ملخص
شدد وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس على وجوب “دعم الأوكرانيين طوال الوقت، وليس فقط بشكل دوري”، لافتاً إلى أن حزمة المساعدات العسكرية الأميركية بقيمة 60 مليار دولار “استغرقت وقتاً طويلاً لتمريرها في الكونغرس”.
اعتبر وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس الأربعاء أن المكاسب التي حققتها روسيا في منطقة خاركيف بأوكرانيا يجب أن تكون بمثابة “جرس إنذار”، مضيفاً أن حلفاء كييف “صرفوا انتباههم” عن أحداث الحرب.
وأحرز الجيش الروسي تقدماً في المنطقة الشمالية الشرقية مستفيداً من نقص الجنود والذخائر الذي يعانيه الجيش الأوكراني.
وكانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية بطيئة في توفير الإمدادات العسكرية الموعودة للجيش الأوكراني.
وقال شابس لشبكة “سكاي نيوز”، “آمل حقاً أن يكون مسموعاً الآن جرس الإنذار الذي حاولنا أن نطلقه”، وأضاف “هذه ليست حرباً يمكنك أن تكون فيها متنبهاً تماماً ثم تغلق أذنيك أو ربما تصرف انتباهك لنزاع مختلف ثم تتوقع أن لا يتغير شيء على الأرض”.
وشدد الوزير البريطاني على وجوب “دعم الأوكرانيين طوال الوقت، وليس فقط بشكل دوري”، لافتاً إلى أن حزمة المساعدات العسكرية الأميركية بقيمة 60 مليار دولار “استغرقت وقتاً طويلاً لتمريرها في الكونغرس”.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن هذا الأسبوع أثناء زيارة لأوكرانيا إن المساعدات الأميركية ستحدث “فرقاً حقيقياً” في النزاع.
بوتين في الصين
يأتي ذلك بينما وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى بكين في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس لإجراء محادثات يأمل الكرملين أن تؤدي إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية بين أقوى خصمين جيوسياسيين للولايات المتحدة.
وأعلنت الصين وروسيا شراكة “بلا حدود” في فبراير (شباط) 2022 عندما زار بوتين بكين قبل أيام فقط من إرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا مما أدى لاندلاع أعنف حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وباختياره للصين لتكون أول وجهة خارجية له بعد أدائه اليمين لفترة رئاسية جديدة من ست سنوات ستبقيه في السلطة حتى عام 2030 في الأقل، يرسل بوتين رسالة للعالم يؤكد فيها أولوياته وعمق علاقته الشخصية مع الرئيس الصيني شي جينبينغ.
وأشاد بوتين في مقابلة مع وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بشي لدوره في بناء “شراكة استراتيجية” مع روسيا قائمة على رعاية المصالح الوطنية والثقة المتبادلة العميقة.
وقال بوتين “إن المستوى العالي غير المسبوق للشراكة الاستراتيجية بين بلدينا هو الذي أوقع اختياري على الصين كأول دولة أزورها بعد تولي منصبي رسمياً كرئيس لروسيا الاتحادية”.
وأضاف الرئيس الروسي “سنسعى لوضع الأساس لتعاون أوثق في مجال الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والفضاء والطاقة النووية السلمية والذكاء الاصطناعي ومصادر الطاقة المتجددة وغيرها من القطاعات المتطورة”.
وسيشارك بوتين (71 سنة) وشي (70 سنة) في أمسية احتفالية بمناسبة مرور 75 عاماً على اعتراف الاتحاد السوفياتي بجمهورية الصين الشعبية التي أعلنها ماو تسي تونغ عام 1949.
ويحاول الرئيس الروسي الحصول على دعم أكبر لجهوده الحربية في أوكرانيا.
وأظهرت صور بثها التلفزيون الروسي استقبال مسؤولين صينيين وحرس الشرف بوتين لدى نزوله من طائرته في بكين نحو الساعة الرابعة والنصف فجرا بالتوقيت المحلي (20:30 ت غ).
ويشكل العملاق الآسيوي شريان حياة اقتصادي شديد الأهمية لروسيا التي تعاني عقوبات غربية فرضت على خلفية هجومها العسكري في أوكرانيا.
بعد عودته أخيراً من جولة في فرنسا وصربيا والمجر، دافع شي جينبينغ عن الحق في إقامة علاقات اقتصادية طبيعية مع روسيا المجاورة. وتستفيد الصين خصوصاً من واردات الطاقة الروسية الرخيصة.
ابتكارات عسكرية
دعا بوتين حكومته مجدداً الأربعاء إلى الابتكار في الإنتاج العسكري للانتصار على أوكرانيا، وقال خلال اجتماع بثه التلفزيون الروسي مع كبار الضباط ووزير الدفاع الجديد أندريه بيلوس “على رغم إنجاز الكثير لا يزال هناك الكثير يتعين القيام به في مجال الإنتاج الدفاعي”.
وكانت المرة الأولى التي يظهر فيها الرجلان معاً علناً منذ تعيين بيلوسوف، المستشار الاقتصادي السابق لبوتين، الأحد في تعديل وزاري مفاجئ.
وتابع “لقد قلنا ذلك مراراً، من يتقن بسرعة أكبر أحدث وسائل الكفاح المسلح هو الذي ينتصر”، مؤكداً أن جيشه “يمتلك كل ما هو ضروري لتحقيق ذلك”.
الأسبوع الماضي دعا بوتين إلى أن تكون التكنولوجيا العسكرية الروسية “سباقة” وأقر بأن روسيا تمكنت من الحصول على الإمدادات في السوق الدولية رغم العقوبات.
وشدد الرئيس الروسي الأربعاء على أن المهمة الأساسية لوزير دفاعه الجديد ستكون تحسين الميزانية الدفاعية التي ارتفعت كثيراً عام 2024.
وطالب بأن “تستخدم هذه الأموال التي لا يستهان بها المخصصة لتطوير المؤسسة العسكرية بأكثر الطرق فعالية”.
قال بوتين أخيراً إنه راض عن تقدم الجيش الروسي في أوكرانيا الذي أعلن سيطرته على عدة مناطق في خاركيف حيث يشن هجوماً منذ أسبوع. وأضاف أن “قواتنا تعمل بشكل مستمر كل يوم على تحسين مواقعها في جميع الاتجاهات”.
ويواجه الجيش الأوكراني أمام القوات الروسية، نقصاً في الأسلحة والذخيرة بسبب تأخر المساعدات العسكرية الأميركية جراء الانقسامات السياسية في واشنطن التي استمرت لعدة أشهر قبل التوصل إلى اتفاق نهاية أبريل (نيسان).