يستمر الحراك السياسي في دمشق على وقع وصول وفود دولية للقاء الإدارة السياسية الجديدة في سورية والتباحث معها حول الخطوات القادمة بشأن إعادة بناء البلاد بعد تخلصها من حكم نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري، في حين يستمر التصعيد في الشمال، حيث أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية (قسد)” عن تنفيذها هجوماً مضاداً على الجيش الوطني السوري في مدينة منبج، شرقي حلب.
وعلى صعيد العلاقات مع إيران التي كانت حليفاً رئيسياً لنظام الأسد، حذر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، مساء الثلاثاء، طهران من “بث الفوضى” في سورية، داعياً إياها إلى احترام إرادة الشعب وسيادة وسلامة البلاد. وكتب الشيباني، عبر حسابه بمنصة إكس: “يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها”، مضيفاً: “نحذرهم من بث الفوضى في سورية”. كما أعلنت “إدارة العمليات العسكرية”، أمس الثلاثاء، عن التوافق على حلّ جميع الفصائل العسكرية استعداداً لدمجها تحت مظلة وزارة الدفاع، وذلك عقب لقاءات جمعت قائدها أحمد الشرع مع قادة الفصائل السورية.
وعلى صعيد آخر، احتفل السوريون، أمس الثلاثاء، بعيد الميلاد وسط أجواء الفرح والأمل بمستقبل أفضل بعد عقود من القمع والمعاناة والتضييق في عهد نظام بشار الأسد، وازدانت المدن السورية بزينة العيد وأشجار الميلاد.
هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القوات الكردية المتواجدة في شمال وشمال شرق سورية بأنهم سيدفنوا في سورية إذا لم يلقوا السلاح. وقال: “إما أن يلقي المسلحون الأكراد في سورية أسلحتهم أو يدفنوا في الأراضي السورية مع أسلحتهم”.
وقال الرئيس التركي إن بلاده ستفتتح قنصلية تركية في حلب بسورية قريباً، مضيفاً “سنسمح بدخول وخروج اللاجئين السوريين لبعض الوقت، ونتوقع زيادة في حركة المرور في الصيف بمجرد إغلاق المدارس”.
أصيب ثلاثة مدنيين بجروح، اليوم الأربعاء، إطلاق نار قوات الاحتلال النار على تظاهرة احتجاجية رافضة للتوغل الإسرائيلي في بلدة سويسة في ريف القنيطرة الجنوبي.
قسد تقول إنها نفذت هجوماً مضاداً في مدينة منبج
قالت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أمس الثلاثاء، إنها شنت هجوماً مضاداً ضد الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا لاستعادة مناطق قرب الحدود الشمالية لسورية مع تركيا. وقالت روكين جمال، المتحدثة باسم وحدة حماية المرأة التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، بحسب وكالة أسوشييتد برس، إن مقاتلي “قسد” على بعد أكثر من سبعة أميال (11 كم) من مركز مدينة منبج، شرقي حلب، في هجومهم المضاد المستمر، وأضافت: “سورية الآن في مرحلة جديدة، والمناقشات جارية بشأن مستقبل البلاد… تحاول تركيا من خلال هجماتها إشغالنا بالمعارك وإبعادنا عن المفاوضات في دمشق”.
وكانت سيارة مفخخة قد انفجرت، أمس الثلاثاء، في مدينة منبج، ما أدى لمقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين بجراح، وأكد مصدر عسكري لـ”العربي الجديد”، أن كل الدلائل تشير إلى ضلوع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في تفجير السيارة المفخخة، مؤكداً أن معلومات أولية وردت إلى الفصائل العسكرية قبل عدة أيام عن إمكانية تفجير سيارة مفخخة في المدينة، مشيراً إلى عدم وجود أي معلومات إضافية حول نوعية السيارة أو المواد التي حُمّلت بها، فضلاً عن المكان الذي سيتم فيه تجهيز السيارة بالمتفجرات.
عيد الميلاد في سورية.. الأمل يضيء الأشجار والزينة
تعيش العاصمة دمشق والعديد من المدن السورية حالة من الفرح مع حلول احتفالات عيدي الميلاد ورأس السنة الميلادية، وسط جهود من المجتمع المحلي وهيئات مختلفة لتزيين الشوارع والساحات العامة بأشجار الميلاد وأعلام الثورة السورية، وسط أجواء من الحرية والحلم بمستقبل أفضل بعد عقود من القمع والمعاناة والتضييق في عهد نظام الأسد. ويتحدث كثير من السوريين عن الأجواء الإيجابية والتغييرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع بعد الخلاص من النظام السابق، وينتشر شعور بين الجميع بمساحة الحرية الكبيرة التي توفر أجواء احتفالية واسعة النطاق، مع بروز دور فئة الشباب.
حذّر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، مساء الثلاثاء، إيران من “بث الفوضى” في سورية، داعياً إياها إلى احترام إرادة الشعب وسيادة وسلامة البلاد. وكتب الشيباني، عبر حسابه بمنصة إكس: “يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامتها”، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وتابع: “نحذرهم من بث الفوضى في سورية، ونحملهم مسؤولية تداعيات التصريحات الأخيرة”.