رووداو ديجيتال

استضاف ملتقى “ميري 2024” يوم الأربعاء (30 تشرين الأول 2024)، خلال أعمال اليوم الثاني جلسة حوارية حول “مستقبل سوريا: آفاق السلام وإعادة الإعمار”، ضمت عمار قحف، المدير التنفيذي لمركز عمران للدراسات الستراتيجية، وأحمد مهيدي، مستشار مركز الحوار الانساني في سوريا، وزوزان علوش، مستشارة مستقلة في التنمية والسياسة.

المدير التنفيذي لمركز عمران للدراسات الستراتيجية عمار قحف، قال إن “الوضع الحوكمي في سوريا يتضمن أربع حكومات، وهي في دمشق وادلب والمعارضة المؤقتة والادارة الذاتية”.

وأضاف عمار قحف أنه “وتحت هذا المستوى هنالك 7 الى 8 انماط حوكمة، من خلال من يحتكر السلاح ومن يتحكم بالاقتصاد ومن يقدم الخدمات”.

وبيّن أن “السويداء لديها فصائل تتحكم بالأمن، ودرعا مقسمة الى 3 اقسام تتبع كل منها الى ادارة مختلفة”، مردفاً أن “التواصل بين هذه الاطراف هش وأدى الى تجميد الوضع”.

وحذّر عمار قحف من “حصول انزلاقات في أي لحظة، خصوصاً في ظل الحرب في لبنان، وتباين الاراء بين الجهات الايرانية والنظام، والتي أدت الى مزيد من الهشاشة في الأوضاع”.

ورأى المدير التنفيذي لمركز عمران للدراسات الستراتيجية أن “ما يوجد في سوريا هو حالة تشظي غير منظم وعشوائي، في ظل وجود فواعل دولية واقليمية كثيرة”.

عمار قحف

من جانبه، قال مستشار مركز الحوار الانساني في سوريا أحمد مهيدي إن “النظام داخل سوريا يعتمد على الصمود، وبعد أكثر من عقد على العقوبات والسخط الداخلي تمكن من الصمود عبر المزيد من القمع وتقديم تنازلات انتقائية وتحالفات، وهو جاء على حساب الدولة او الحكومة”.

وأوضح أحمد مهيدي أنه “وبسبب العقبات لم يعد يمتلك النظام السوري الموارد الكافية، ولاسيما المؤسسة العسكرية، لذلك يعتمد على المليشيات التي لا تحظى بأي دعم مالي، بل تعمل لخدمة النظام”.

ورأة أن ذلك “يأتي بالسيطرة على المناطق دون تلقي الدعم بالمقابل، حيث تبحث عن تمويل نفسها من خلال أنشطة غير مشروعة، كتجارة المخدرات والسطو والسلب والتحالف مع قوى خارجية مثل ايران وروسيا”.

ولفت مستشار مركز الحوار الانساني في سوريا الى أن “شرعية النظام تنكمش يوماً بعد يوم، وهو ما يدفعنا الى السؤال الى أي درجة يستطيع النظام الصمود والبقاء في حال حصل دعم خارجي”.

أحمد مهيدي

فيما قالت زوزان علوش، وهي مستشارة مستقلة في التنمية والسياسة، إنه “بعد الانتصار على داعش كان هنالك تركيز عالمي ضخم في المنطقة، لكن بعد محاربة التنظيم لا توجد ستراتيجية، وهذا ما خلق مشكلة أمنياً واقتصادياً واجتماعياً”.

وأضافت أنه “وعند تحرير المنطقة من نفوذ ما، لابد من تقديم الافضل، لكن لم تكن هنالك ستراتيجية بعد داعش ولم يكن هنالك تعاون بهذا الصدد”.

ونوهت زوزان علوش الى أنه “تم تسليط الضوء على محاربة داعش لكن من دون معالجة ما بعده”، مشيرة الى “وجود نحو 172 الف موظف يتقاضى الرواتب شهرياً من الادارة الذاتية، عدا القوات العسكرية، وهو خلق عندنا نوعاً من النظام الريعي”.

وتابعت: “لدينا مؤسسات وهيكلية وكومينات ومجالس وبيروقراطية معينة، لكن المشكلة أنه لا توجد موارد بشرية لادارة ذلك”.

ورأت زوزان علوش أن “المشاكل في العراق هي نفسها الموجودة في سوريا، لأننا أبناء بيئة وثقافة واحدة”، معتقدة أن “الهيكلية تعاني من مشاكل وتحديات كبيرة، والعقدة موجودة في سوريا رغم الاوضاع الحالية في العراق ولبنان وغزة”.

وكشفت عن أن “نحو 92% من السوريين يعيشون على خط المجاعة، والادارة الذاتية تدير مساحة كبيرة من سوريا وأثبتت نجاحها في ذلك وتحاول تحسين الحياة المعيشية للناس”.

زوزان علوش

ونوهت زوزان علوش الى أنه “ولأول مرة بتاريخ المنطقة يتواجد الكورد في مناطق العرب وليس العكس”، عادة أن “شمال غرب سوريا يتغذى اقتصادياً على مناطق شمال شرق سوريا”.

وأضافت: “لدينا ادارة وقوات (الادارة الذاتية)، ومع الوقت سنجد حلولاً تعزز وجودنا، كذلك شمال غرب سوريا ايضاً لديه علاقات وحلول ممكن أن يجدها مع تركيا، وأيضاً مناطق النظام كذلك”.

ولفتت الى أن “منطقتين خارج سيطرة الحكومة السورية، هي شمال غرب وشمال شرق، وهما يسعون لحل سياسي في سوريا ولا يتفقون مع النظام الحكم في دمشق”.

كما رأت أن “اللامركزيات في سوريا أقوى من المركز”، مردفة أن “الادارة الذاتية تقدم المساعدات الى مناطق حلب والشهباء وغيرها لمساعدة الاهالي”.