بايدن: الضربات رد مباشر على هجمات البحر الأحمر والحوثيون يتعهدون مواصلة استهداف السفن
أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن القوات الأميركية والبريطانية قامت بشن هجمات على أهداف للحوثيين، مؤكدة أن الضربات ضد الحوثيين تهدف إلى تقويض قدراتهم على تنفيذ هجمات، وقالت في بيان على منصة “إكس”، “نحمل الحوثيين المدعومين إيرانياً مسؤولية الهجمات على الشحن الدولي”. وأضافت القيادة الوسطى الأميركية “تم استهداف مواقع تحوي أسلحة وذخائر ومواقع إطلاق صواريخ”، مؤكدة أن “هذه الضربات لا علاقة لها بتحالف حارس الازدهار” الذي يضم أكثر من 20 دولة تعمل في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.
أضافت القيادة الوسطى الأميركية “نحمل إيران مسؤولية دعم هذه الميليشيات التي تهدد أمن الملاحة البحرية”.
ضربات وتحذيرات
وشنت الولايات المتحدة وبرنطانيا فجر اليوم الجمعة ضربات على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، بعد استهدافهم على مدار أسابيع سفناً تجارية في البحر الاحمر . وقالت وسائل إعلام أميركية عدة إن الضربات التي جاءت في أعقاب تحذيرات من الحلفاء الغربيين شاركت فيها طائرات مقاتلة واستعملت فيها صواريخ “توماهوك”. وأظهرت مقاطع مصورة تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انفجارات تضيء السماء وأصوات دوي قوي وهدير طائرات.
وأشارت مصادر لـ”اندبندنت عربية” إلى أن الضربات الجوية استهدفت صنعاء ومحافظتي الحديدة وحجة المحاذيتين للبحر الأحمر.
وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن القوات الأميركية والبريطانية “نفذت بنجاح ضربات ضد عدد من الأهداف في اليمن يستخدمها ا الحوتيون لتعريض حرية الملاحة للخطر” في البحر الأحمر. وقال بايدن إن الضربات على الجماعة المدعومة من إيران نفذت “بدعم” من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، مضيفاً في بيان “لن نتردد” في “إصدار أمر باتخاذ مزيد من الإجراءات” إذا لزم الأمر.
وأكد مسؤول أميركي أن “الضربات على اليمن كانت موجهة بدقة ضد القدرات العسكرية للحوثيين وسعينا لتجنب الأضرار الجانبية”.
استهداف رادارات وبنى تحيتة للمسيرات والصواريخ
وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن الضربات استهدفت أجهزة رادار وبنى تحتية لمسيرات وصواريخ، في مسعى لإضعاف قدرتهم على مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر. وقال أوستن في بيان إن “ضربات اليوم استهدفت مواقع مرتبطة بالطائرات بلا طيار التابعة للحوثيين والصواريخ البالستية وصواريخ كروز وقدرات الرادار الساحلي والمراقبة الجوية”. وأضاف “هذه العملية تستهدف تعطيل وإضعاف قدرة الحوثيين على تعريض البحارة للخطر وتهديد التجارة الدولية في أحد أهم الممرات البحرية في العالم”.
وشدد وزير الدفاع الأميركي على أن “إجراءات التحالف اليوم تبعث رسالة واضحة إلى الحوثيين مفادها أنهم سيتحملون مزيداً من الأثمان إذا لم ينهوا هجماتهم غير الشرعية”.
وأعلن مسؤولون أميركيون للصحافيين إن الضربات على اليمن استهدفت القدرات العسكرية للحوثيين وسعت إلى تجنب الأضرار الجانبية، وأكدوا أن أعمال الحوثيين تمثل تهديداً للولايات المتحدة وللعالم.
وقال أحد المسؤولين للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف “بينما نتوقع تماماً أن يؤدي هذا الإجراء إلى تقليص قدرة الحوثيين وإضعافها، وبالتأكيد مع مرور الوقت تقليل قدرتهم ورغبتهم في شن هذه الهجمات، فإننا لن نتفاجأ برؤية نوع من الرد”.
“ضرورية ومتناسبة”
بدورها، أعلنت بريطانيا إن سلاح الجو الملكي نفذ ضربات استهدفت منشآت عسكرية يستخدمها الحوثيون في اليمن. وأكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن المملكة المتحدة ستدافع دوماً عن حرية الملاحة وتدفق التجارة. وأضاف أن “البحرية الملكية ستواصل دورياتها في البحر الأحمر ضمن العملية متعددة الجنسيات (حارس الازدهار) لردع مزيد من العدوان الحوثي”. وأشار إلى أن الضربات كانت “محدودة وضرورية ومتناسبة”. وقال سوناك في بيان “على رغم التحذيرات المتكررة للمجتمع الدولي، واصل الحوثيون تنفيذ هجمات في البحر الأحمر، مرة أخرى هذا الأسبوع ضد سفن حربية بريطانية وأميركية”، مضيفاً “هذا لا يمكن أن يستمر (…) لذا اتخذنا إجراءات محدودة وضرورية ومتناسبة دفاعاً عن النفس”.
الحوثيون يتعهدون مواصلة استهداف السفن
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام إن الحوثيين سيواصلون استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر على رغم الضربات الجوية الأميركية والبريطانية. وقال في منشور على منصة “إكس”، “نؤكد أنه لا مبرر أبداً لهذا العدوان على اليمن، فلم يكن من خطر على الملاحة الدولية في البحر الأحمر والعربي، والاستهداف كان وسيبقى يطال السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة”.
توعد بالرد
وأفادت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين أن الضربات استهدفت العاصمة صنعاء ومدينتي الحديدة وصعدة. وأشارت إلى أن الضربات طاولت “قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة، محيط مطار الحديدة، مناطق في مديرية زبيد، معسكر كهلان شرقي مدينة صعدة، مطار تعز، معسكر اللواء 22 بمديرية التعزية، والمطار في مديرية عبس”.
وإثر الضربات توعد نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين حسين العزي بالرد، قائلاً “تعرضت بلادنا لهجوم واسع من سفن وغواصات وطائرات حربية أميركية وبريطانية (…) يتعين على أميركا وبريطانيا الاستعداد لدفع الثمن باهظاً”.
وقبل ساعات على هذه الضربات، أكد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي أن الرد على أي هجوم أميركي “لن يكون فقط بمستوى العملية التي نفذت أخيراً”.
السعودية تدعو لتجنب التصعيد
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، العميد الركن تركي المالكي إن ما يتم تداوله عن وصول قوات أجنبية إلى قاعدة الملك فهد الجوية في محافظة الطائف لا أساس له من الصحة.
وقالت وزارة الخارجية السعودية إن الرياض تتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرضت لها عدد من المواقع في اليمن.
وأكدت السعودية أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر التي تعد حرية الملاحة فيها مطلباً دولياً، ودعت إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث.
مجلس الأمن
وقالت روسيا، اليوم الجمعة، إنها طلبت عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث الضربات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن.
إيران: الهجمات انتهاك لسيادة اليمن
إيرانياً، نقل موقع “نور نيوز” الإخباري الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني القول، في بيان، إن إيران تندد بشدة بالهجوم الأميركي – البريطاني، وقال كنعاني “نعتبر هذا انتهاكاً واضحاً لسيادة اليمن ووحدة أراضيه، وخرقاً للقوانين والأنظمة والحقوق الدولية”.
العراق: الغرب يوسع الصراع
وحذر مستشار رئيس الوزراء العراقي فادي الشمري من أن الغرب يوسع الصراع بين إسرائيل وحركة “حماس”، ويزيد التوترات في المنطقة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء العراقية.
“حزب الله” يندد
وندد “حزب الله” بالهجوم الأميركي – البريطاني على اليمن، وقال في بيان، “العدوان الأميركي يؤكد مرة جديدة أن أميركا هي الشريك كامل الشراكة في المآسي والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة وفي المنطقة”.
بيان مشترك
وأعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها أنهم يريدون “استعادة الاستقرار في البحر الأحمر”.
وفي بيان مشترك، قالت الولايات المتحدة وأستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، إن “هدفنا يبقى متمثلاً في تهدئة التوتر واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر”.
أستراليا قدمت دعماً
وقال وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس اليوم الجمعة إن أستراليا قدمت دعماً للأفراد العسكريين من الولايات المتحدة وبريطانيا خلال الضربات التي شنها البلدان ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن.
وأعلن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني للصحافيين يوشيماسا هاياشي إن اليابان تدعم تحركات الولايات المتحدة وبريطانيا لتأمين العبور الآمن للسفن بالقرب من شبه الجزيرة العربية. وتابع للصحافيين أن اليابان تندد بتصرفات القوات الحوثية التي تنتهك حرية عبور السفن في المنطقة.
ضربات “محدودة”
وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام أميركية وبريطانية إن الولايات المتحدة وبريطانيا تستعدان لشن ضربات ضد أهداف عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، وذلك رداً على استمرار هجمات الجماعة في البحر الأحمر.
وأفادت صحيفة “التايمز” البريطانية أمس الخميس بأنه من المتوقع أن تنضم بريطانيا للولايات المتحدة في توجيه ضربات جوية لمواقع عسكرية لجماعة الحوثي “في غضون ساعات”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر بريطاني قوله إن الضربات المرتقبة ضد الحوثي ستكون “محدودة”. وأفادت وسائل إعلام بريطانية أيضاً بأن الحكومة أطلعت شخصيات سياسية منهم كير ستارمر زعيم حزب العمال المعارض، إضافة إلى رئيس مجلس العموم على الأمر.
من جانبها، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية مساء الخميس إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يستعد لشن ضربات على مواقع تابعة لجماعة الحوثي المدعومة من إيران.
أهداف محتملة
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين القول إن من المرجح أن تشمل الأهداف مواقع إطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار والرادارات ومستودعات الأسلحة حول مدينتي الحديدة وحجة اليمنيتين، فضلاً عن أن البنية التحتية في العاصمة صنعاء مدرجة أيضاً في قائمة الأهداف المحتملة.
وقال مسؤول دفاعي أميركي ومصدر مقرب من الحوثيين إن الجماعة قامت بنقل بعض الأسلحة والمعدات وحصنت البعض الآخر تحسباً لضربة من الولايات المتحدة وحلفائها.
وأضاف المصدر المقرب من الجماعة أنها قامت بتخزين صواريخها في مخابئ بناها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في صنعاء، وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية.
وقال ثلاثة من سكان مدينة الحديدة اليمنية لـ”رويترز”: “المدينة تعيش حالة استنفار من مساء الخميس مع الانتشار الكثيف لقوات الحوثيين في المدينة وحركة الشاحنات العسكرية”. وأضافوا أن عملاً يجري لإخلاء المعسكرات.
ويكثف الحوثيون هجماتهم على سفن تجارية في البحر الأحمر احتجاجاً على حرب إسرائيل على غزة. وعلقت بعض خطوط الشحن العمليات بدلاً من تحويل مسار سفنها للإبحار حول أفريقيا.
وقال الجيش الأميركي إن الحوثيين شنوا في وقت سابق الخميس هجومهم الـ27 على حركة الشحن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، إذ أطلقوا صواريخ باليستية مضادة للسفن على ممرات الشحن الدولية في خليج عدن.
وطالب مجلس الأمن الدولي الأربعاء بوقف “فوري” لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.
“لعبة سياسية”
في المقابل، قال محمد علي الحوثي القيادي بحركة الحوثي في اليمن الخميس إن قرار الأمم المتحدة في شأن أمن الملاحة في البحر الأحمر “لعبة سياسية”. وكتب على منصة “إكس” أن “الولايات المتحدة هي من تخرق القانون الدولي”.
وكانت طهران أعلنت الخميس أن قواتها البحرية احتجزت ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال في بحر عمان، رداً على قيام الولايات المتحدة بتوقيف الناقلة ذاتها ومصادرة شحنتها من النفط الإيراني العام الماضي. وطالبت الولايات المتحدة إيران بالإفراج “فوراً” عن ناقلة النفط.
وأسقطت قوات بحرية أميركية وبريطانية في وقت سابق هذا الأسبوع طائرات مسيرة وصواريخ كان الحوثيون قد أطلقوها على جنوب البحر الأحمر. وتعهد الحوثيون الذين يسيطرون على مناطق كبيرة من اليمن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتوجهة إلى موانئها، لكن كثيراً من السفن المستهدفة لم تكن على صلة بإسرائيل.
أسعار النفط ترتفع
وارتفعت أسعار النفط بأكثر من اثنين في المئة، الجمعة، وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 1.81 دولار أو 2.3 في المئة إلى 79.22 دولار للبرميل، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.80 دولار أو 2.5 في المئة إلى 73.82 دولار.