عندما كانت نبهات دورماز تبلغ من العمر 16 عاماً، أصبحت الزوجة الثانية لابن عمتها، واستقرت في قرية تحْلَبَش في منطقة ديرك التابعة لولاية ماردين بتركيا.
وبعد أن أنجبت 7 أطفال، توفي زوجها بنوبة قلبية وواجهت عبء الحياة الثقيل بمفردها عن عمر يناهز 38 عاماً، حيث لم تملك حتى راتب زوجها المتوفى.
وتضيف لشبكة رووداو الإعلامية: “عندما كنت أحزن، أذهب إلى مكان آخر، وأخبر أطفالي ألا يحزنوا”.
لكن نبهات، مثل ملايين النساء الكورديات، سلكت طريق النضال لتصبح مثالاً عن قوة المرأة.
نشأت نبهات في بيئة ثقافية تتخذ من المثل الكوردي المأثور “الأسد أسد، سواء كان امرأة أو رجلاً” مبدأ لحياتها، حيث ارتقت لتصبح منذ سنوات مختار القرية.
بزيّها الكوردي التقليدي تقوم نبهات كل صباح بصنع الخبر المنزلي بيديها، قائلة لرووداو: “علينا أن نخدم واقع المرأة”.
ومن أجل إعالة أسرتها، قامت نبهات بتربية الماشية والطيور وعملت في الزراعة.
من هذا المنطلق، قررت المرأة الكوردية أن تصبح مختار القرية للاستفادة من الراتب المخصص لهذه المهمة، وهي الآن في طريقها إلى التقاعد.
وبيّنت أنها أصبحت مختار القرية لأول مرة في 2014 وقد بدأت تختلط مع جميع السكان، من مختلف الألوان والأعمار.
حول احتمالية أن تؤثر الاستقلالية على حياتها، علقت نبهات بالقول: “أنا امرأة كوردية ومختار القرية، لكن لم أغير زيي التقليدي قط، ذهبت به إلى الوالي، وكذلك قائممقام، وحتى رئيس الجمهورية”.
وذكرت لرووداو: “زيّنا المحلي هو رمزنا. لن نفقد أصلنا أبداً وسنبقى هكذا حتى النهاية”.
حول خدماتها لأهل قريتها، أوضحت أنها قامت “ببناء طريق للقرية، إضافة لمرفق مياه، وحديقة للأطفال، وتسييج حديقة القرية، وكذلك ساهمت في بناء مجلس عزاء”.
تتكون قرية تحْلَبَش من 15 منزلاً ويبلغ عدد سكانها 150 نسمة وهم راضون جداً عن أداء مختار القرية، نبهات.
رمزية دنك، إحدى سكان القرية، قالت لشبكة رووداو الإعلامية “إذا كان المختار رجلاً، كيف يمكننا نحن النساء أن نذهب لباب منزله ونطلب منه أن يفعل أمراً ما نيابة عنا؟”.
وأضافت: “إنها امرأة (نبهات)، نذهب إلى بابها ونطلب منها كل شيء”.
كما قال بلال دنك من القرية لرووداو: “مختارنا يقوم بعمل جيد ويؤدي واجبه بشكل أفضل من لو كان رجلاً”.
يشار إلى أنه في منطقة ديرك، يوجد 79 مختاراً، ونبهات دورماز هي المختار الأنثى الوحيدة بينهم، بينما في ولاية ماردين هناك امرأتان تعملان كمختار من أصل 699 مختاراً.