رفض بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، مقترحاً تقدمت به حركة “حماس” بشأن هدنة لستة أسابيع في قطاع غزة تشمل تبادل أسرى على مراحل، في حين وافق رئيس الحكومة الإسرائيلية على خطط العملية العسكرية المرتقبة في مدينة رفح.
اقتراح “حماس”
وقال مسؤول في “حماس” إنّ الحركة قدّمت إلى الوسطاء مقترحا للتهدئة في قطاع غزة، يقوم على مرحلتين ويفضي في النهاية إلى وقف دائم لإطلاق النار في الحرب مع إسرائيل.
وتتضمن المرحلة الأولى بشكل خاص، بحسب المصدر، هدنة لستة أسابيع والإفراج عن 42 أسيراً إسرائيلياً من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى لقاء إطلاق معتقلين فلسطينيين.
ووفقاً للمقترح، فإنّ عدد السجناء الذين طالبت “حماس” بالافراج عنهم يتراوح بين 700 إلى ألف أسير فلسطيني، منهم مئة من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية”.
ويجب أن تفضي المرحلة الثانية إلى الانسحاب الكامل من قطاع غزة والإفراج عن جميع الأسرى لدى الحركة مقابل عدد متفق عليه من السجناء الفلسطينيين.
وقالت “حماس” إنه سيتم “الاتفاق على الموعد النهائي لوقف إطلاق النار الدائم بعد انتهاء المرحلة الأولى، ويتم الاتفاق على الموعد النهائي للانسحاب من قطاع غزة بعد انتهاء المرحلة الأولى”.
وأضافت أنه سيتم “الإفراج عن جميع المعتقلين من الجانبين في المرحلة الثانية”.
نتنياهو يرفض… ويستعد لمهاجمة رفح
في المقابل، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إنّ موقف “حماس” الجديد يستند إلى “مطالب غير واقعية وبلا أساس”.
وأضاف أنّ نتنياهو وافق على خطط العملية العسكرية في رفح، وتجهيز الجيش الإسرائيلي للجانب العملياتي ولإجلاء السكان.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنّ الولايات المتحدة بحاجة إلى رؤية خطة واضحة وقابلة للتنفيذ بشأن رفح تشمل إبعاد المدنيين عن طريق الأذى.
وأضاف بلينكن، في تصريح للصحافيين في النمسا، أنّ الولايات المتحدة لم تطلع بعد على خطة العملية العسكرية.
بدورها، حذّرت الرئاسة الفلسطينية من قرار الحكومة الإسرائيلية القيام بعملية عسكرية في رفح.
وطالب الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بالتدخل سريعاً “لمنع مثل هذا العدوان الخطير الذي يضاعف من معاناة سكان القطاع”.
وأضافت: “نؤكد على موقفنا الرافض وبشكل قاطع لمنع وقوع أي تهجير للفلسطينيين من غزة ونعتبر ذلك خطا أحمر”.
وشددت الرئاسة الفلسطينية على ضرورة “وقف العدوان وانسحاب جيش الاحـتلال من قطاع غزة، وإلزام إسرائيل بتطبيق قرارات الشرعية الدولية”.
في الوقت نفسه، كشف مكتب نتنياهو أنّ وفداً إسرائيليّاً سيغادر إلى الدوحة بعد أن تناقش حكومة الحرب الموقف الإسرائيلي النهائي من مقترح “حماس”.
ولاحقاً، نقلت “القناة 12” العبرية عن مسؤولين إسرائيليين قولهم عقب الاجتماع إنّ “حماس تجعل المفاوضات الحقيقية صعبة للغاية، وإسرائيل تستعد لكل الاحتمالات”.
وتحاول قطر ومصر تضييق هوة الخلافات بين إسرائيل و”حماس” بشأن الشكل الذي يجب أن يبدو عليه وقف إطلاق النار في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تدفع ربع سكان قطاع غزة إلى آتون المجاعة.
وتلقت “حماس” في شباط (فبراير) مسودة مقترح من محادثات للهدنة جرت في باريس وتضمنت وقفا لمدة 40 يوما لجميع العمليات العسكرية وتبادل السجناء الفلسطينيين بالأسرى الإسرائيليين بمعدل 10 إلى واحد، وهي نسبة مماثلة لما ينص عليه مقترح وقف إطلاق النار الجديد.
ورفضت إسرائيل أيضا مسودة هذا المقترح وقالت إن هدفها طويل الأمد هو عدم إنهاء الحرب قبل القضاء على “حماس”. وتصر الحركة الفلسطينية على أن أي اتفاق لا بد أن ينهي الحرب.
وقالت “حماس” في وقت متأخر من أمس الخميس إنها قدمت للوسيطين مصر وقطر “تصورا شاملا.. لوقف العدوان على شعبنا في غزة وتقديم الإغاثة والمساعدات له، وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم ، وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع”.