جنود أوكرانيون يطلقون قذائف هاون باتجاه المواقع الروسية على خط المواجهة بالقرب من باخموت (أ ب)
ملخص
قال وزير الخارجية الأوكراني إن “الاستراتيجية القائمة على تقديم مساعدة بالقطارة إلى أوكرانيا لم تعد فاعلة”
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الجمعة إن روسيا لن تدعى إلى أول قمة للسلام مزمع عقدها في سويسرا.
وبعد محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول، قال زيلينسكي إنه قد يدعى ممثل روسي إلى الاجتماع التالي بعد بحث خريطة طريق للسلام والاتفاق عليها مع حلفاء أوكرانيين في القمة التي ستعقد في سويسرا.
قمة سلام
وأعلن أردوغان إثر استقباله نظيره الأوكراني في إسطنبول أن بلاده مستعدة لاستضافة قمة سلام بين روسيا وأوكرانيا، مؤكداً دعمه وحدة أراضي أوكرانيا.
وقال أردوغان لصحافيين وإلى جانبه زيلينسكي “نحن مستعدون لاستضافة قمة سلام تشارك فيها روسيا”. وكرر أردوغان “دعمه لسيادة ووحدة أراضي” أوكرانيا، مؤكداً أنها “حليفة استراتيجية” لبلاده. وقال “بينما نواصل تضامننا مع أوكرانيا، سنواصل العمل لإنهاء الحرب وللتوصل إلى سلام عادل يتم التفاوض في شأنه”.
من جهته أعرب زيلينسكي عن “امتنانه” لنظيره التركي، قائلاً إنه “اعترف منذ البداية (…) بوحدة أراضينا وسيادتنا، بما يشمل شبه جزيرة القرم الأوكرانية” التي ضمتها موسكو في عام 2014.
وأضاف زيلينسكي أن “أي مقترح لتسوية هذه الحرب يجب أن ينطلق من الصيغة التي تطرحها الدولة التي تدافع عن أراضيها وشعبها”. وتابع “نريد سلاماً عادلاً”.
ووضعت أوكرانيا انسحاب القوات الروسية من أراضيها كشرط مسبق لإجراء محادثات مع موسكو.
إلى ذلك، أعلن زيلينسكي أنه “سلم قائمة بأسماء مواطنين أوكرانيين، وخصوصاً من تتار القرم، تقمعهم روسيا (…) ويتم احتجازهم في سجون ومعسكرات روسية في ظروف قاسية جداً وغير إنسانية”.
وسعت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي للحفاظ على علاقات جيدة مع موسكو وكييف خلال الحرب المستمرة منذ سنتين، ويقدم أردوغان نفسه كوسيط رئيس وصانع سلام محتمل.
محادثات باءت بالفشل
واستضافت تركيا محادثات لوقف إطلاق النار بين كييف وموسكو في الأسابيع الأولى للحرب باءت بالفشل. وتريد أنقرة إحياء تلك المحادثات.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في وقت سابق هذا الشهر إن “الجانبين وصلا الآن إلى الحد الأقصى لما يمكنهما تحقيقه من خلال الحرب” مضيفاً “نعتقد أن الوقت حان لبدء حوار نحو وقف لإطلاق النار”.
والموقع الاستراتيجي لتركيا على البحر الأسود وسيطرتها على مضيق البوسفور يمنحانها دوراً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً فريداً في النزاع.
اتفاقية حبوب البحر الأسود
في يوليو (تموز) 2022 توسطت أنقرة والأمم المتحدة في اتفاقية حبوب البحر الأسود، أهم اتفاقية دبلوماسية تم التوصل إليها حتى الآن بين كييف وموسكو.
وانسحبت موسكو بعد عام من المبادرة التي أتاحت المرور الآمن للصادرات الزراعية الأوكرانية عبر البحر الأسود المزروع بالألغام، واشتكت من أن الشروط غير عادلة.
واستخدمت كييف منذ ذلك الحين طريقاً ملاحياً بديلاً على طول الساحل لتجنب المياه الدولية المتنازع عليها. وتضغط تركيا بقوة للتوصل إلى اتفاق يضمن النقل الآمن للبضائع مرة أخرى في تلك المياه.
وبعد زيارة لتركيا العام الماضي، عاد زيلينسكي إلى بلاده مع خمسة من كبار قادة كتيبة آزوف كان من المفترض أن يبقوا في تركيا حتى نهاية النزاع بموجب صفقة تبادل أسرى مع موسكو.
وقال مكتب زيلينسكي إن الرئيس الأوكراني زار الجمعة “أحواض بناء سفن، إذ يتم بناء طرادات لبحريته” والتقى ممثلي شركات تركية تعمل في الصناعات الدفاعية.
الطاقة الروسية
وعبر حلفاء تركيا الغربيون عن قلقهم إزاء علاقاتها مع موسكو. وتعتمد أنقرة على الطاقة الروسية ويتركز عليها الاهتمام مع سعي روسيا لتجنب القيود التجارية الغربية.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركات تركية عدة لمساعدتها روسيا على شراء سلع يمكن أن تستخدمها قواتها المسلحة.
ويأتي اجتماع أردوغان وزيلينسكي بعد أسبوع على لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره التركي فيدان في منتدى دبلوماسي في أنطاليا.
زيارة بوتين إلى تركيا
وكان من المقرر أن يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تركيا الشهر الماضي، لكنه أجل الزيارة بحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية وروسية عن مصادر دبلوماسية.
وقال الكرملين إنه سيعيد جدولة الزيارة، لكنه لم يحدد موعداً لذلك.
تضاؤل المساعدات
من جهته، حذر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الجمعة، الدول الغربية من تضاؤل المساعدة التي تقدمها إلى بلاده، مؤكداً أن تسليماً منتظماً للمعدات العسكرية سيتيح تجنب توسع الحرب خارج أوكرانيا.
وقال كوليبا خلال زيارة إلى فيلينوس إن “الاستراتيجية القائمة على تقديم مساعدة بالقطارة إلى أوكرانيا لم تعد فاعلة”.
وأضاف بعدما التقى نظراءه في فرنسا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا “إذا استمرت الأمور على هذا النحو فلن ينتهي هذا الأمر بصورة جيدة بالنسبة إلينا جميعاً”. ودعا إلى تزويد بلاده بما تحتاج إليه من أسلحة وذخائر “من دون قيود وفي الوقت الملائم للتأكد من انتصار أوكرانيا على روسيا”.
إلى ذلك، أكد حاكم منطقة خاركيف (شمال شرقي أوكرانيا) أوليغ سينيغوبوف الجمعة على تطبيق “تيليغرام” مقتل شخصين في الأقل في هجوم بطائرة مسيرة استهدف سيارة.
وفي روسيا، قتل شخصان وأصيب ثالث بجروح خطيرة الجمعة في قصف أوكراني بطائرات مسيرة على قرية في منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا، والتي تتعرض بانتظام لإطلاق نار، كما أعلن حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف على تطبيق “تيليغرام”.