غني عن البيان بأن السياسين الكرد في سوريا وعلى مر السنوات الماضية كانوا احد الأسباب في مآلات الوضع الكردي السورى لأنهم عاشوا التيه والتذبذب ومارسوا السياسة بوجهين ، ولم يوفوا بوعودهم أو يحققوا النجاحات التي كانوا يسعون إليها . …! وهذا لا يعفي عامة الشعب أيضاً ، فهم شركاء حقيقيون في الآثام التي وقع السياسيون فيها لأنهم لم يحاولوا أن يكونوا جزءا من مسار الأحداث ، ولم يتدخلوا في تكوين المستقبل . فقد قبلوا أن يكون الحزبيون اسياداً لهم دون مساءلة . دون أن ننسى دور الظروف الموضوعية في تأبيد هذه السيطرة وفي جعل المواطن عدواً لنفسه ولعالمه ومجبراً على الاستسلام والتخلي عن طموحاته القومية والديمقراطية ليتحول إلى مجال البحث عن تأمين لقمة عيشه ، والعمل من أجل النهب ، والركض وراء الربح السريع وفتح محلات الصرافة واقامة المشاريع تاركاً العمل في الشأن العام وتقرير مصير المنطقة للاحزاب وقياداتها مما شكل بداية الانفصال والانقسام في المجتمع الكردي عبر سيطرة الروح العسكرية في مختلف أوجه الحياة بدءاً من اللغة إلى الموسيقى إلى التربية والمدرسة والعلاقات العائلية كلها اتخذت هذا الطابع ، وقد استخدم التبرير والالهاء وخلق الأزمات سياسةً في بسط النفوذ وتأكيد السيطرة مما خلق نمطاً من الإنسان الانتهازي – الوصولي- المتسلق – الممتلئ بعدم الاحساس بالمسؤولية ..!
علينا أن نثق بأنفسنا وان نجتهد في تمالك أنفسنا في مواجهة اسوأ الاحتمالات وان نعلم بانه مهما كثرت الاتجاهات الهدامة في هذا المجتمع فسيبقى أصحاب المبادئ والمواقف هم الاقوى والابرز وسيقف الشرفاء في هذا الوطن إلى جانبهم ، ولديهم الكثير من الأعمال التي ينبغي أن يقوموا بها لأن الفصول النهائية هي أهم وأعظم بكثير من الاولى …
آن الأوان أن نصحوا من سباتنا ونوحد صفوفنا ونوجه قبضاتنا نحو اعدائنا ونحو كل العناصر الفاسدة والمخربة …
علينا أن لا نيأس وان لا نفقد الأمل …!