انطلقت اليوم الثلاثاء (29 تشرين الأول)، أعمال ملتقی 2024 تحت شعار “نحو الحكم الرشيد والازدهار” في مدينة أربيل برعاية إعلامية من جانب شبكة رووداو الإعلامية، بمشاركة عدد من الزعماء السياسيين في إقليم كوردستان والعراق ونخبة من السياسيين والأكاديميين والدبلوماسيين.
وسيشارك في الجلسات الحوارية للملتقى، كل من رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني ورئيس حكومة إقليم كوردستان مسرور بارزاني ورئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني ورئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة محمد حسن.
وقال رئيس معهد الشرق الأوسط للبحوث، دلاور علاء الدين، خلال الافتتاحية: “قبل 21 سنة، أسقط النظام البائد في العراق، وقبل 13 سنة انهارت عدة أنظمة في الشرق الأوسط وأفريقيا، لكن الكثير من البلدان التي ضعفت، هي دول جوار للعراق، وهذه الشعوب التي عاشت معاً وتعايشت في ظل ثقافات متنوعة، تواجه الآن بعضها البعض، وتخوض صراعاً بسبب الأيادي الخارجية، لذلك استتباب الاستقرار في هذه البلدان ليس عملاً سهلاً”.
وأضاف: “بدءاً من النخب السياسية والثقافية وحتى المواطنين عامة، يجب عليهم السعي إلى استتباب الاستقرار في العراق، والتعاون والمساعدة في تثبيت الاستقرار، لذلك في هذا الملتقى نعلن عن مبادرة (منتدى الشام والعراق)، والذي سيكون منبراً للتفكير والعمل لما بعد الصراع، وحماية حياة وبيئة شعوب المنطقة، خاصة الطوائف الدينية والعرقية التي تعرضت للإبادة”.
وأشار إلى أن المنتدى، يهدف إلى “تشجيع التبادلات التجارية والعمل المشترك، وإعادة الإعمار وتنمية المنطقة”، مبيناً أنهم اتفقوا مع العديد من مراكز الأبحاث في بلاد الشام والعراق، على ترويج هذه الفكرة، والأمير الأردني الحسن بن طلال من أبرز المشجعين لهذه المبادرة، وفق قوله.
دلاور علاء الدين خلال إلقاء كلمة الافتتاحية
وتابع: “الملتقى الحالي يأتي بعد أيام من إجراء انتخابات برلمان كوردستان، أي في وقت مثالي للحديث مع القادة السياسيين وفهم وجهات نظرهم وستراتيجياتهم، والعمل على تهدئة موجة التنافس السابق، ورفع روح التعاون المشترك، وإرساء السلام”.
ورأى دلاور علاء الدين، أنه “ينبغي عليهم (قادة إقليم كوردستان) المحاولة في الحد من المشاكل مع بغداد وقيادة مستقبل إقليم كوردستان والمناطق الكوردستانية الأخرى ومناطق العراق نحو الرخاء وبناء الدولة والوطن، لذا سيتم إتاحة الفرصة لإجراء هذه المناقشات خلال ندوات الملتقى”.
وذكر أن الملتقى “يأتي في الشهر الذي يصادف الذكرى السنوية الثانية من تشكيل حكومة محمد شياع السوداني، التي حققت خلال هذه الفترة العديد من الانجازات وواجهت العديد من العقبات والتحديات والأزمات”.
رئيس معهد الشرق الأوسط للبحوث، أثنى على الحكومة العراقية، لتمكّنها من “الحفاظ على التوازن بشكل عام، والتركيز على برنامجها الحكومي، وإقامة علاقة جيدة وإيجابية مع إقليم كوردستان”.
ولفت إلى أن “إعادة بناء البنية الأساسية في العراق وتحسين الخدمات، يتطلب بذل جهود شاملة وخلق بيئة مواتية للاستثمار المحلي والأجنبي”.
وعن شعار ملتقى ميري هذه السنة، أعلن رئيس معهد ميري د. دلاور علاءالدين في وقت سابق لرووداو أن “الازدهار هو الهدف الذي يجب علينا جميعاً العمل لتحقيقه، فهذا حلمنا أن يكون بلدنا مزدهراً، والازدهار بحاجة إلى حكم رشيد، هذا هو الهدف الذي يجب أن نحققه في المستقبل وتمضي مسيرة نضالنا باتجاهه. الحكم الرشيد يقوم على مجموعة أسس لن يتحقق الازدهار بدونها”.
وقال د. دلاور علاءالدين: “نحن في العراق وإقليم كوردستان، مررنا بالكثير من المعاناة، وبسبب الحكم السيء عانينا الحزن والألم والمآسي والإبادة العرقية والحرمان، لهذا علينا أن نقول إنه في حال كان قرار الحكم في أيدينا فعلينا أن نمضي بهذا البلد صوب الازدهار، في حين حرم العراق وإقليم كوردستان وحتى جيراننا من الحكم الرشيد في السنوات المائة الأخيرة”.
سيضم ملتقى هذا العام العديد من المحاور التي تركز على العراق، وقد ذكر معهد ميري أن محاور ملتقى 2024، ستدور حول مواضيع عدة منها: العراق وشركائە الدوليین: تقارب الأولويات وتعزيز الشراكة، تطور العلاقة الشاملة بين الولايات المتحدة والعراق، جعل العراق قابلاً للاستثمار، هشاشة النظام السياسي العراقي، إقلیم كوردستان العراق بعد الانتخابات، مستقبل سوريا، وغيرها.