Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • “الليالي البيضاء”: باكورة أعمال دوستويفسكي التي لم يكتب عنها..  سمير رمان .. المصدر: ضفة ثالثة .
  • أدب وفن

“الليالي البيضاء”: باكورة أعمال دوستويفسكي التي لم يكتب عنها..  سمير رمان .. المصدر: ضفة ثالثة .

khalil المحرر يناير 12, 2024
"الليالي البيضاء": باكورة أعمال دوستويفسكي التي لم يكتب عنها
في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 1848، قبل 175 عامًا، وافقت لجنة الرقابة في مدينة سان بطرسبورغ على نشر قصة “الليالي البيضاء”، باكورة أعمال فيودور دوستويفسكي. استغرقت كتابة القصّة ثلاثة أشهر، ونشرت في العام نفسه. تلك القصة الرومانسية الصغيرة لم تكن في حقيقة الأمر إلا بيانًا فلسفيًا ـ أدبيًا أعلن عن ولادة كاتبٍ واعد سيكون له شأن كبير في عالم الأدب.
كانت سان بطرسبورغ محطة مؤقتة مثّلت الحدّ الفاصل بين اليابسة والبحر، بين الليل والضوء، وبين الضرورة والفانتازيا. في هذا الفضاء نصف الحقيقي، يروي دوستويفسكي أحداث قصّته.
يقدم دوستويفسكي نفسه في “الليالي البيضاء” كمعلّمٍ في النثر النفسي، حتى يجد المرء صعوبةً في فهم مضمون آرائه. من ناحيةٍ أُخرى، يجب القول أيضًا إنّ الراوي يمثّل شخصية دوستويفسكي بدرجةٍ كبيرة، وهو أحد الأبطال الرئيسيين الثلاثة في القصة.
بطل القصة الأول هو راوٍ حالم مجهول الاسم يقول عن نفسه: “أعرف أنّ طريقتي في رواية الأحداث غريبة، وأنا آسف على هذا، ولكنني أؤكّد لكم أنني لا أستطيع القيام بذلك بطريقةٍ مختلفة”. البطل الثاني، وهي الفتاة ناستنكا، التي يلتقيها الراوي أثناء تسكعه ليلًا في شوارع مدينة بطرسبورغ. أمّا بطل القصة الثالث فهو الآخر مجهول الهوية أيضًا، إنّه الشابّ الذي تعشقه ناستنكا. هم ثلاثة أبطال رئيسيون نعرف واحدًا منهم فقط باسمه. ومع أنّ الغموض يلف القصة برمتّها، فإنّه لا يعني أبدًا أنّ الكاتب ضحل الخيال، بل يمثّل المهمة التي وضعها لنفسه، وينجح في إخضاع النصّ لها إخضاعًا تامًا.
خلال إحدى جولاته الليلية في شوارع بطرسبورغ، يلتقي الراوي بفتاةٍ عمرها 17 ربيعًا تبكي بمرارة. بقلبٍ مفعمٍ بالمشاعر الرقيقة، وبعد حديثٍ قصير، يعرف الراوي أنّ الفتاة تنتظر حبيبها الذي سافر قبل عامٍ، وأنّه وصل المدينة أخيرًا من دون أن يعلمها بوصوله. يقرّر الراوي مساعدة الفتاة في العثور على صديقها. يتفقان على اللقاء يوميًا في المكان نفسه، وفي التوقيت نفسه. خلال تلك اللقاءات، كانا يتحدثان عن حياتهما. يخبرها عن حياته المنعزلة كحالمٍ، وتخبره عن حبهما لأحد المستأجرين السابقين لغرفةٍ قي منزل جدتها، والذي أرادت الهرب معه في ذلك الوقت. تخبره أيضًا أنّ حبيبها سافر إلى موسكو سعيًا لتوفير المال لبناء حياةٍ زوجية رغيدة لهما. في هذه الأثناء، تتعمّق العلاقة بينهما، وتتحول إلى إعجابٍ متبادل، ومن ثمّ إلى حبٍّ لا يخفيانه. تنتهي القصة بلقاء الفتاة حبيبها الأول، الذي يشرح لها الظروف التي مرّ بها. تواجه الفتاة موقفًا صعبًا يتوجّب عليها فيه اتخاذ القرار، واختيار أحد الرجلين. تختار الفتاة حبيبها الأول، أمّا الراوي، وعلى الرغم من خيبة الأمل، فيعدها بالحفاظ على الصداقة التي ربطتهما.

جاء تقييم أوائل النقاد للقصة ككلٍّ إيجابيًا للغاية، ولكنّهم اشتكوا في الوقت نفسه من غرابة علاقات الحبّ، ومن الارتباك الذي يوحي به الموضوع. ومع ذلك، فإنّ كلّ الحيرة والالتباس يتلاشيان بمجرد أن نعرف الأسماء الحقيقية لأبطال القصة. فالراوي في قصة دوستويفسكي هذه يمثّل الإبداع (الشامل، بما في ذلك الأشخاص المبدعون. وبالطبع، دوستويفسكي نفسه). وتمثّل الفتاة ناستنكا الإنسان عمومًا، (ليس الإنسان المبدع، بل الإنسان المعجب بالإبداع). أمّا الحبيب المجهول فهو الواقع، أي الحياة على حقيقتها، عاريةً، من دون تزييف، أو تجميل.
عندما نعرف ذلك، نفهم كيف يفكّر دوستويفسكي بشأن جوهر أبطاله، وندرك كيف يفهم العلاقة بينهم، وكذلك نفهم رأي الكاتب عن نفسه، ونستشف بالتالي المهمّة التي ألقاها القدر على كاهله.
وهكذا، يستنتج قارئ القصّة أنّ الإبداع يعشق كلًا من الحياة والناس، ولكنّه يبقى مع ذلك وحيدًا. فكل شخصٍ مبدع هو شخصٌ “وحيد بمفرده، وحيدٌ تمامًا وبالكامل”. الإبداع لا يقترب من أحدٍ من الناس، ولا تربطه بأحدٍ منهم مصالح مشتركة. كما لا يتعايش الإبداع مع أفرادٍ منفصلين، بل يتعايش مع الجميع دفعة واحدة. وعندما يتعرف الإبداع على شخصٍ بعينه (كما تعرّف الراوي على الفتاة ناستنكا)، فإنّ القارئ لن يعرف اسمه ولا هويته. تقول ناستنكا: “لم يخطر الأمر على بالي، ولكنني كنت مرتاحة من دون معرفته”.

يمكن القول إنّ الإنسان يهتم بالإبداع عمومًا، ولكن الخيال الإبداعي يرى من ناحيته أنّ الناس العاديين يعيشون “بكسلٍ وخمول، وبكثيرٍ من الرتابة”. من جانبٍ آخر، لا يحبّ الإنسان المبدع المبالغة في التغزّل، وعندما يتحدث عن نفسه يقول، مثلًا، إنّه يعرف “القليل عن الحياة الحقيقية”، ويصنّف نفسه بأنّه “وظيفة” عليه أن يؤديها لا أكثر. ولهذا فإنّ أيّ إنسانٍ عادي عندما يمعن النظر في حياة الفنان، ويتفحصها بشكلٍ مفصّل (بالمعنى الواسع للكلمة)، فإنّه سيعترف، كما اعترف الرجل في قصة “الليالي البيضاء”، بأنّ “الحياة على هذا المنوال جريمة وخطيئة”.
وماذا عن الإنسان نفسه، الذي يعيش حياةً “حقيقية”؟ الأمر ليس سهلًا عليه أيضًا، تمامًا مثل حال ناستنكا، التي تُركت وحيدة في سنٍّ مبكرة، وأمضت طفولتها وشبابها بالكامل بجوار جدّتها العمياء، التي كانت تربط ثوبها بثوب حفيدتها كي تمنعها من الرحيل مع حبيبها وتركها وحيدة. أجل، لدى كلّ إنسان عادي غير مبدع أسئلته الخاصّة ومتاعبه ومشاكله، وله أهدافه ومساعيه… وهنا، يأتي الإبداع لمساعدته، حيث يتعرّف كلّ إنسانٍ، بشكلٍ أو آخر، على نماذج بشرية رائعة يختارها الزمن، تجيب عن تساؤلاته وتقدّم له المساعدة.
في قصة “الليالي البيضاء”، نرى الإبداع (الراوي) يتولى حماية الإنسان (ناستنكا) من الناس الخطرين، ويحول بينه وبين القيام بتصرفاتٍ حمقاء. بالطبع، لم يكن اللقاء الأوّل بين الإبداع والإنسان (الراوي وناستنكا) ليحصل لولا الخطر الذي كان يهدّد الإنسان. من ناحيةٍ أُخرى، يعزّز الإبداع روابط الإنسان بأحبّائه، ويصالحه مع الواقع، فالإنسان غير قادر، في نهاية المطاف، على مواجهة الواقع وحيدًا. في غالب الأحيان، يكون الواقع قاسيًا للغاية على الإنسان، الذي يتساءل مستغربًا: “أوه، كم هذا قاسٍ وغير إنسانيّ!”.
عندما يحصل الإنسان على مساعدة الإبداع، يفرح الطرفان معًا، فيعلنان: “نحن الآن معًا إلى الأبد”، ولكن الإنسان يختار بالطبع الواقع. تقول ناستنكا مخاطبةً الإبداع: “لقد قارنت بينكما (الإبداع والواقع). لماذا وقع اختياري عليه هو، وليس أنت؟ لماذا لا يشبهك؟ أنا أعرف أنّه أسوأ منك، ولكنني أحبّه!”. ولهذا، لا تتحدث قصة “الليالي البيضاء” كثيرًا عن الواقع. ومع أنّ الحياة تواصل طريقها ببساطة، فإنّ بعضنا لا يستطيع الاستمرار فيها من دون الإبداع.
عندما يقول الإنسان للإبداع “يبدو لي أنّك تضحي بشيءٍ ما من أجلي”، فإنّه يعبر بذلك عن الواقع فعلًا. يبقى الإبداع وحيدًا، ولكن من هذه الوحدة، ومن الحبّ غير المتبادل إلى حدّ كبير، يحصل الإبداع على معانٍ وإمكانيات جديدة تساعده على مواصلة مسيرته، ويخاطب الإنسانَ قائلًا: “كم هو كبير الحبّ الذي يكنّه قلبي لك!… وأنا لا أستطيع الصمت، عليّ أن أتكلّم وأعبّر عنه”.
عن هذه الأمور، وأيضًا عن كثير غيرها من تفاصيل العلاقة ضمن المثلّث الأبدي (الإبداع ـ الإنسان ـ الواقع)، كتبت قصّة “الليالي البيضاء” لتعلن أن أضلاع هذا المثلث الخالد لا يستطيعون العيش من دون بعضهم بعضًا. ومع ذلك، فإنّهم لن يكونوا معًا في الحياة الواقعية، ولن يفهم أحدهم الآخر فهمًا تامًّا، بشكلٍ عام. ليس مهمًا إن كانت مع هذا الثلاثي شخصية أخرى، وهي أهمّ شخصية/ الحبّ، الأمر الذي تحدّث عنه الكاتب، الذي لم يكن حينها مشهورًا بعد، في قصّته “الليالي البيضاء”. لقد كان فيودور دوستويفسكي مستعدًا من وقتها لكلّ هذا، الأمر الذي اتخذه منهجًا له حتى النهاية.

Continue Reading

Previous: في حصاد الثقافة العربية 2023: آراء ورؤى (3)  عماد الدين موسى..المصدر:ضفة ثالثة .
Next: هل يوجد شعب سوري؟… قرِّروا … منذر مصري……المصدر:ضفة ثالثة .

قصص ذات الصلة

  • أدب وفن

“كرنفال الثقافات” في برلين: في تعزيز ثقافة التنوع…….. سوسن جميل حسن…المصدر : ضفة ثالثة

khalil المحرر يونيو 8, 2025
  • أدب وفن

هايدن يموسق تجليات مايكل آنجلو في “الخليقة”…..إبراهيم العريس….المصدر :اندبندنت عربية

khalil المحرر يونيو 8, 2025
  • أدب وفن

كيف أعاد كتاب هندي حائز جائزة «بوكر» تعريف الترجمة؟.براغاتي كيه. بي المصدر: الشرق الاوسط…* خدمة «نيويورك تايمز»،

khalil المحرر يونيو 8, 2025

Recent Posts

  • ساطع نورالدين سلاح “الدرون” الذي يمنع الحرب ..أو يشعلها……المصدر :صفحة الكاتب
  • العلاقات المصرية-الإيرانية… تقدم حقيقي أم خلافات متجذرة؟.عمرو إمام……….المصدر : المجلة
  • سلام هشّ في جنوب آسيا ……… كاسوار كلاسرا……..المصدر : المجلة
  • “الحرب المؤجلة” بين ترمب وماسك… محطاتها وأسلحتها……طارق راشد…المصدر : المجلة
  • “كرنفال الثقافات” في برلين: في تعزيز ثقافة التنوع…….. سوسن جميل حسن…المصدر : ضفة ثالثة

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • ساطع نورالدين سلاح “الدرون” الذي يمنع الحرب ..أو يشعلها……المصدر :صفحة الكاتب
  • العلاقات المصرية-الإيرانية… تقدم حقيقي أم خلافات متجذرة؟.عمرو إمام……….المصدر : المجلة
  • سلام هشّ في جنوب آسيا ……… كاسوار كلاسرا……..المصدر : المجلة
  • “الحرب المؤجلة” بين ترمب وماسك… محطاتها وأسلحتها……طارق راشد…المصدر : المجلة
  • “كرنفال الثقافات” في برلين: في تعزيز ثقافة التنوع…….. سوسن جميل حسن…المصدر : ضفة ثالثة

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • مقالات رأي

ساطع نورالدين سلاح “الدرون” الذي يمنع الحرب ..أو يشعلها……المصدر :صفحة الكاتب

khalil المحرر يونيو 8, 2025
  • مقالات رأي

العلاقات المصرية-الإيرانية… تقدم حقيقي أم خلافات متجذرة؟.عمرو إمام……….المصدر : المجلة

khalil المحرر يونيو 8, 2025
  • مقالات رأي

سلام هشّ في جنوب آسيا ……… كاسوار كلاسرا……..المصدر : المجلة

khalil المحرر يونيو 8, 2025
  • مقالات رأي

“الحرب المؤجلة” بين ترمب وماسك… محطاتها وأسلحتها……طارق راشد…المصدر : المجلة

khalil المحرر يونيو 8, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.