–
فاز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان السبت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية أمام المرشح المحافظ المتشدّد سعيد جليلي، حسبما أفادت وسائل الإعلام الرسمية.
وأكّد الرئيس الإيراني المنتخب الإصلاحي أنّه “سيمد اليد” لجميع الإيرانيين، وقال في منشور عبر ” إكس “: “الطريق الصعب أمامنا لن يكون سهلًا إلا برفقتكم وتعاطفكم وثقتكم. أمدّ يدي لكم”، مكرّراً ما تعهّد به الثلاثاء بـ”مد يد الصداقة للجميع” في حال فوزه.
وأحصى مسؤولو الانتخابات حتى الآن أكثر من 30 مليون صوت، حصل بيزشكيان منها على ما يزيد عن 17 مليون صوت، وجليلي على أكثر من 13 مليون صوت، وفق نتائج نشرتها وزارة الداخلية.
وقالت وزارة الداخلية: “بحصوله على غالبية أصوات (الناخبين) يوم الجمعة، يصبح بزشكيان الرئيس الإيراني المقبل”. وكانت نسبة المشاركة حوالي 50 بالمئة.
وأظهرت مقاطع مصوّرة على مواقع التواصل الاجتماعي أنصار بزشكيان وهم يرقصون في الشوارع في عدد من المدن وناس يطلقون نفير سياراتهم ابتهاجاً بفوزه.
وقام السكّان في مدينة أروميه في شمال غرب البلاد، مسقط رأس بزشكيان، بتوزيع الحلوى في الشوارع.
وأدلى الإيرانيّون بأصواتهم الجمعة في الدورة الثانية من انتخابات رئاسيّة تواجه فيها بزشكيان الذي يدعو للانفتاح على الغرب، والمفاوض السابق في الملفّ النووي المحافظ المتشدّد جليلي المعروف بمواقفه المتصلّبة إزاء الغرب.
ولقيت هذه الدورة الثانية متابعة دقيقة في الخارج، إذ إنّ إيران، القوّة الوازنة في الشرق الأوسط، هي في قلب كثير من الأزمات الجيوسياسيّة، من الحرب في غزة إلى الملفّ النووي الذي يُشكّل منذ سنوات عدّة مصدر خلاف بين الجمهوريّة الإسلاميّة والغرب ولا سيما الولايات المتحدة.
ودُعي نحو 61 مليون ناخب في إيران الجمعة للإدلاء بأصواتهم في 58638 مركزاً في أنحاء البلاد الشاسعة، من بحر قزوين شمالا إلى الخليج جنوبا.
وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها عند منتصف الليل (20,30 ت غ) بعد تمديد التصويت ستّ ساعات.
في الدورة الأولى، نال بزشكيان الذي يدعو إلى الانفتاح على الغرب، 42,4% من الأصوات في مقابل 38,6% لجليلي المعروف بمواقفه المتصلّبة في مواجهة القوى الغربيّة، بينما حلّ ثالثاً مرشحّ محافظ آخر هو محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى.
وحظي بزشكيان البالغ 69 عاماً بتأييد الرئيسَين الأسبقَين الإصلاحيّ محمد خاتمي وحسن روحاني.
أمّا خصمه البالغ 58 عاما فحظي خصوصاً بتأييد محمّد باقر قاليباف الذي حصد في الدورة الأولى 13,8 بالمئة من الأصوات.
وهذه الانتخابات التي جرت دورتها الأولى في 28 حزيران (يونيو) نُظّمت على عجَل لاختيار خلف لابراهيم رئيسي الذي قُتل في حادث مروحيّة في 19 أيار (مايو.)
وجرت هذه الانتخابات وسط حالة استياء شعبي ناجم خصوصاً من تردّي الأوضاع الاقتصاديّة بسبب العقوبات الدوليّة المفروضة على الجمهوريّة الإسلاميّة.
ورغم أن الانتخابات لن يكون لها تأثير يذكر على سياسات الجمهورية الإسلامية، إلا أن الرئيس سيشارك عن كثب في اختيار من سيخلف آية الله علي خامنئي الزعيم الإيراني الأعلى البالغ من العمر 85 عاماً والذي يتخذ كل القرارات التي تخص شؤون الدولة العليا.
ومن المستبعد أن يدخل الرئيس المقبل أي تحوّل كبير في السياسة بشأن برنامج إيران النووي أو تغيير في دعم الجماعات المسلّحة بأنحاء الشرق الأوسط، إلا أنّه هو من يدير المهام اليومية للحكومة ويمكن أن يكون له تأثير على نهج بلاده في ما يتعلّق بالسياسة الخارجية والداخلية.