وزير المالية البريطاني السابق نديم الزهاوي، يصف أعذار إيران لمهاجمة أربيل وإقليم كوردستان بأنها “تصرف جبان” ويقول إن وزير خارجية بريطانيا قال إنهم سيضعون إيران في مواجهة المسؤولية عن هجمات القوات الوكيلة لها على كوردستان.
وفي حوار مع موفد شبكة رووداو الإعلامية سنكر عبد الرحمن، ربط نديم الزهاوي إنهاء حرب غزة بقيام إيران “بالابتعاد عن تلك الحرب بالوكالة”، موضحاً أن المجتمع الدولي يعمل من أجل وقف القتال وبالنتيجة إقامة دولة فلسطين.
وزير المالية البريطاني السابق، وصف استهداف الحرس الثوري الإيراني منزل رجل الأعمال الكوردي بيشرو دزيي بحجة أنه كان مقراً للموساد، بأنه اتهام باطل، وقال إن من غير المنصف توجيه تهم كهذه لشخص مثل بيشرو دزيي، لكن “يبدو أن الكورد أصبحوا هدفاً مجانياً للذين لا يستطيعون القيام بغير ذلك، أي يتحدثون بالضد من إسرائيل، وبدلاً عن ذلك يهاجمون الكورد”.
أدناه نص حوار شبكة رووداو الإعلامية مع وزير المالية البريطاني السابق نديم الزهاوي:
رووداو: أود أن أبدأ بالتعقيدات التي تشهدها المنطقة حالياً. الحرب بين حماس وإسرائيل مستمرة منذ أشهر، لماذا لم يكن ممكناً إعلان وقف لإطلاق النار حتى الآن رغم الجهود الدولية المتواصلة؟
نديم الزهاوي: شكراً لرووداو على الاستضافة. صدقت عندما وصفتني على أني كوردي عزيز ووزير المالية السابق للمملكة المتحدة. عمل وزير الخارجية ديفيد كاميرون بكل ما أوتي على عدد من الأمور، أولاً، لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بأقصر وقت وأسرع طريقة، وكذلك لإيقاف القتال موقتاً لكي يكون أساساً لوقف دائم لإطلاق النار. هناك أمر آخر يضاهي هذا في الأهمية، وهو موضوع الرهائن. أعتقد أن من المهم تحرير الرهائن في أقرب وقت، وأعتقد أن هذا سيسهم في تسهيل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار. علينا أن نخرج الرهائن ونوصل المساعدات الإنسانية إلى غزة.
رووداو: لماذا لم يكن ممكناً إعلان وقف لإطلاق النار، في حين أن مصر ودولاً أخرى تريد وقف إطلاق نار إنساني لأشهر لكي يتم إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لماذا لم يتم إيقاف تلك الحرب حتى الآن؟
نديم الزهاوي: هذا العمل الذي تتولاه قطر ومصر مهم جداً في هذه العملية. علي أن أقول إن الأردن والإمارات أيضاً تلعبان دوراً مهماً في مستقبل فلسطين وإيجاد حل دائم فلسطيني يجب تحقيقه في أقرب وقت والتركيز عليه. هذا مهم. هناك تعاون كبير في هذه المسألة من جانب الحكومة البريطانية مع الدول الأكثر قرباً من الناحية الجغرافية. نحن نواصل التركيز على أن يكون لنا دور في بلوغ هذه النقطة، ليتم تحرير الرهائن وإيقاف القتال مؤقتاً ثم تحويله إلى وقف دائم لإطلاق النار والتوصل في النهاية إلى حل، بحيث يتحقق حل الدولتين في هذه الأيام المظلمة، وتولد في النهاية دولة فلسطينية حية.
رووداو: هل ستتسع رقعة الحرب؟ خاصة وأن إيران تشارك فيها بصورة غير مباشرة، مثلاً فصائل المقاومة في العراق والتي تتهم بقربها من إيران والحوثيون في اليمن وحزب الله في لبنان كذلك، هل تعتقد أن دائرة حرب غزة ستتسع أم ستجري السيطرة عليها؟
نديم الزهاوي: في نهاية الأمر يجب أن نرسخ السلام في عموم المنطقة، وهذا سيحصل فقط عندما لا تعود الفصائل الإرهابية كالحوثيين وغيرهم قادرين على مواصلة تصرفاتهم، علينا أن نقطع الأوكسجين عن الدعم الذي يقدم لتلك الفصائل. هذا سيحدث فقط عندما تقرر إيران أن تصبح طرفاً بناء وتنأى بنفسها عن الحرب بالوكالة التي تخوضها الآن في المنطقة، هذا القرار منوط بإيران.
رووداو: ما هو الدور الإيراني في التعقيدات التي تشهدها المنطقة؟
نديم الزهاوي: تحدث وزير الخارجية عن هذه المسألة وكان صريحاً جداً. قال اللورد كاميرون إننا سنضع إيران في مواجهة المسؤولية عن هجمات القوات الوكيلة لها على كوردستان وعلى ممرات الملاحة البحرية وغيرها من الأماكن. على إيران أن تفكر جيداً في موقفها من المنطقة بصورة عامة، أي ليس فقط في مستقبل شعب فلسطين الذي لا شك يحظى بنفس الأهمية.
رووداو: شكلت أميركا وبريطانيا تحالفاً لضرب الحوثيين الذين يعترضون سبيل الحركة التجارية في البحر الأحمر، إلى متى سيدوم هذا التحالف وهل ستزيد الضربات على الحوثيين؟
نديم الزهاوي: من المهم أن يدرك الحوثيون أن التحالف تشكل لحماية الطرق التجارية التي تهم العالم والتجارة العالمية كلها، فكما هي مهمة للاقتصاد الغربي هي مهمة للتجارة الصينية. سيستمر (التحالف) في منع مهاجمة ممرات الملاحة البحرية وسيتخذ كل الخطوات اللازمة. كما يتحدث رئيس الوزراء مسرور بارزاني من هنا ليتأكد من أننا سنحمي حلفاءنا في المنطقة. نحن ندين ما وقع في أربيل قبل أسابيع. السيد بيشرو دزيي كان رجلاً لا ذنب له وأعتقد أنه قتل بطريقة غير قانونية. يجب أن يحول هذا إلى رسالة نوجهها للقوى التي تعمل بالوكالة وللذين يتسببون في هذا الموت والدمار والفوضى.
رووداو: المبرر الإيراني لمهاجمة أربيل هو وجود مقرات إسرائيلية فيها، ما مدى صحة هذا؟
نديم الزهاوي: مع كل التقدير، هذه تهمة غير صحيحة. أنا أعرف بيشرو دزيي، وأعرف عائلته، هو رجل أعمال ومستثمر وكوردي عظيم. من غير العادل توجيه تهم كهذه لشخص مثل بيشرو دزيي وقتله بطريقة ظالمة. ليس هناك شيء من هذا القبيل. لكن للأسف، هذا يؤذي قلبي كثيراً، يبدو أن الكورد باتوا هدفاً مجانياً للذين لا يستطيعون القيام بغير ذلك، أي يتحدثون بالضد من إسرائيل، وبدلاً عن ذلك يهاجمون الكورد. أعتقد أن هذا أسلوب جبان جداً للتعامل في المنطقة.