من أمر اليوم وهو قائد للجيش في 1 آب 2024 إلى النداء الأخير وهو رئيس للجمهورية في 31 تمّوز 2025، هو ما أراده بالأمس الرئيس جوزف عون من زيارته لوزارة الدفاع في اليرزة عشيّة عيد الجيش الذي يحتفل به اليوم الجمعة.
إن كان أمر اليوم عادةً يوجَّه للجيش ضبّاطاً وعناصر، فإنّ النداء الأخير وجّهه أمس الرئيس عون لـ”الحزب” وكلّ الأطراف السياسية الفاعلة. في ندائه أراد أن يسمع أيضاً الخارج، أي الولايات المتّحدة الأميركية، ومعها اللجنة الخماسية بما تمثّله من تأثير.
راهنوا على الدّولة..
حمل نداء الرئيس عون إلى “الحزب” والقوى السياسية ثلاث نقاط لا لبس فيها ولا نقاش:
لا إلغاء لـ”الحزب” بحصريّة السلاح. هو ركن أساس في الدولة، حيث قال: “أؤكّد للمرّة الألف أنّ حرصي على حصرية السلاح نابع من حرصي على سيادة لبنان وتحرير أراضيه وبناء دولة لجميع أبنائها، وأنتم ركن أساسي فيها. عزّكم من عزّها وحقوقكم من حقوقها”.
وحدة لبنان مهدّدة في حال لم يسلَّم السلاح، إذ قال: “أنتم أشرف من أن تخاطروا بمشروع بناء الدولة، وأنبل من أن تقدّموا الذرائع لعدوان يريد استمرار الحرب علينا. فإذا تخلّينا عن الدعم الدولي والعربي، خسرنا إجماعنا الوطني”.
في مقاربة السلاح بعيداً عن لغة المنتصر والمهزوم والتهديد، قال: “أدعو القوى السياسية إلى مقاربة مسألة السلاح من منطلق وطني جامع ومسؤول، بعيداً عن الاستفزاز والمزايدات. المرحلة مصيرية ولا تحتمل الانقسام أو التصعيد”.
لا إلغاء لـ”الحزب” بحصريّة السلاح. هو ركن أساس في الدولة، حيث قال: “أؤكّد للمرّة الألف أنّ حرصي على حصرية السلاح نابع من حرصي على سيادة لبنان وتحرير أراضيه
توافق الرّؤساء الثّلاثة
الرئيس عون أكد توافق الرؤساء الثلاثة على خارطة الطريق التي ستعرض على مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل، وهي مسودة أفكار أميركية أجرى الجانب اللبناني عليها تعديلات جوهرية. وأهم النقاط فيها:
1- وقف فوري للأعمال العدائية الاسرائيلية، في الجو والبر والبحر، بما في ذلك الاغتيالات.
2– انسحاب اسرائيل خلف الحدود المعترف بها دوليا. وإطلاق سراح الأسرى.
3– بسط سلطة الدولة اللبنانية، على كافة أراضيها، وسحب سلاح جميع القوى المسلحة، ومن ضمنها حزب الله، وتسليمه الى الجيش اللبناني.
4– تأمين مبلغ مليار دولار أميركي سنويا، ولفترة عشر سنوات، من الدول الصديقة، لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وتعزيز قدراتهما.
5– إقامة مؤتمر دولي للجهات المانحة لإعادة إعمار لبنان في الخريف المقبل.
6– تحديد وترسيم وتثبيت الحدود البرية والبحرية مع الجمهورية العربية السورية، بمساعدة كل من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية والفرق المختصة في الأمم المتحدة.
7– حل مسألة النازحين السوريين.
8– مكافحة التهريب والمخدرات، ودعم زراعات وصناعات بديلة“.
أشارت مرجعيّة سياسية بارزة لـ”أساس” إلى أنّ كلمة الرئيس جوزف عون في وزارة الدفاع هي كلمة مفصليّة تعبّر عن موقف الرؤساء الثلاثة بمن فيهم الرئيس نبيه برّي لأنّ الرؤساء الثلاثة متّفقون على ضرورة الحفاظ على الاستقرار وعدم الانجرار إلى تصعيد أمنيّ جديد. كما هم متّفقون على أنّ مسألة حصريّة السلاح واقع لا يمكن تجاوزه أو التهرّب منه.
من جهته، نائب رئيس مجلس النوّاب السابق إيلي الفرزلي وصف لـ”أساس” كلمة الرئيس جوزف عون في اليرزة بالنداء الفصل باتّجاه الخارج والداخل، مشيراً إلى أنّه “شدّد على ثلاث نقاط جوهرية:
انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلّة كمدخل لخارطة الطريق.
احتكار السلاح بيد الدولة اللبنانية ومؤسّساتها.
تنفيذ القرار 1701″.
إقرأ أيضاً: جولة السّلاح 2: نقاش ولا قرار بـ “جدول زمنيّ”
تابع الرئيس الفرزلي لـ”أساس”: “يريد الرئيس جوزف عون ترسيخ السلوك في ثقافة تسليم السلاح عند “الحزب” وبيئته بعيداً عن التحدّي والمواجهة، بخاصّة أنّ السلاح ثلاثة أنواع: سلاح استراتيجي، أي الصواريخ البالستيّة والمسيَّرات، وسلاح الكورنيت، والسلاح الخفيف الذي كما يبدو لا يستأهل النقاش حاليّاً”.
أضاف الرئيس الفرزلي: “الرئيس جوزف عون أوصل أيضاً رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أنّ مسألة احتكار السلاح بيد الدولة قرار نهائي لا يمكن تجاوزه، وأنّ ضمانة ذلك هو انسحاب إسرائيل وترسيم الحدود مع سوريا، وهو ما يجري برعاية المملكة العربية السعودية التي تطمئن كلّ الاطراف في لبنان، ويفترض أنّ في مقدَّمهم “الحزب”.
نداء الرئيس جوزف عون ستُعرف نتائجه في جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل. المجتمع الدولي يريد قرارات، فهل يُنصت الجميع؟