مع إشراقة أعياد الميلاد المجيدة، حيث تحمل الأيام بشائر الأمل والسلام، نقف اليوم أمام لحظة تاريخية في مسيرة سوريا وشعبها العظيم.
لقد أثبتت الثورة السورية العظيمة ، التي انطلقت في وجه الطغيان والاستبداد . ان إرادة الشعوب أقوى من أي آلة قمع أو سلطة غاشمة ، واليوم ، بعد سقوط الطغمة الأسدية، يسطّر السوريون بدمائهم وتضحياتهم بداية عهد جديد من الحرية والكرامة.
لقد كانت سنوات النضال مليئة بالتحديات والآلام، لكنكم كنتم دائماً على قدر المسؤولية، مصرّين على تحقيق أحلامكم ببناء وطن يكون لكل أبنائه، وطن يحكمه القانون وتُصان فيه الحقوق، بعيداً عن التمييز أو الظلم أو الإقصاء.
إن سقوط نظام الاستبداد ليس نهاية المطاف، بل هو بداية طريق شاق نحو بناء سوريا الجديدة، سوريا التي تتسع للجميع وتقوم على أسس الحرية، والمشاركة، والمواطنة المتساوية.
إن هذا الانتصار ليس فقط للسوريين، بل هو انتصار للإنسانية جمعاء، ولكل من آمن بعدالة قضيتكم ووقف إلى جانبكم في مسيرة الكفاح الطويلة ، ومع كل خطوة نخطوها نحو إعادة بناء دولتنا، يجب أن نتذكر أن تحقيق العدالة الانتقالية، ومحاسبة المجرمين، وترسيخ قيم التسامح والمصالحة، هي أسس لا غنى عنها لنجاح مشروعنا الوطني والديمقراطي .
أيها السوريون الأحرار
إن إصراركم على القطع مع ماضي الاستبداد وإرساء دعائم الحرية والديمقراطية هو الضامن الوحيد لمستقبل مشرق لأجيالنا القادمة. فلنكن جميعاً يداً واحدة، نعمّر بلدنا ونبني مؤسساته، ونرسم خارطة طريق جديدة تعيد لسوريا مكانتها بين الأمم كدولة قوية وعادلة.
نهنئكم بهذا الانتصار العظيم، ونتمنى أن تكون أعياد الميلاد المجيدة فاتحة عهد من السلام والاستقرار لكل السوريين.
الرحمة لشهدائنا، والشفاء لجرحانا، والحرية لكل المعتقلين والمغيبين قسراً.
عاشت سوريا حرة أبية.
والمجد للشعب السوري البطل.
شارك المقال :