Skip to content
أغسطس 2, 2025
  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
Video
  • Home
  • كيوم ممطر في شارع الحمرا جهاد بزي. المصدر: موقع درج
  • مقالات رأي

كيوم ممطر في شارع الحمرا جهاد بزي. المصدر: موقع درج

khalil المحرر يوليو 30, 2025

أنا أيضاً واحد ممن غيّرهم زياد الرحباني جذرياً، وممن قلّدوه كيف يحكي وكيف يسخر وكيف قد يفكر، وقدسّوا تقديساً دينياً كلّ ما يقوله. لكنّ هذا ماضٍ مضى. صورته عندي تبدّلت لاحقاً ولم أعد ذاك المراهق المستلب…

بعد منتصف الليل، أُعيد على الأصدقاء، وقد أخذتني الخفّة مجدّداً، فكرتي غير اللامعة، لكن التي أحبّ أن أخبرها بكلّ الأحوال. أنني ولا مرّة أرى “البارومتر” خالياً، مع أنه كذلك الآن. على كلّ كرسي أرى وجهاً، وفي كلّ ركن صديقة ترقص على صوت محمد منير و”نعناع الجنينة”، وفي كلّ فجر، نكون سكرنا إلى ذاك الحدّ الذي يصير كلّ شيء مبالغاً فيه، الضحك والبكاء والحبّ والكره والسياسة، والحنين، بخاصّة الحنين. أحكي عن الأثر الطيّب للمكان في النفس، طعمه الحلو في الذاكرة.

لطف ما يغمر رحلتي هذه إلى بيروت، بعد ثلاث سنوات طويلة من الانقطاع. لطف بدأ في الطائرة الأردنية التي حملتني من واشنطن، كأنما تصل بحسن الحظّ وحده إلى عمان بينما تدور في السماء، حرفياً، حرب إيرانية إسرائيلية أميركية. لطف المضيفين ولهجتهم، ولطف كلمة فلسطين على قميص الشابّة المصرية، ولطف عشرات الطلاب العائدين من أميركا بعد انتهاء برنامج التبادل، أمضوا خلاله تسعة أشهر يعيشون مع عائلات أميركية ويدرسون في ثانوياتها.

أسأل أحمد من أين هم، فيقول من مناطق متنوّعة، القدس وعكا وحيفا ورام الله. فلسطينيون إذاً، يا هلا. وحضرتك؟ لبناني. عرفتك من لهجتك يُجيب المراهق المهذّب الذي يحلم بزيارة لبنان. أنا أحلم بزيارة فلسطين أيضاً يا أحمد. حلمانا معلّقان. الطائرة لن تمرّ فوقها حتى، ستدور من فوق سيناء، وخليج العقبة، كذلك ستفعل في طريقها إلى بيروت، لن تمرّ فوق فلسطين.

أسأل ربيع الزهر السؤال الذي لا بدّ منه: “كيفو المعلّم؟”، يعرف من أقصد من دون تسمية زياد الرحباني. يرفع رأسه إلى أعلى علامة النفي: “مش منيح”، لم يعد مهتّماً. هكذا. فقد الاهتمام. لا يريد الذهاب إلى المستشفى ولا أن يأتي إليه الأطباء. لكنّ أمّه لا تتركه، تظلّ عنده.

أطمئن إلى أنها لا تزال بصحّتها ـ أمدّ الله بعمرها ـ وأطمئن أيضاً إلى أن صانعة معجزاتنا ستوفّر معجزة تشفي ابنها. أليس في راحات الأمّهات شفاء من كلّ داء؟ وصوتهن تصغي إليه السماء؟ كيف لو كان صوت فيروز؟

فجراً بتوقيت واشنطن، تبدأ الموجة بسطر يتيم على “فيسبوك”: مات زياد الرحباني. لا تدمع عيناي، لكنّ موجة ترتفع في داخلي، ويرتفع معها شريط حياتي كلّه في لمحة.

أنا أيضاً واحد ممن غيّرهم زياد الرحباني جذرياً، وممن قلّدوه كيف يحكي وكيف يسخر وكيف قد يفكر، وقدسّوا تقديساً دينياً كلّ ما يقوله. لكنّ هذا ماضٍ مضى. صورته عندي تبدّلت لاحقاً ولم أعد ذاك المراهق المستلب، وخسرت ما أمكن من صوته الراسخ في لا وعيي، وإن كان معظمنا غالباً ما يقبض على نفسه متلبّساً بسخريته أو تهكّمه، أو بمئات العبارات المقتطعة من كتابه الهائل جاهزة للاستخدام كما هي، في يومياتنا العادية.

ما لم أخسره، بل ما كسبته بالأحرى، وبقيت استمتع باكتشافه والمراكمة على هذا الاكتشاف، هي موسيقاه. هذه البهجة الخالصة التي تُحيل أغنيات مثل “عا هدير البوسطة”، و”عودك رنان”، و”راجعة بإذن الله”، و”ما شاورت حالي”، إلى سبب بسيط لكن أساسي لتعديل مزاج يوم بكامله وضبطه على إيقاعه المرح، في موازاة العذوبة الخالصة أيضاً في أغان مثل “بلا ولا شي”، و”صباح ومسا”، و”معرفتي فيك”، و”كيفك إنت” وبروفتها… وإلى آخره إلى آخره من كلّ ما تركه، ليس فيه جملتان متشابهان، كما ليس فيه ما هو عادي، من “ميس الريم” إلى جينيرك صوت الشعب وتلفزيون لبنان وإعلان لادا.

هذا الفنّان الذي يميل إلى أن يكون حزيناً، كتب أكثر الألحان بهجة في قاموس الأغاني اللبنانية، تدفعنا دفعاً إلى التلويح بالأذرع والتمايل والارتماء في رقصنا الأخرق عليها، لكن الحقيقي النابع من طرب وفرح صادقين. يدفعنا إلى الانتشاء التامّ الذي لا يحتاج إلا كأساً أخرى حتى يفيض بلا أدنى شعور بالإحراج، ما دام كلّ واحد فينا يظنّ أنه يرقص ويغنّي وحده، ولنفسه.

السيّارة التي استأجرناها في بيروت لا ترف للبلوتوث فيها، كان علينا أن نشغّل الراديو الذي قادنا إلى إذاعة جبل لبنان، وفيها وجدت ما أُمضي ساعات بالاستماع إليه أصلاً، ما اصطلح على تسميته أغاني الثمانينات اللبنانية التي كان الياس الرحباني رائدها والمايسترو المهيمن على معظمها، ألحاناً وكلمات. هذا بالتحديد ما أريد أن يرافقني في سياحتي الاغترابية خارج فقاعة بيروت… ليش عملتي هيك يا لطيفة تركتيني ورحتي معو خطيفة. حبيني شوية شوية عالموضة اللبنانية، فنجان قهوة عا بكرا وكاس زغير عشية. بتطلع سمرا بتنزل شقرا أنا وراكب بالسيارة. لكن قلبي بعدو معلق بالحلوة لي إسما تمارا.. وآه يا تمارا…

آه يا تمارا، أتمايل معها في الطريق إلى الزعرور حيث الطريق ولا أسلس منها، وحيث المطعم لا يقبل بأن يكون اسمه أقلّ لبننة من “زهر الربيع”، وصوت ملحم بركات لا ينقطع للحظة، والهَوَايات التي تردّ الروح وصنوف اللحمة النيّئة والشرفة التي تطلّ على ملكوت السماء، أو بالأحرى على هذه السلسلة الخلّابة من الجبال التي أقع في سحرها كلّ مرة، كأنني أراها لأوّل مرّة، وأحس بهذا الشعور الحلو المرّ لجمال لبنان الهائل، وسوء طالعه، لعنته المزدوجة.

لكنّه لطالما كان كذلك، جميلاً وملعوناً. ولا جديد في اكتشافات السائح المتكرّر منذ أكثر من عشر سنوات. ثم إنني لن أمتحن مشاعري كما لن أمتحن بلدي. أنا هنا للاستمتاع بوقتي إلى الأقصى، قبل أن أوضّب حقائبي، ولطف أصدقائي، وابتساماتهم، وقناني العرق البلدي التي أتتني في أشكال مختلفة من كلّ حدب وصوب، وأغادر إلى غربتي، وفي عنقي غصّة على شكل جملة ختم بها أحمد بيضون كتابه “بنت جبيل ميشيغان”، إذ يصف نفسه وهو ينحني ليرفع شيئاً سقط منه في المطار، في طريق عودته من أميركا إلى لبنان، قبل أن يرفع رأسه إلى الخلف، كي يمنع دموعاً تجمّعت في عينيه من الانهمار غزيرة.

هذا على الأقلّ ما أتذكّره من عبارة أحمد بيضون، رافقتني طوال الشهر اللبناني، أتذكّرها على شاطئ “باردامور” أو في مقاهي بدارو. كلما التقيت بأصدقاء أو ودّعتهم، وكلما وقفت تحت شمس بيروت، في أكثر تقاطعاتها ازدحاماً وغباراً وضجّة وزمامير، مأخوذاً بلحظتي البلهاء أريد ملء رئتيّ عن آخرهما بهذه المدينة.

زياد هو الذي قادني إلى هذه المدينة. موسيقاه مشت مع المراهق من الضاحية إلى الحمرا. زياد رسّخ في حنيني هذا الشارع ممطراً، أو بعد المطر بقليل، وأنا أمشي على رصيف وموسيقى هدوء نسبي في هوائه، وصوت زكريا وثريا في ركن ما من أركانه.

زياد قدّم الشارع إليّ قبل أن أعيشه، قدّمه من وجهة نظره هو. عرّفني على المدينة أو كيف ينبغي لمدينة مثل بيروت أن تكون. وهي كانت. وما عدت أعرف التمييز بين الحمرا وبين أصوات زياد العديدة واليسار، وجريدة السفير، وشارع بلس، وصوت فيروز، ووجوه الناس التي لا تنتهي، إن الثابتة في زواياه، أو تلك المتغيّرة تغيّر حاناته ومقاهيه ومطاعمه. صار الشارع مدينة كاملة، كان زياد أوّلها وآخرها. كان زياد الرحباني موسيقى شارع الحمرا التصويرية لا تتوقّف للحظة ما دمت فيه، وتنساب معي إذ أخرج منه، لكنّها تبدو كما لو أنها تتركني وترتدّ إليه لتنتظرني في الحمرا حتى أعود.

وزياد الرحباني، في الأصل، جملة موسيقى. بعد منتصف الليل بتوقيت غربتي الكئيبة، مشت هذه الجملة داخل نعشها في الشارع لآخر مرّة. جلست أتفرّج على حياتي تمرّ أمام عيني من جديد. ومن جديد وجدتني أرفع رأسي إلى الخلف كي أمنع الدموع التي تجمّعت في عيني، أو على الأقلّ أتذكّر وصف أحمد بيضون.

أعطاني كثيراً زياد الرحباني، أعطاني أكثر مما كنت أظنّ. أعطاني شعوراً بالانتماء إلى بيروت كما يراها، بيروته الخريفية الممطرة صباح يوم أحد رخو، لطالما كان مصنوعاً من موسيقى ومن صور ذهنية تختلط فيها الحقيقة بالخيال.

لكنّها بيروت مريحة، تسحب فيها كرسيك في المقهى وتجلس أقرب ما يمكن إلى رصيفها، متفرّجاً على المارّين، فتلمح كلّ الذين كنت تصادفهم هنا، وتلمح أيضاً رجلاً بحقيبة كتف كبيرة، يمشي وحده، مدخّناً، ومشغولاً عن العيون التي تحدّق به، بجملة موسيقية يكتبها ويعيد كتابتها. جملة تشبه المدينة، ومن يدري، قد تصير أغنية تغنّيها أمه.

في شهر، كان الشعور بالامتنان لودّ لبنان معي، ولطف الأصحاب يُعيد إليّ عبارة أحمد بيضون مراراً وتكراراً. الآن بحثت عنها وقرأتها من جديد، بحرفيتها. سأتركها هنا كما هي: “سقطت المجلّتان على الأرض، وحين انحنيت لألتقطهما أحسست أن دموعاً كثيرة كانت تتجمّع في رأسي طيلة النهار قد احتشدت في مقدّمه الآن، وأخذت تتهيّأ للنزول دفعة واحدة”.

طوال شهر في لبنان، ودموع كثيرة تتجمّع في عيني. لم أبكِ هناك ولا في طريق العودة إلى أميركا ولا فجراً حين مات زياد، ولا في تشييعه.

حين رأيتها تدخل إلى الكنيسة انهمرت دموعي كلّها، ولم أعلم لماذا أبكي وعلى من، ولا أريد أن أعلم. كلّ ما أعلمه، وأريد الاحتفاظ به إلى الأبد، هو هذا الإحساس بالدفء العميق في القلب، يشبه يوماً ممطراً في شارع الحمرا.

 

About the Author

khalil المحرر

Administrator

Author's website Author's posts

Continue Reading

Previous: من يعمل على إفشال السلطة الانتقالية في دمشق؟ موفق نيربية المصدر:القدس العربي
Next: برنامج إيران النووي لا يزال قائمًا.. مايكل يونغ المصدر:المدوّنة ديوان..مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط

Related Stories

  • مقالات رأي

إبادة جوّالة من الساحل إلى السويداء هل هذا القتل الجماعي حدث أم نمط؟ ياسين الحاج صالح..المصدر :موقع الجمهورية .نت

khalil المحرر أغسطس 2, 2025
  • مقالات رأي

ما تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على عشرات الدول؟ عاطف عبد الحميدالمصدر :موقع البي بي سي

khalil المحرر أغسطس 2, 2025
  • مقالات رأي

السوريون و”نعيم” الإفلات من العقاب ..عمر قدور…المصدر :موقع المدن

khalil المحرر أغسطس 2, 2025

Recent Posts

  • إبادة جوّالة من الساحل إلى السويداء هل هذا القتل الجماعي حدث أم نمط؟ ياسين الحاج صالح..المصدر :موقع الجمهورية .نت
  • إيران: السلطات تقطع أصابع ثلاثة سجناء، ما يشكّل تعذيبا ينبغي محاسبة المسؤولين جنائيا  مركز عدل لحقوق الإنسان..المصدر: موقع المنظمة
  • ما تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على عشرات الدول؟ عاطف عبد الحميدالمصدر :موقع البي بي سي
  • حيدر ششو: نريد تسليم أمن شنكال للبيشمركة المصدر :روداو…
  • مايكل” يتهيأ لدخول المشهد لبنان… وباراك أنهى مهمته؟ آية المصري…المصدر :لبنان الكبير

Recent Comments

  1. Boyarka-Inform.Com على قمة دولية في مصر حول القضية الفلسطينية السبت. الشرق الاوسط

Archives

  • أغسطس 2025
  • يوليو 2025
  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • إبادة جوّالة من الساحل إلى السويداء هل هذا القتل الجماعي حدث أم نمط؟ ياسين الحاج صالح..المصدر :موقع الجمهورية .نت
  • إيران: السلطات تقطع أصابع ثلاثة سجناء، ما يشكّل تعذيبا ينبغي محاسبة المسؤولين جنائيا  مركز عدل لحقوق الإنسان..المصدر: موقع المنظمة
  • ما تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على عشرات الدول؟ عاطف عبد الحميدالمصدر :موقع البي بي سي
  • حيدر ششو: نريد تسليم أمن شنكال للبيشمركة المصدر :روداو…
  • مايكل” يتهيأ لدخول المشهد لبنان… وباراك أنهى مهمته؟ آية المصري…المصدر :لبنان الكبير

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

You may have missed

  • مقالات رأي

إبادة جوّالة من الساحل إلى السويداء هل هذا القتل الجماعي حدث أم نمط؟ ياسين الحاج صالح..المصدر :موقع الجمهورية .نت

khalil المحرر أغسطس 2, 2025
  • الأخبار

إيران: السلطات تقطع أصابع ثلاثة سجناء، ما يشكّل تعذيبا ينبغي محاسبة المسؤولين جنائيا  مركز عدل لحقوق الإنسان..المصدر: موقع المنظمة

khalil المحرر أغسطس 2, 2025
  • مقالات رأي

ما تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على عشرات الدول؟ عاطف عبد الحميدالمصدر :موقع البي بي سي

khalil المحرر أغسطس 2, 2025
  • الأخبار

حيدر ششو: نريد تسليم أمن شنكال للبيشمركة المصدر :روداو…

khalil المحرر أغسطس 2, 2025
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.