قصف عنيف تتعرض له غزة (أ ف ب)

قصف عنيف تتعرض له غزة (أ ف ب)
يواصل الجيش الإسرائيلي التقدّم في قطاع غزة حيث أفادت ‏حكومة حركة “حماس” عن سقوط عشرات القتلى في ضربة ‏إسرائيلية جديدة على مخيم للاجئين رغم الدعوات لوقف ‏إطلاق نار ويأس  المدنيين الفلسطينيين مع مرور ثلاثين يوما ‏على اندلاع الحرب.‏

واستهدف قصف إسرائيلي مساء السبت مخيم المغازي في ‏وسط قطاع غزة، حسبما أعلنت وزارة الصحة في حكومة ‏حماس في بيان، وسط استمرار القتال الدائر بين إسرائيل ‏ومقاتلي الحركة‎.‎
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة في البيان إن “أكثر ‏من 30 شهيدا وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح ‏بعد المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مخيم المغازي في ‏وسط قطاع غزة‎”‎‏.‏
وذكرت الوزارة أن غالبية الضحايا “أطفال ونساء”، مضيفة ‏أن القصف استهدف منازل في شكل مباشر‎.‎
ولفتت حماس في بيان نشر على تليغرام إلى أن إسرائيل قصفت ‏منازل المواطنين “بشكل مباشر”، مضيفة أن “معظم القتلى من ‏النساء والأطفال”.‏
وأفاد مصور في وكالة “الأناضول” التركية بأن منزله انهار ‏جزئياً عندما ضربت غارة جوية منزل جيرانه في مخيم ‏المغازي، ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص، بمن فيهم ‏اثنان من أطفاله‎.‎
وقال محمد العلول لوكالة “فرانس برس”: “غارة جوية إسرائيلية ‏استهدفت منزل جيراني في مخيم المغازي، وانهار منزلي ‏المجاور جزئيا، واستشهد ولداي أحمد (13 عاما) وقيس (4 ‏أعوام) وكذلك أخي، بينما أصيبت زوجتي وأمي واثنان من ‏أطفالي بجروح”. ‏
وعندما سئل متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال إنه يتحقق ‏مما إذا كانت القوات الإسرائيلية تشن عمليات في منطقة مخيم ‏المغازي‎.‎
 انقسام عربي-أميركي على وقف النار
وظهرت انقسامات بين الولايات المتحدة وحلفائها العرب بشأن ‏الهجوم العسكري الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة حيث ‏قاومت واشنطن إلى جانب إسرائيل الضغوط من أجل وقف ‏فوري لإطلاق النار على الرغم من ارتفاع أعداد القتلى في ‏صفوف المدنيين الفلسطينيين.‏

وفي انقسام علني، حض وزراء خارجية عرب وزير ‏الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي على ‏إقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار. لكن بلينكن ‏رفض الفكرة قائلا إن “هذا لن يؤدي إلا إلى السماح لحركة ‏حماس الفلسطينية بإعادة تجميع صفوفهم وتكرار الهجوم على ‏إسرائيل على غرار ما حدث في السابع من تشرين الأول ‏‏(أكتوبر) الماضي”.‏

ومن المقرر أن يواصل بلينكن اليوم جولته الراهنة في الشرق ‏الأوسط وهي الثانية له للمنطقة منذ تفجر الصراع في السابع ‏من تشرين الأول (أكتوبر) عندما اقتحم مسلحو حركة حماس ‏التي تدير قطاع غزة بلدات إسرائيلية وقتلوا 1400 شخص ‏وأخذوا أكثر من 240 آخرين رهائن.‏

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأميركي إلى أنقرة ‏اليوم الأحد ويعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الأتراك في ‏اليوم التالي.‏

وتواصل إسرائيل منذ ذلك الحين قصف قطاع غزة من الجو ‏وفرضت حصارا على القطاع وشنت هجوما بريا مما أثار قلقا ‏عالميا بشأن الأوضاع الإنسانية في القطاع. وقال مسؤولو ‏الصحة في غزة أمس السبت إن أكثر من 9488 فلسطينيا لقوا ‏حتفهم منذ بداية القصف.‏

وأدى تزايد أعداد القتلى المدنيين إلى تكثيف الدعوات الدولية ‏لوقف إطلاق النار لكن واشنطن شأنها شأن إسرائيل رفضت ‏هذه الدعوات حتى الآن على الرغم من أنها سعت إلى إقناع ‏رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بقبول هدنات ‏إنسانية. ورفض نتنياهو هذه الفكرة بعد اجتماعه مع بلينكن ‏يوم الجمعة.‏

وردا على سؤال من الصحافيين عما إذا كان هناك أي تقدم ‏محرز بشأن هدنة إنسانية في قطاع غزة، قال الرئيس ‏الأميركي جو بايدن “نعم”، من دون أن يفصح عن تفاصيل.

ولم يتضح إلى متى يمكن لإدارة بايدن مقاومة مثل هذه ‏الدعوات، فقد نظم متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين احتجاجات ‏أمس السبت في عدد من المدن في أنحاء العالم منها لندن ‏وبرلين وباريس وإسطنبول وواشنطن للمطالبة بوقف إطلاق ‏النار.‏

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مؤتمر ‏صحافي مشترك مع بلينكن إن “هذه الحرب ستجلب المزيد من ‏الألم للفلسطينيين والإسرائيليين وهذا سيدفعنا جميعا مرة ‏أخرى إلى هاوية الكراهية والتجريد من الإنسانية لذا يجب أن ‏تتوقف”.‏

وقال شهود فلسطينيون إن إسرائيل استهدفت صباح أمس ‏مدرسة الفاخورة في جباليا حيث يقيم آلاف النازحين.‏

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن نتائج التحقيق الأولي تشير إلى ‏أن قواته لم تكن تستهدف المدرسة “لكن الانفجار ربما كان ‏نتيجة نيران أطلقها الجيش صوب هدف آخر”. وأضاف أن ‏الواقعة “قيد المراجعة”.‏

ورأى وزراء الخارجية العرب أن التركيز يجب أن يظل على ‏وقف الحرب وأنه من غير الممكن معرفة كيف سيبدو القطاع ‏بمجرد توقف القتال.‏

وأشار وزير الخارجية المصري سامح شكري في نفس ‏المؤتمر الصحافي الى أنه “من السابق لأوانه الحديث الآن عن ‏مستقبل غزة”. وأضاف أنه يجب التركيز الآن على ‏المساعدات الإنسانية لغزة ووقف العمليات القتالية.‏

تطويق مدينة غزة
وقال المبعوث الأميركي الخاص ديفيد ساترفيلد في أثناء ‏وجوده في عمان أمس السبت إن ما بين 800 ألف ومليون ‏شخص اتجهوا بالفعل إلى جنوب قطاع غزة، بينما يظل ما بين ‏‏350 و400 ألف في مدينة غزة وضواحيها بشمال القطاع.‏

وأمرت إسرائيل الشهر الماضي جميع المدنيين بمغادرة الجزء ‏الشمالي من قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة، والتوجه إلى ‏جنوب القطاع.‏

وأعلن الجيش الإسرائيلي السماح للفلسطينيين باستخدام ‏الطريق الرئيسي بقطاع غزة، طريق صلاح الدين، لمدة ثلاث ‏ساعات بعد ظهر أمس السبت. وكتب الجيش في منشور على ‏وسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية “إذا كنتم تهتمون ‏بأنفسكم وبأحبائكم، فاتجهوا جنوبا وفقا لتعليماتنا”.‏

وذكر عدد من السكان لوكالة “رويترز” أنهم خائفون للغاية ‏من المرور عبر هذا الطريق. ونشر كثيرون تحذيرات على ‏وسائل التواصل الاجتماعي من أن الدبابات الإسرائيلية ‏متمركزة على الطريق.‏

وذكر مسؤولون إسرائيليون لمراسل شبكة (سي.إن.إن) ‏المرافق للقوات الإسرائيلية التي توغلت حوالي كيلومتر واحد ‏داخل قطاع غزة إنهم يطوقون مدينة غزة في الجزء الشمالي ‏من القطاع المكتظ بالسكان ويعزلونه عن الجزء الجنوبي.‏

وأفادت (سي.إن.إن) بأن القتال كان “عنيفا” بالقرب من موقع ‏إسرائيلي على مشارف مدينة غزة وقالت إن الجنود ‏الإسرائيليين يخوضون قتالا مع مقاتلي حماس على بعد مئات ‏الأمتار إلى الشمال والجنوب. وأمكن سماع دوي إطلاق نار ‏كثيف في خلفية اللقطات التي تم تصويرها عند الموقع.‏‎ ‎
وقال جندي إسرائيلي للشبكة الإخبارية الأميركية “الجيش ‏الإسرائيلي سيكون هنا مهما استغرق الأمر، أسابيع أو أشهر ‏أو سنوات، إلى أن يتأكد من أن إسرائيل باتت آمنة… إذا ‏تطلب الأمر الدخول من منزل إلى منزل في غزة فهذا ‏بالضبط ما سيحدث”.‏

وتابعت شبكة (سي.إن.إن) أن القوات الإسرائيلية تواجه كمائن ‏من أنفاق تحت الأرض مضيفة أن 29 جنديا قتلوا منذ أن ‏بدأت إسرائيل هجومها البري.‏

ونقلت الشبكة عن جنود إسرائيليين قولهم إنهم يحاولون تأمين ‏ممر إنساني لمساعدة المدنيين على الفرار من القتال.‏

وقُتل ما لا يقل عن 1400 شخص في إسرائيل منذ 7 تشرين ‏الأول (أكتوبر) غالبيتهم مدنيون قضوا في أول أيام الهجمات ‏وفق السلطات. وتحتجز حماس 241 رهينة حسب الجيش‎.‎
وللمرة الأولى منذ بدء الحرب التي اندلعت إثر هجوم غير ‏مسبوق لحركة حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 تشرين ‏الأول (أكتوبر)، زار رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال ‏هيرتسي هاليفي قطاع غزة وتحدث إلى قواته التي تخوض ‏معارك ضارية ضد مقاتلي حماس‎.‎
وبعد إجلاء مئات الجرحى والأجانب ومزدوجي الجنسية من ‏غزة إلى مصر في الأيام الأخيرة عبر معبر رفح، علقت ‏حكومة حماس عمليات الإجلاء بسبب رفض إسرائيل السماح ‏بنقل جرحى فلسطينيين إلى المستشفيات المصرية‎.‎
ونسبت وكالة “بلومبرغ” إلى مسؤول أميركي أن “حماس” تستغل الاتفاق لإجلاء بعض مقاتليها المصابين.