إسرائيل مصمّمة على أن تمضي بالحرب، وقد انتشر في موازاة ذلك احتمال استخدام عدد من الأسلحة في حرب الأنفاق، من غاز الأعصاب إلى القنبلة الإسفنجية وغيرهما. ونستعرض  في هذا التقرير، أنواع الغازت السامة التي قد تستخدمها إسرائيل، بالإضافة إلى عدد من الأسلحة والمركبات الأخرى التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في حربه المدمّرة على غزّة

مشاهد الدمار في غزة مروّعة وأطنان الصواريخ والقذائف على القطاع خلفت دماراً لم يسبق أن عاشه في حروب إسرائيل الأربع السابقة. اليوم، تدخل الحرب الإسرائيلية على غزة أسبوعها الثالث، وتنتقل من مرحلة إلى أخرى ومن شكل إلى آخر، مع ارتفاع أعداد الضحايا الفلسطينيين إلى أكثر من 8000 بحسب وزارة الصحة في غزة.

ترجّح التصريحات والتحليلات العسكرية أنّ الحرب في غزة خلال الفترة المقبلة ستكون حرب أنفاق، مع ضبابية موعد العملية البرية وآفاقها واحتمالات تأجيلها لصالح تكتيكات حرب أخرى.

موقع  البريطاني، نسب الى مصدر رفيع المستوى، أنّ الإعلان عن تأجيل الغزو البري هو جزء من حملة تضليل لتتمكّن القوات الإسرائيلية من تحقيق عنصر المفاجأة في الغزو. وتوقّع المصدر  “أن تُغرق إسرائيل أنفاق غزة بغاز الأعصاب والمواد الكيميائية تحت مراقبة قوات خاصة أميركية في إطار هجوم مفاجئ على قطاع غزة”.

الكلفة المباشرة للحرب على إسرائيل هي 246 مليون دولار يومياً، وفق ما قال ، في بثّ إذاعي للجيش، وليس لديه تقدير بعد للتكاليف غير المباشرة على الاقتصاد نتيجة استدعاء احتياطيين عسكريين كثر. إلّا أنّ تقديرات الكلفة الإجمالية للحرب على إسرائيل لا تقل عن 6.8 مليار دولار حتى الآن، وفقًا لتقديرات أولية من بنك Hapoalim، وفق

إسرائيل مصمّمة على أن تمضي بالحرب، وقد انتشر في موازاة ذلك احتمال استخدام عدد من الأسلحة في حرب الأنفاق، من غاز الأعصاب إلى القنبلة الإسفنجية وغيرهما. ونستعرض  في هذا التقرير، أنواع الغازت السامة التي قد تستخدمها إسرائيل، بالإضافة إلى عدد من الأسلحة والمركبات الأخرى التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في حربه المدمّرة على غزّة.

ما هو غاز الأعصاب وما خصائصه؟

تشمل أسلحة الأعصاب الكيميائية، السارين و(VX) والسومان، وهي مركبات كيميائية سامة للغاية مصمَّمة لعرقلة عمل الجهاز العصبي. هذه الأسلحة الكيميائية هي عديمة اللون والرائحة، ما يجعل اكتشافها صعباً من دون معدات متخصصة. كما أنها من أكثر المواد المعروفة سميّة، إذ تكفي كمية صغيرة منها للتسبب بإصابات بالغة أو حتى حالات وفاة. قطرة واحدة من مادة في إكس (VX) أو السارين، إذا تم استنشاقها أو احتكّت بالجلد، يمكن أن تشلّ الجهاز العصبي، ما يؤدي إلى فشل التنفس والوفاة الفورية.

في العادة، تظهر الأعراض بشكل سريع جدّاً، في غضون ثوانٍ إلى دقائق، وتشمل حالة من الارتعاش وتقلّص بؤبؤ العين، وسيلان اللعاب والتعرق الزائد وصعوبة التنفس والتشنجات وفقدان الوعي، وقد يؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلى الوفاة.

للأسلحة الكيماوية أيضاً تأثير مستدام، إذ يبقى أثرها على الأسطح لفترة، وبالتالي تشكّل تهديداً مستمراً. ونظراً الى خطرها وإمكان وقوع عدد كبير من الضحايا بسبب استخدامها، تعتبر المواد العصبية من بين أخطر الأسلحة الكيميائية، وهي محرّمة بموجب القانون الدولي، تحديداً  لعام 1993.

استُخدم غاز السارين سابقاً في سوريا في آب/ أغسطس عام 2013 في الغوطة الشرقية، حيث راح ضحيته المئات من القتلى وآلاف الإصابات.

تم تحميل بشار الأسد مسؤولية الهجوم باعتبار أنّ أنظمة الصواريخ المشاركة كانت في ترسانة الجيش السوري. إلّا أن النظام آنذاك نفى استخدام الأسلحة الكيميائية، وصرح بأنه تخلّص من ترسانته الكيميائية بموجب اتفاق 2013، كما انضم  إلى منظمة مراقبة الأسلحة الكيميائية العالمية ومقرها لاهاي بهولندا مع تصاعد الضغوط العالمية على دمشق، بحسب

اتهمت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية النظام السوري بعدد من الهجمات الكيميائية القاتلة، كان آخرها الهجوم بغاز الكلور عام 2018 على دوما.

القنابل الإسفنجية: أبرز أسلحة حرب الأنفاق؟

كتبت صحيفة التلغراف مقالًا بعنوان:“. والقنابل الإسفنجية عبارة عن حاوية بلاستيكية تحتوي على نوعين من السوائل يفصلهما حاجز معدني.

لدى رمي هذه القنبلة، يختلط السائلان، ما يحدث انفجاراً ضخماً من الرغوة التي تنتشر بسرعة وتتحوّل إلى مادّة صلبة تتمكّن من إغلاق الفجوات أو مداخل الأنفاق التي قد يخرج منها مقاتلو حماس.

إلّا أنّ التعامل مع هذه القنابل ليس سهلاً. إذ ذكرت صحيفة التلغراف، ونقلت عنها أنّ عدداً من الجنود الإسرائيليين فقدوا بصرهم لدى استخدام القنبلة. ولم تعلّق قوات الدفاع الإسرائيلية على استخدام ما يسمى “بقنابل الإسفنج”، بحسب المقال.

هل تستخدم إسرائيل الروبوتات؟

ذكر مقال التلغراف أيضاً، أنّ إسرائيل قد تلجأ الى الروبوتات والطائرات من دون طيار للمساعدة في استكشاف الأنفاق، ولكن حتى الآن، كانت هناك صعوبات في تشغيل هذه الأجهزة تحت الأرض.

شركة Roboteam الإسرائيلية طوّرت IRIS، وهي طائرة من دون طيار صغيرة يمكن رميها والتحكم بها عن بُعد عبر عجلات كبيرة. وتُعرف باسم “الروبوت القابل للرمي”، تسخدمها قوات العمليات الخاصة، إذ تبثّ صوراً إلى جهاز التحكم والتشغيل من موقع آمن.

إلى جانب IRIS، طوّرت شركة Roboteam الجهاز MTGR، وهو “روبوت تكتيكي أرضي صغير” يمكنه تسلّق السلالم ومصمّم ليتم تشغيله من الجنود في المباني والكهوف”، وفق تحقيق التلغراف.

قد يتم أيضاً استخدام ميكرو الطائرات من دون طيار لغرض الاستطلاع، والتي يمكن حملها بيد واحدة، ولكنها ستواجه المشكلة نفسها عندما تضعف إشارة الراديو. بعض الأجهزة يمكن تزويدها بأسلحة وتتمكّن من التفجير.


قنابل الفوسفور الأبيض

قنابل الفوسفور ليست مرتبطة بحرب الأنفاق، إلّا أنّها سلاح تلجأ إليه القوات الإسرائيلية في حربها على غزّة وفي استهدافها المناطق الحدودية في لبنان.

تُعرف قنبلة الفوسفور بقدرتها على الاحتراق بشكل شديد وتسبب أضراراً جسيمة من خلال خصائصها الحارقة وإطلاق الدخان السام. من أبرز خصائص الفوسفور الأبيض، أنّه قابل للاشتعال بشكل كبير ويحترق بسرعة عند تعرضه للهواء. عند الاشتعال، ينتج حرارة مكثفة وضوءاً أبيض ساطعاً، ما يجعله فعالاً في إشعال النيران. كما يحترق عند درجة حرارة مرتفعة للغاية، ما يمكن أن يتسبب في حروق خطيرة لأي شخص قريب من الانفجار. وهو يُعتبر من الأسلحة الخطيرة، إذ يمكن أن يشتعل تلقائياً عندما يتعرض للهواء، وقد يستمر في الاحتراق حتى تحت الماء.

ذكر في 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أنّ استخدام إسرائيل الفوسفور الأبيض في العمليات العسكرية في غزة ولبنان يعرض المدنيين لخطر الإصابات الخطيرة والمزمنة، وذلك بعدما تحقّقت المنظمة من مقاطع الفيديو التي التُقطت في لبنان وغزة في 10 و11 تشرين الأوّل 2023، تظهر انفجارات جوية متعددة من الفوسفور الأبيض الذي “له تأثير حرق كبير، ويمكن أن يحرق الناس بشكل خطير ويشعل البيوت والحقول والأشياء المدنية الأخرى المحيطة بالنيران. استخدام الفسفور الأبيض في غزة، واحدة من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في العالم، يزيد من خطر تعريض المدنيين وينتهك حظر القانون الإنساني الدولي على تعريض المدنيين لخطر غير ضروري”.

الفوسفور الأبيض ليس محظوراً دوليّاً كسلاح كيميائي في اتفاقية الأسلحة الكيميائية (CWC)، إذ له في ساحات المعارك، ولكن تضع الاتفاقية قيوداً على استخدامه. أمّا البروتوكول الثالث لاتفاقية حظر استخدام بعض الأسلحة التقليدية (Convention on the Prohibition of Use of Certain Conventional Weapons)، فيعتبر الفوسفور الأبيض سلاحاً إشعاليّاً ويحظر استخدام هذه الأسلحة ضد الأهداف العسكرية الموجودة بين المدنيين، إلّا أنّ إسرائيل لم توقّع على هذه الاتفاقية.

يُحظر استخدام الفوسفور الأبيض ضد المدنيين للأسباب التالية:

إلحاق ضرر غير محدّد، ما قد يؤدي إلى وقوع ضحايا مدنيين وتدمير واسع النطاق للممتلكات.

يمكن أن يتسبب الفوسفور الأبيض في إصابات بشرية فظيعة، بما في ذلك حروق عميقة وأضرار للأعضاء. ولا تقتصر آثاره على الأضرار المباشرة بل يمكن أن تتسبب في معاناة طويلة الأمد.

تنجم عنه آثار بعيدة الأمد على البيئة، من بينها تلوّث مصادر المياه.

قنابل MK الغبية!

تلجأ القوات الإسرائيلية إلى استخدام قنابل الـ MK، أميركية الصنع، في حربها على قطاع غزّة. من أبرز أنواع هذه القنبلة، قنبلة MK-84 المعروفة باسم “المطرقة” بسبب قوتها الكبيرة. وتُسمّى بالقنابل الغبية لأنّها قنبلة تُرمى من دون توجيه.

من أبرز خصائص هذه القنبلة أنّها:

صُممت أساساً كقنبلة عامة من دون توجيه.

هي القنبلة الأكبر من سلسلة قنابل الـ Mark 80 التي صُنّعت عام 1950 .

تعدّ واحدة من القنابل الغبية لأنّها لا تحتوي على نظام توجيه.

تُلقى القنابل الغبية من الطائرة وتهبط أينما تقودها الجاذبية.

وزنها 2000 باوند، أي نحو 907 كيلوغرامات.

45 في المئة من وزنها الإجمالي أي 945 باونداً (408 كلغ) عبارة عن مادة التريتونال عالية الانفجار.

بحسب الارتفاع الذي تُلقى منه، باستطاعة الـ MK84 أن تسبّب حفرة بعرض 50 قدماً أي 15.24 عرض و36 قدماً، أي نحو 11 متراً عمقاً.

القنبلة قادرة على اختراق ما يصل إلى 15 إنشاً من المعدن أو 11 قدماً من الإسمنت.

أبرز الدبابات الإسرائيلية

في ما يتعلّق بالمركبات، تبقى المركبة الإسرائيلية الأهم هي الميركافا بأجيالها المختلفة، لا سيّما الجيل الرابع، ولطالما استخدمتها إسرائيل في حروبها، وقد دخلت الخدمة في عام 2004.

في، كشفت وزارة الدفاع وجيش الدفاع الإسرائيلي عن الدبابة الرئيسية الجديدة للجيش، وهي الجيل الخامس من دبابة ميركافا، وتعدّ الأشهر والأهم إسرائيليّاً، وتُدعى مركبة باراك. وقد تمّ إطلاقها بعد خمس سنوات من التطوير. وتتضمن الدبابة أنظمة طوّرها سابقاً عدد من شركات الدفاع الإسرائيلية.

وفق، مجرّد أن تتلقى قوات الدفاع الإسرائيلية (IDF) الأمر بالتقدم، سيكون بإمكانها استعمال دبابات ميركافا IV والنسخة الأحدث، مارك V باراك. يتم إنتاج هذه الدبابات وتجميعها بالكامل في إسرائيل، باستثناء بعض القطع الألمانية والأميركية والبلجيكية. وتتضمن هذه المركبات الهجومية كاميرات ومستشعرات متقدمة لاكتشاف التهديدات المحتملة؛ كما أنها تحتوي على جهاز كمبيوتر يستخدم الذكاء الاصطناعي ونظاماً يُسمى “تروفي” الذي يعمل كدرع ضد الهجمات بالصواريخ.

الدبابة التي يهدّد بها الإسرائيليون بقيام الغزو البري على غزّة، هي D9R المعروفة بـ Teddy Bear. تبلغ قيمة دبابات “تيدي بير” مليون جنيه استرليني، أمّا وزنها فنحو 62 طنّاً ويبلغ ارتفاعها أربعة أمتار وعرضها وطولها ثمانية أمتار.

“تيدي بير” من صناعة شركة “كاتربيلر” الأميركية. ومن المقرّر أن تقود هذه المركبة الغزو البرّي المتوقّع على غزة، نظراً الى قدرتها على امتصاص النيران وتمهيد الطريق في الشوارع المزدحمة والمفخّخة.

وفق

تتمتع D9R بوظائف لا تعد ولا تحصى وخبرة واسعة في ساحة المعركة، لا سيما في غزة – فقد لعبت دوراً محورياً في الهجوم الإسرائيلي على القطاع في 2008/2009. وتتمثل مهامها الأساسية في إخلاء الأفخاخ المتفجرة والعوائق لفتح الطريق أمام الجنود، بالإضافة إلى بناء مواقع دفاعية للقوات للاحتماء خلفها.