مستشار الرئيس الأميركي والمتحدث باسم مجلس الأمن الأميركي، جون كيربي، أعلن خلال حوار أجراه معه مدير مكتب شبكة رووداو الإعلامية في واشنطن، أن داعش أصبح أضعف مقارنة بالعام 2014، لكن التنظيم لا يزال “مقتدراً وعنفياً” مضيفاً أن “داعش يعمل على استعادة بعض قدراته”.
وعن فوز مسعود بزيشكيان برئاسة جمهورية إيران، قال جون كيربي: “لا نتوقع تغييراً كبيراً في تصرفات إيران” لأنه “يوجد هناك شخص واحد يتخذ كل القرارات الكبرى”، على حد قوله.
وعن إحياء الاتفاقية النووية مع إيران، قال جون كيربي: “لا أرى الآن أي طريق للعودة قريباً إلى المحادثات الدبلوماسية بشأن الاتفاقية النووية”.
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن الأميركي دعم أميركا لأوكرانيا قائلاً: “أثبت الرئيس بايدن أن الرئيس زيلينسكي سيحظى بدعم أميركا المستمر، ويعمل على هذا من القلب وسيدعمه طالما بقي في الرئاسة”.
وأدناه نص حوار شبكة رووداو الإعلامية مع مستشار الرئيس الأميركي والمتحدث باسم مجلس الأمن الأميركي، جون كيربي:
رووداو: شكراً جزيلاً جون على حلولك ضيفاً على رووداو. اليوم هو اليوم الثالث والأخير لقمة ناتو. هل استطعتم تحقيق ما أردتموه وهل وجهتم رسالة واضحة إلى روسيا والصين؟
جون كيربي: لا أعتقد أن السيد بوتين سيلتفت إلى هذه القمة في هذه الأيام إن لم يلمس رسالة واضحة مفادها أن ناتو كحلف والدول الأعضاء في ناتو سيستمرون في تحميل السيد بوتين المسؤولية عما يفعله في أوكرانيا، ويواصلون التصدي لعدوانه، والتأكيد على أن أوكرانيا ستحصل على ما تحتاجه. انظر إلى بعض بيانات هذا الأسبوع، توفير المزيد من أنظمة الدفاع الجوي، وطائرات إف-16، والتأكيد على أن أوكرانيا ستصبح يوماً ما عضواً في ناتو. يجب أن يكون هذا كله واضحاً للسيد بوتين، ويكون واضحاً تماماً للرئيس شي (الرئيس الصيني شي جين بينغ) الذي يدعم صناعة الدفاع الروسية بعدة طرق، أن الولايات المتحدة وحلفاءنا في ناتو، ليس فقط في هذا التحالف، بل أيضاً اليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وأستراليا وحلفاءنا في المحيط الهندي، ملتزمون بالتأكد من أن تنتصر أوكرانيا ويهزم السيد بوتين.
رووداو: هل ستنتصر أوكرانيا في هذه الحرب؟
جون كيربي: نعتقد أنهم [أوكرانيا] قادرون على تحقيق النصر بالتأكيد؛ أنا لا أستطيع التنبؤ بنتيجة الحرب، لكن يمكنني التنبؤ بأن الولايات المتحدة الأميركية والرئيس بايدن سيواصلان دعم أوكرانيا طالما استمرت الحرب، وقد أعلن هذا قبل قليل. كما سنفعل أيضاً كل ما في وسعنا للتأكد من انتصارهم في ساحة الحرب. أما كيف ستنتهي الحرب؟ ومتى ستنتهي؟ لا أستطيع أن أخبرك بذلك. نعتقد أن الحرب من المرجح أن تنتهي بنوع من الاتفاق عن طريق التفاوض، لكن يجب أن يحظى ذلك بدعم الرئيس زيلينسكي الذي طرح اقتراح سلام، وخطة عادلة للسلام، نؤيدها وتدعمها دول أخرى في جميع أنحاء العالم. إذا قرر الرئيس زيلينسكي أنه مستعد للحوار ونوع من التفاوض، فإن عليه أن يفعل ذلك من منطلق القوة، وسيعلم ذلك عندما يبدأ بذلك. إنه يحظى بدعم الولايات المتحدة الأميركية.
رووداو: حسناً، بينما نتحدث عن أوكرانيا، ذكرت شبكة سي إن إن اليوم أن أميركا وألمانيا أحبطتا مؤامرة روسية لاغتيال المدير التنفيذي لصناعة وتصدير الأسلحة إلى أوكرانيا. هل لديك ما تخبرني به عن هذا؟
جون كيربي: لا أستطيع تأكيد هذه التقارير ولن أخوض في تفاصيل استخباراتية. انظر، جهود روسيا التخريبية ليست جديدة، والهدف منها هو نشر الفوضى والضعف، إنهم يتصرفون بقسوة تجاه خصومهم، وهذا معروف. لذلك، يجب علينا جميعاً أن نكون يقظين للغاية، ومتحدين في مواقفنا، وأن نتأكد من محاسبة السيد بوتين على ما يفعله. هناك أمر آخر، أنا لا أؤكد هذه التقارير، لكنه (بوتين) رجل يعرف أنه تحت الضغط، ويعلم أنه يتم تهميشه أكثر في الساحة العالمية، ويطلب من إيران المساعدة في توفير المسيرات. يطلب من كوريا الشمالية المساعدة في تأمين الصواريخ الباليستية وقذائف المدفعية. يحاول الاستعانة ببعض الشركات الصينية لمساعدته، وبعضها يفعل ذلك ويقدم قطع غيار لنظام أسلحته. كشفت دول أخرى عن قواعده الدفاعية والصناعية. يعلم بوتين أنه يتعرض للضغط، ويعلم أنه مهمش، ويعلم أن اقتصاده يواجه تحديات بسبب ما يفعله ناتو وحلفاؤنا في أنحاء العالم.
رووداو: ذكرتم إيران، ومنذ فترة طويلة كنتم تقولون إن إيران تساعد روسيا في حرب أوكرانيا. تعلمون أيضاً أن إيران تطور قدراتها النووية. ما هو تقييم ناتو وأميركا لقدرات إيران النووية؟ هل تعتقدون أن رئيساً جديداً لإيران يفتح نافذة أمل وسيحدث تغييراً في البلاد؟
جون كيربي: نحن نعلم أن إيران لا تزال تستخدم أجهزة الطرد المركزي (لتخصيب اليورانيوم). لقد أعلن الرئيس بايدن ذلك بوضوح تام. لن نسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية. في الحقيقة، نحن نرغب في تحقيق هذا الهدف عن طريق الدبلوماسية، لكن لا توجد الآن أي دبلوماسية في هذا السياق. علينا أن نتأكد من أننا نمتلك القدرات اللازمة لتزويد الرئيس بخيارات. لا أجد سبيلاً للعودة إلى المحادثات الدبلوماسية بشأن الاتفاق النووي في المستقبل القريب. أما عن الرئيس الجديد، فعلينا أن نراقب ونرى ما سيفعله، رأينا بعض ما يقول، لكني أريد أن أكون صادقاً معك، لا نتوقع تغييراً كبيراً في تصرفات إيران.
رووداو: ولو القليل من التغيير؟
جون كيربي: لا نتوقع أي تغيير كبير في سلوك إيران، وسنرى ما تسعى إليه في المستقبل، لكن علينا أن نتأكد من محاسبة إيران. لقد ذكرت دعمهم لبوتين، هذا صحيح. إنهم (إيران) يدعمون حماس أيضاً، ويدعمون الحوثيين الذين ما زالوا يطلقون الصواريخ على البحر الأحمر، ويدعمون حزب الله. إيران نفسها تسببت في تعقيدات للنقل البحري في منطقة الخليج، لذا فإن توقعات الولايات المتحدة الأميركية بشأن تغير طريقة تصرف إيران قليلة، لأننا كلانا نعلم أن شخصاً واحداً يتخذ كل القرارات الكبرى هناك.
رووداو: سؤال آخر حول قمة ناتو والتهديدات التي يتعرض لها أمن المجتمع الدولي والمصالح الأميركية. ألا تظن أن ناتو يتجاهل تهديداً مثل داعش، الذي يمكن أن يبرز مجدداً في الشرق الأوسط في أي وقت. كيف تتناولون في ناتو التهديدات الثانوية في الشرق الأوسط والمناطق الأخرى والتي تؤثر على دول ناتو أيضاً؟
جون كيربي: أنا أقول، لا أحد يتجاهل تهديد داعش. أنا لا أستطيع أن أتحدث نيابة عن ناتو، لكن معظم حلفائنا في ناتو، بما في ذلك أميركا، يواجهون الآن تهديداً حقيقياً من جانب الإرهاب، بما في ذلك من داعش. لقد اتخذ الرئيس بايدن من محاربة الإرهاب أولوية، ونحن نواصل القضاء على قادة داعش في الوقت والمكان المناسبين. تنظيم داعش الآن هو شبكة إرهابية أضعف مقارنة بالعام 2014، لكنه لا يزال قديراً وعنيفاً، ويحاول استعادة بعض قدراته. لهذا السبب علينا أن نتأكد من أننا نسلط الضوء على هذه المهمة.
رووداو: سؤالي الأخير، ما سمعته خلال الأيام الثلاثة الماضية، بما في ذلك اليوم، هو قدرة الرئيس بايدن التي ألقت بظلالها على القمة، وركزت وسائل الإعلام جزءاً من اهتمامها على ذلك. هل سمعتم أي تذمر أو إشارة من قادة ناتو بشأن الانتقادات الموجهة للرئيس بايدن؟
جون كيربي: أنا فقط أقول، إن المحادثات التي يجريها الرئيس هنا والتي نجريها جميعاً هنا تدور حول قضايا تهم الحلف مثل الدفاع ووالردع والصناعة الدفاعية ودعم أوكرانيا وأنواع التحديات التي يواجهها الحلف في الـ75 سنة القادمة. هذه هي الأمور التي ركزنا عليها. تدور المحادثات حول الأمور الهامة جداً، وليس الأوضاع السياسية الداخلية للولايات المتحدة الأميركية.
رووداو: وما هو تعليقكم على اجتماعات الرئيس زيلينسكي مع مستشاري ترمب؟
جون كيربي: سأدع الرئيس زيلينسكي يتحدث عن اجتماعاته، لقد كان صديقاً جيداً وهو شريك مهم للغاية، وبلاده تتعرض للهجوم، والرئيس بايدن يحترم قيادته أثناء الحرب، وقد أثبت الرئيس بايدن مرات عديدة خلال العامين الماضيين أن الرئيس زيلينسكي سيحظى بدعم أميركا الدائم. وبعد عام ونصف، سيحظى الرئيس زيلينسكي بدعم مستمر من الولايات المتحدة، وهو يعمل على ذلك بكل إخلاص، وسيدعمه طالما ظل رئيساً.