نفت تركيا عقد أي مفاوضات مباشرة مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مؤكدة أن هذا الأمر لا يمكن أن يحدث قبل أن تحل نفسها وتلقي أسلحتها.
وأكد نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا والمتحدث باسم الحزب، عمر تشيليك، عدم عقد أي لقاء رسمي بين السلطات التركية و«قسد»، وأنه لا صحة لأي تصريحات أو تقارير حول هذا الأمر.
وقال تشيليك، تعليقاً على تصريح لقائد «قسد»، مظلوم عبدي، خلال مقابلة تلفزيونية قبل أيام دون أن يشير إليه بالاسم: «لا يصح القول إننا التقينا بالسلطات التركية كما لو كان الحديث عن سلطات كيان مستقل».
وأضاف تشيليك، الذي تناول ما تردد عن هذه اللقاءات في رده على أسئلة ليل الأربعاء – الخميس، عقب اجتماع المجلس التنفيذي للحزب برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، أنه إذا ألقت هذه القوات أسلحتها يُمكن عقد اللقاء.
وبالإضافة إلى تصريح عبدي، الذي ورد في سياق مقابلة تلفزيونية الجمعة الماضي، والذي أكد فيه وجود لقاءات مباشرة، وأنه مستعد للقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، تواترت تقارير في وسائل إعلام غربية عن لقاءات جرت بين تركيا و«قسد» بوساطة أميركية.
وذكرت التقارير أن اللقاءات ركزت على بحث خفض التصعيد بينهما، ومسألة حل «قسد»، وتنفيذ الاتفاق الموقع مع حكومة دمشق في مارس (آذار) الماضي، على الاندماج في الجيش السوري الجديد وتسليم السجون والمخيمات التي يوجد بها آلاف من عناصر تنظيم «داعش» وعائلاتهم إلى الحكومة السورية.
كما تحدثت بعض التقارير عن لقاء كان يخطط له بين وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أو رئيس المخابرات، إبراهيم كالين، مع عبدي، لكن فيدان قال في مقابلة تلفزيونية، ليل الثلاثاء – الأربعاء، إن بلاده تعمل على تنفيذ اتفاق دمج «قسد» في الجيش السوري بالتعاون مع دمشق وواشنطن.
وقال تشيليك إنه تم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة السورية و«قسد»، يتضمن أن تترك الأخيرة المناطق التي تسيطر عليها للدولة السورية، مضيفاً: «الطريقة المتبعة في سوريا هي كالتالي: يقوم هذا الكيان (قسد) بحل نفسه، وتغادر عناصر حزب العمال الكردستاني (وحدات حماية الشعب الكردية التي تقود قسد) البلاد، وينضم الباقون إلى الجيش السوري».
وتابع: «اطلعنا على البيان الذي أصدره حزب (العمال الكردستاني) في 12 مايو (أيار) الماضي، واسم العملية هو (حل حزب العمال الكردستاني وتسليم سلاحه)، وقد عبر رئيسنا (رجب طيب إردوغان) عن الأمر بوضوح تام، يجب حل (منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية) بجميع هياكلها، بما في ذلك (وحدات حماية الشعب الكردية – قسد) في سوريا، وضمان نزع أسلحتها».
وقال تشيليك: «الأمر هنا هو حزب (العمال الكردستاني) وامتداداته، يتم تمويل الإرهاب من خلال هياكل غير شرعية، لذلك يجب على جميع فروع المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني) حل نفسها، ويجب أن تتم عملية نزع السلاح بشكل كامل ودون إخفاق».
وأضاف: «سيتم تأكيد ذلك من خلال الآليات التي ستُنشئها تركيا، هذه الآليات جاهزة، نريد أن نرى تقدماً ملموساً وشاملاً، الأمر لن يتجاوز أشهراً».
وشدد على أن المهم هو عدم الانحراف عن مسألة نزع السلاح، مشيراً إلى أن هناك تصريحات بين الحين والآخر، بأن «قسد» أو الوحدات الكردية لن تشارك في عملية نزع السلاح الحالية لأنها غير ملزمة لهم.
وأضاف: «هذا لا يعني شيئاً سوى أنهم جزء من المشاريع الإمبريالية، القوى العظمى تشن حروباً بالوكالة، وقلنا إننا لن نسمح بدولة إرهابية على حدودنا».
وختم تشيليك: «يقولون إن تركيا تعارض مكاسب الأكراد، فإذا كانت القضية تتعلق بمكاسب الأكراد في سوريا، فقد قال الرئيس إردوغان لرئيس النظام السابق بشار الأسد: امنحوا الأكراد حقوقهم كغيرهم، فالقضية ليست معارضة مكاسب الأكراد في سوريا، وإنما منع قيام دولة إرهابية على حدودنا الجنوبية».
مواضيع