تضاربت الأنباء، أمس، حول الهجوم الذي شنّه تنظيم “داعش” على محيط مدينة السخنة في بادية حمص، وسط سوريا. وجاء الحديث عن الهجوم الواسع للتنظيم بعد أيام قليلة من ورود معلومات عن قيام الميليشيات الإيرانية بسحب المئات من عناصرها من السخنة وإرسالهم نحو منطقة الجنوب، تحسباً لما يمكن أن تتطور إليه المواجهات الجارية بين “حماس” وقوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وذكرت العديد من المواقع السورية الموالية والمعارضة أن منطقة السخنة شهدت يوم الأربعاء هجوماً هو الأعنف والأوسع منذ سنوات ضد مناطق سيطرة الحكومة السورية، وأفاد بعض هذه المواقع بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجانبين سقط جراءها عدد من القتلى، وتمكن التنظيم من السيطرة على عدد من النقاط العسكرية التابعة للجيش السوري.
ووفق مصدر عسكري، وصلت تعزيزات كبيرة فجر الخميس إلى محيط السخنة من أجل التصدي لهجوم “داعش” الذي كان لا يزال مستمراً، وذكر المصدر الذي نقلت عنه وكالة “نورث برس” أن معظم التعزيزات كانت من من الفرقة 18 والفرقة 11 دبابات و”الدفاع الوطني” من مدينة تدمر نحو مواقع الاشتباك.
وأفاد معرف “مراسل البادية” على موقع تلغرام بأن عناصر التنظيم تمكنوا من السيطرة على موقعين عسكريين لقوات النظام، والسيطرة قتالياً على أربع نقاط أخرى.
كما استولى عناصر التنظيم على ذخيرة وأسلحة، وأضاف المصدر أنه قبيل وصول تعزيزات قوات النظام والمكونة من ميليشيا الحرس الثوري والفيلق الخامس، انسحب عناصر التنظيم، لافتاً إلى أن الهجوم فعلياً لم يَهدُف للسيطرة على مدينة السُخنة كونها محصنة جيداً، وأن الهجوم كان أشبه بغارة.
ولم تصدر عن إعلام “داعش” أي إشارة إلى هذا الهجوم، وهو ما جعل كثيرين يشككون في صحته أو على الأقل يتساءلون عن سبب المبالغة في توصيفه بأنه كان الهجوم الأعنف والأوسع منذ سنوات.
وأشار نشطاء معارضون إلى أن الأنباء المبالغ بها صدرت عن جهات موالية أو مقربة من الحكومة السورية، مشيرين إلى أنّ إعلام النظام مارس التضخيم واعتبر أن الهجوم غير مسبوق، علماً أن الأمر اقتصر على اشتباكات محدودة في بادية حمص، وفق تعبيرهم.
ومن متابعة معرّفات تنظيم “داعش” على مواقع التواصل الاجتماعي، تبين أن آخر بيان صدر عن “داعش” حول ما يطلق عليه التنظيم “ولاية حمص” هو في 24 تموز (يوليو) 2023 الماضي، ويعلن فيه مقتل 5 عناصر وإصابة نحو 10 آخرين على الأقل من قوات الأسد بتفجير في بادية حمص.
النشاط الأخير المعلن للتنظيم في “بادية السخنة” عبر معرفاته الرسمية في “السخنة”، كان تحديداً في عام 2021، إذ تبنى التنظيم تفجير عبوة ناسفة بآلية رباعية الدفع كانت ضمن رتل لقوات الأسد في بادية (السخنة)، ما أدى لتدميرها ومقتل 3 عناصر، وقتذاك، وفق تقرير نشرته شبكة “شام” الإخبارية السورية المعارضة.
وأكدت مصادر إعلامية موالية أن هجوم “داعش” انطلق من قاعدة التنف التي تسيطر عليها القوات الأميركية على مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، والتي تعرضت يوم أمس لهجوم بثلاث طائرات مسيرة.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن قواعدها العسكرية في سوريا والعراق تعرضت لهجمات عدة بطائرات دون طيار، خلال الأيام الماضية.
المتحدث الرسمي باسم البنتاغون، الجنرال بات رايدر، قال في مؤتمر صحافي، الخميس 19، إنه في وقت مبكر من صباح الأربعاء بتوقيت سوريا، جرى استهداف قاعدة “التنف” في سوريا بطائرتين مسيرتين.
واشتبكت القوات الأميركية وقوات التحالف مع طائرة مسيرة ودمرتها، بحسب رايدر، بينما اصطدمت الطائرة الأخرى بالقاعدة، ما أدى إلى إصابة قوات التحالف بإصابات طفيفة.
وأضاف رايدر، أنه في صباح اليوم نفسه أشارت أنظمة الإنذار المبكر في قاعدة “عين الأسد” الأميركية في العراق إلى وجود تهديد محتمل، إذ دخل الجنود إلى الملاجئ كإجراء وقائي، ولم يحدث أي هجوم، بينما أصيب موظف مدني بأزمة قلبية وتوفي على إثرها.
وقال المتحدث الرسمي: “رغم أنني لن أتكهن بأي رد محتمل على هذه الهجمات، سأقول إننا سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن القوات الأميركية وقوات التحالف ضد أي تهديد، وأي رد في حالة حدوثه سيأتي في الوقت المناسب بالطريقة التي نختارها”.
وذكر معرف samsyri على تلغرام، وهو معرف سوري موال يختص بمتابعة التطورات العسكرية، أنه في ذروة التصعيد فجأةً يخرج تنظيم “داعش” وبشكل مؤكد من قاعدة التنف ويشن هجوماً ليلة أمس على نقاط للجيش العربي السوري وحلفائه قريبة من السخنة أقصى ريف حمص، وتابع أن الهجوم كان عنيفاً وواسعاً وهناك اشتباكات عنيفة في المنطقة حيث تقدم الإرهابيون لنقاط في المنطقة، والجيش وحلفاؤه يعملون على استعادتها.