
يقول المتظاهرون إنهم يعلمون أن الحكومة لن تسمع لمطالبهم لكنهم يريدون لفت أنظار المجتمع الدولي (اندبندنت أوردو)
طالبت ماه رائغ التي تقود مسيرة لجنة التضامن البلوشية في العاصمة الباكستانية اسلام اباد لجنة العمل التابعة للأمم المتحدة بالنظر، بشكل محايد، في انتهاكات حقوق الإنسان في بلوتشتان
جاء ذلك خلال اعتصام للجنة التضامن البلوشية، وهي منظمة بلوشية محلية خارج نادي الصحافة في إسلام أباد، بعد مسيرة طويلة من مدينة توربت البلوشية ضد الاختفاء القسري والاغتيالات خارج نطاق القضاء في بلوشستان.
وقالت ماه رانغ لـ”اندبندنت أوردو”، من مقر الاعتصام، إن هذه الحركة بدأت بعد اغتيال بالاش بلوش ونريد معاقبة المتورطين. وأضافت أن الغرض من هذه المسيرة فضح قمع الدولة لمنع المشاركين في حركة سلمية، وتابعت “لم يأت أي مسؤول إلى هنا لحل المشكلة خلال الأيام الـ30 الماضية، بل إن هناك تصريحات من قبل المسؤولين بأننا إرهابيون وهذا يكشف أن الدولة ليست جادة حيال قضايانا”.
وكانت الحكومة قد منعت المتظاهرين من الوصول إلى نادي الصحافة الوطني وفرّقت شرطة إسلام أباد المتظاهرين كما أسقطت خيامهم واعتقلت أشخاصاً عدة.
عدد الأشخاص المختفين قسراً
وقال رئيس الوزراء الباكستاني الموقت أنوار الحق كاكر، في بيان، إن عدد المختفين قسراً في الدولة يبلغ 52 شخصاً، لكن زعيم حزب البلوش الوطني ورئيس وزراء بلوشستان السابق أختر مينغل يقول إن هذه الأعداد تصل إلى الآلاف. وقالت زعيمة المسيرة، في هذا الصدد، “يجب ألا نسيّس أعداد المختفين قسراً، هذه مسألة جدية ونحن نحمل معنا إثباتات عن الأشخاص الذين تعرضوا للاختفاء القسري”. وأضافت أن أعداد المفقودين كبير جداً وهناك حالات جديدة خلال الأيام الماضية.
وذكرت إحدى منظّمات الاعتصام سايرة بلوش لـ”اندبندنت أوردو” أنه تم إنشاء مخيم للمعتصمين في هذا الموقع منذ 25 يوماً، ويزيد عدد المنضمين إلينا كل يوم. وأضافت “جميع هؤلاء الأشخاص لم يأتوا إلى إسلام أباد لأن رئيس الوزراء يتواجد هنا، نحن نعلم أنه لن يحل مشكلتنا، نريد أن نخبر العالم عن حركتنا”.
وقال وزير الإعلام والإذاعة الموقت مرتضى سولانجي خلال حديثه مع الصحافيين عن تظاهرة الشعب البلوشي “نحاول التعامل مع الوضع وما حدث لم يكن ساراً. إن مطالب المتظاهرين ليست جديدة، وليست لها صلة بحكومة تصريف الأعمال الحالية بل تعود إلى عقود من الزمن، لكننا سنتعامل مع الوضع على كل حال لأننا المسؤولون اليوم”.
خلفية الاحتجاج
ويأتي هذا الاحتجاج في وقت دعت مسيرة طويلة للجنة التضامن البلوشي بقيادة ماه رانغ بلوش، البالغة من العمر 30 سنة، إلى إجراء تحقيق قضائي في حادثة بالاش بخش، وهو شاب بلوشي قتل في مواجهة مزعومة للشرطة في منطقة توربت في بلوشستان.
وتناول النشطاء مقتل هذا الشاب، البالغ من العمر 24 سنة، بعد العملية المثيرة للجدل التي نفذتها إدارة مكافحة الإرهاب في منطقة توربت، في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن أجهزة الأمن تنفي تورطها في العملية.
تعامل الشرطة مع المحتجين
ورفضت شرطة إسلام أباد كلام المتظاهرين عن إساءة معاملة النساء والأطفال واصفة إياها بـ”حملة تضليل ممنهجة”. وجاء في بيان صادر عن الشرطة على منصة “إكس” أنه “لم تتم إساءة معاملة أي امرأة أو طفل في أي وقت خلال مسيرة التضامن البلوشية في 21 و22 ديسمبر (كانون الأول) الجاري. وكانت جميع النساء برفقة أقاربهنّ أو أصدقائهنّ مع حراسة أمنية”. أضافت الشرطة “تم تقديم جميع الأشخاص إلى المحكمة وسيتم إطلاقهم بموجب الإجراءات القانونية الواجبة وفقاً لتعليمات اللجنة الوزارية التي شكلها رئيس وزراء باكستان”.
وفي وقت سابق، عندما وصلت هذه المسيرة الطويلة للجنة التضامن البلوشي إلى العاصمة الفيدرالية من منطقة توربت في بلوشستان ليل الأربعاء في 20 ديسمبر، تم منعها من الذهاب إلى نادي الصحافة الوطني، وبعد ذلك سار المشاركون في المسيرة إلى ساحة الطريق السريع.
ودانت لجنة حقوق الإنسان الباكستانية، بشدة، عنف الدولة ضد المواطنين البلوش وعبرت عن قلقها الشديد حيال موقف الدولة تجاه المتظاهرين السلميين.