تسعى مجدداً لإجراء محادثات مع طهران. الهدف هو التوصل إلى اتفاق يجبر الجمهورية الإسلامية على وقف تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، ويتيح عمليات تفتيش دقيقة يمكن التحقق من نتائجها. ولإنجاح هذه الجهود، ينبغي على المسؤولين الأميركيين تحديد مهلة زمنية واضحة للمفاوضات، وإظهار جدية التهديد بشن هجوم جديد إذا لم تبرم إيران الاتفاق خلال الوقت المحدد، ووفق الشروط الأميركية. وينبغي للولايات المتحدة وإسرائيل أن تنسقا مع فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة -الدول الموقعة على خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015- والتي يمكنها تفعيل “آلية الزناد” snapback لإعادة فرض العقوبات، وذلك للتأثير في خيارات إيران ومنع التصعيد النووي أو العسكري، وتهيئة الظروف لاتفاق جيد ومستدام.

ومع ذلك، لا ينبغي أن تقتصر جهود إسرائيل وواشنطن على احتواء طموحات إيران النووية فحسب. فالضعف الذي تمر به إيران وشبكة وكلائها حالياً يشكل فرصة نادرة لإعادة تشكيل النظام الإقليمي برمته. لقد فتحت الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران الباب، تحديداً، أمام تعزيز فرص السلام والأمن في الشرق الأوسط -بما في ذلك احتمال التوصل إلى تسوية في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين هناك، وتوسيع نطاق السلام مع دول الجوار- وكل ذلك ضمن ترتيبات أمنية دائمة تحيد التهديدات الإيرانية المتعددة.

ولإنجاح مثل هذه “الصفقة الكبرى”، يتعين على إيران التخلي نهائياً عن تخصيب اليورانيوم وإنتاج البلوتونيوم، والسماح بإجراء عمليات تفتيش دقيقة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وسيكون عليها تقليص برنامجها الصاروخي بصورة كبيرة، وفقاً لإطار “نظام التحكم بتكنولوجيا الصواريخ” MTCR، إضافة إلى تقليص برنامج إطلاق الأقمار الاصطناعية، الذي يستخدم حالياً كغطاء لتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات.

عادةً ما يستخلص الطرف الخاسر في أي صراع دروساً أعمق من الطرف المنتصر

 

في المقابل، يتعين على الولايات المتحدة أن تتولى قيادة أي اتفاق نووي أو هيكل إقليمي جديد. أما إسرائيل، فستحتاج إلى إنهاء الحرب في غزة، وإبعاد قيادات “حماس” عن المشهد، وبدء عملية إعادة الإعمار ونزع سلاح القطاع. وسيكون على حركة “حماس” إطلاق سراح الرهائن المتبقين دفعة واحدة والتخلي عن أسلحتها، والسماح باستبدال إدارة تكنوقراطية بها.

ويمكن أن تشمل الصفقة الكبرى أيضاً ترتيبات أمنية بين إسرائيل وكل من سوريا ولبنان، تتعهد بموجبها دمشق وبيروت بتحييد الجماعات المسلحة الناشطة على أراضيهما، بما في ذلك “حزب الله” ووكلاء إيران الآخرون والفصائل الفلسطينية المسلحة، وفروع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وينبغي لهذه الاتفاقات أن تضمن احتفاظ إسرائيل بسيادتها على هضبة الجولان، وحريتها في التحرك ضد التهديدات المتغيرة. ويكمن الهدف في أن تتطور هذه التفاهمات من مجرد وقف لإطلاق النار إلى اتفاقات هدنة فمعاهدات لعدم الاعتداء، وصولاً إلى اتفاقات سلام شاملة.

ويفترض أن تدعم أية صفقة كبرى بأطر مرنة، تمكن القوى المتحالفة بقيادة الولايات المتحدة من مراقبة الالتزام بالاتفاق. ويمكن أن تستلهم هذه المهمة من نموذج “القوة متعددة الجنسيات والمراقبين”، التي دعمت بنجاح تنفيذ معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية لعقود. وبدلاً من ذلك، قد تثبت الأطر الثنائية المباشرة (مثل الاتفاق القائم بين إسرائيل والأردن) فعاليتها. وكلا النموذجين أفضل من الأطر الأمنية الكبيرة متعددة الأطراف المدعومة من الأمم المتحدة، مثل قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، التي أخفقت مراراً في أداء مهمتها.

غير أن هذه الصفقة الكبرى لن تنجح إلا إذا وحدت إسرائيل والولايات المتحدة استراتيجياتهما. فعلى واشنطن أن تتيح لإسرائيل التعامل مع التهديدات الناشئة وتعزيز البنية الأمنية للمنطقة، بينما ينبغي على إسرائيل أن تساعد الولايات المتحدة على إعادة توجيه تركيزها ومواردها نحو ساحات ذات أولوية أعلى، مثل منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

الصيغة الصحيحة

إذا توصلت طهران وواشنطن إلى اتفاق، حتى لو اقتصر على القضايا النووية، فإن الحملة العسكرية ستكون تجسيداً ناجحاً لعقيدة ترمب القائلة بـ”السلام من خلال القوة”. ولكن في أقل تقدير، أثبتت ضربات يونيو أن العملية العسكرية المنسقة يمكن أن تعطل انتشار الأسلحة النووية على المدى القصير. ويكتسب هذا أهمية خاصة نظراً إلى أن الولايات المتحدة كانت امتنعت سابقاً عن التدخل عسكرياً لمنع الصين أو كوريا الشمالية من امتلاك أسلحة نووية.

 

الشرق الأوسط يعيد كتابة مستقبله
طوال أعوام، حذر الخبراء من أن أية مواجهة مع إيران قد تشعل حرباً إقليمية، وتزعزع استقرار أسواق الطاقة العالمية، وتجر القوات الأميركية إلى صراع طويل الأمد. ومع ذلك، لم يتحقق أي من هذه السيناريوهات. ويبدو أن ضربة إسرائيلية دقيقة، مدعومة برادع أميركي موثوق، هي الصيغة الأمثل. ويقدم الهجوم على إيران دراسة حالة [نموذجاً يحتذى به] حول كيف يمكن لحليف قوي للولايات المتحدة أن يتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية الدفاع عن نفسه، بدعم من واشنطن.

في الواقع، للعمليات الأميركية والإسرائيلية ضد إيران تداعيات أيضاً على تنافس القوى العظمى، فقد أثبتت تفوق منظومات الولايات المتحدة وإسرائيل على منظومات إيران، وكثير منها من صنع روسيا. وأظهرت واشنطن مرونة لافتة واستعداداً واضحاً لإبراز قوتها، على رغم نفورها من المخاطرة بالانخراط في صراع طويل الأمد. لقد وقفت الولايات المتحدة بحزم إلى جانب حليفتها وقادت ضربة ناجحة ومحددة الأهداف، فوجهت رسالة إلى العالم مفادها أن التحالف الأميركي-الإسرائيلي ما زال قائماً وقوياً وقادراً على تحقيق نتائج ملموسة. وأكدت العمليات أن الصين وروسيا لا تزالان لاعبين ثانويين في الشرق الأوسط.

ولا شك أن الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا ستسعى إلى دراسة كيفية جمع إسرائيل والولايات المتحدة للمعلومات الاستخباراتية، وتعاملهما مع قدرات إيران الصاروخية والطائرات المسيرة، وتحييدهما لأنظمة الدفاع الجوي واستهدافهما للقيادات العسكرية والعلماء النوويين. ولهذا، لا ينبغي لإسرائيل والولايات المتحدة الاكتفاء بما تحقق، إذ إن الطرف الخاسر في العادة هو من يستخلص أعمق الدروس. لكن على إسرائيل والولايات المتحدة أن تتعلما بدورهما من هذه الضربات، وأن تتوقعا كيف ستتكيف إيران معها. فقد كانت هذه أول حرب مباشرة بين إيران وإسرائيل، وربما لن تكون الأخيرة.

لقد نجحت عملية “الأسد الصاعد” في تحييد تهديدات حقيقية وفورية، وأظهرت القدرات العسكرية الهائلة لكل من إسرائيل وحليفتها. ومع ذلك، قد يكمن الإنجاز الأهم في ما تتيحه هذه العملية من فرصة تاريخية لتسوية سياسية شاملة تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط. وبانطلاقهما من موقع قوة، يجب على الولايات المتحدة وإسرائيل أن تغتنما هذه اللحظة لإرساء نظام إقليمي مستقر، وغلق الباب نهائياً أمام الطموحات النووية الإيرانية، وتعزيز تحالفهما لعقود مقبلة.

 

مترجم عن “فورين أفيرز” 11 يوليو (تموز) 2025

عاموس يدلين هو مؤسس ورئيس شركة “مايند إسرائيل”. وهو جنرال متقاعد في سلاح الجو الإسرائيلي وشغل منصب رئيس جهاز الاستخبارات الدفاعية الإسرائيلي من عام 2006 إلى عام 2010.

 

Continue Reading

Previous: يحيى مختار: الصينيون لا يعرفون من الأدب العربي سوى «ألف ليلة» أصغر مترجم يحصل على جائزة «الكتاب الخاص» من الصين القاهرة: رشا أحمد……المصدر : الشرق الأوسط
Next: اتفاق ماكرون – ستارمر لن يساعد في إيقاف قوارب المهاجرين…..ماري ديجيفسكي….المصدر :اندبندنت عربية

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

وثائق سرية سورية عن الدخول إلى لبنان واغتيال كمال جنبلاط “المجلة” تنشر محاضر رئاسية سورية ووثائق رسمية: “ضوء أخضر” أميركي وصمت إسرائيلي وغضب سوفياتي.إبراهيم حميدي..المصدر :المجلة

khalil المحرر يوليو 15, 2025
  • مقالات رأي

من المسؤول عن اختطاف النساء في سوريا؟ من أجل بلد محكوم بسيادة القانون لا بشريعة الغاب ميّة الرحبي…المصدر :الجمهورية .نت

khalil المحرر يوليو 15, 2025
  • مقالات رأي

إلى أهلنا في السويداء: مشكلتكم مع شخص واحد عبد الناصر القادري…..المصدر :نون بوست

khalil المحرر يوليو 15, 2025

Recent Posts

  • وثائق سرية سورية عن الدخول إلى لبنان واغتيال كمال جنبلاط “المجلة” تنشر محاضر رئاسية سورية ووثائق رسمية: “ضوء أخضر” أميركي وصمت إسرائيلي وغضب سوفياتي.إبراهيم حميدي..المصدر :المجلة
  • من المسؤول عن اختطاف النساء في سوريا؟ من أجل بلد محكوم بسيادة القانون لا بشريعة الغاب ميّة الرحبي…المصدر :الجمهورية .نت
  • إلى أهلنا في السويداء: مشكلتكم مع شخص واحد عبد الناصر القادري…..المصدر :نون بوست
  • عن توم برّاك وعن “سايكس بيكو” الشيعي…حازم الامين..المصدر :موقع درج
  • عن الدور السوري الجديد العابر للحدود سميرة المسالمة…..المصدر :المدن

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يوليو 2025
  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • وثائق سرية سورية عن الدخول إلى لبنان واغتيال كمال جنبلاط “المجلة” تنشر محاضر رئاسية سورية ووثائق رسمية: “ضوء أخضر” أميركي وصمت إسرائيلي وغضب سوفياتي.إبراهيم حميدي..المصدر :المجلة
  • من المسؤول عن اختطاف النساء في سوريا؟ من أجل بلد محكوم بسيادة القانون لا بشريعة الغاب ميّة الرحبي…المصدر :الجمهورية .نت
  • إلى أهلنا في السويداء: مشكلتكم مع شخص واحد عبد الناصر القادري…..المصدر :نون بوست
  • عن توم برّاك وعن “سايكس بيكو” الشيعي…حازم الامين..المصدر :موقع درج
  • عن الدور السوري الجديد العابر للحدود سميرة المسالمة…..المصدر :المدن

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • مقالات رأي

وثائق سرية سورية عن الدخول إلى لبنان واغتيال كمال جنبلاط “المجلة” تنشر محاضر رئاسية سورية ووثائق رسمية: “ضوء أخضر” أميركي وصمت إسرائيلي وغضب سوفياتي.إبراهيم حميدي..المصدر :المجلة

khalil المحرر يوليو 15, 2025
  • مقالات رأي

من المسؤول عن اختطاف النساء في سوريا؟ من أجل بلد محكوم بسيادة القانون لا بشريعة الغاب ميّة الرحبي…المصدر :الجمهورية .نت

khalil المحرر يوليو 15, 2025
  • مقالات رأي

إلى أهلنا في السويداء: مشكلتكم مع شخص واحد عبد الناصر القادري…..المصدر :نون بوست

khalil المحرر يوليو 15, 2025
  • مقالات رأي

عن توم برّاك وعن “سايكس بيكو” الشيعي…حازم الامين..المصدر :موقع درج

khalil المحرر يوليو 15, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.