أعلنت موسكو الأربعاء أنها ستحكم على الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب على أساس أفعاله، لا سيما فيما يتعلق باحتمال خفض الدعم الأميركي لأوكرانيا الذي يأمل فيه الروس.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: “قلنا مرارا إن الولايات المتحدة قادرة على وضع نهاية لهذا النراع”، وسيُحكم على دونالد ترامب بناء “على خطوات ملموسة”.
واعتبر بيسكوف أن الولايات المتحدة “تغذي هذا النزاع” من خلال مد كييف بالسلاح والمال منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 شباط (فبراير) 2022.
وكان الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن الداعم الرئيسي لكييف، لا سيما من خلال تسليمها شحنات ضخمة من الأسلحة سمحت لها بمقاومة الجيش الروسي الذي يفوقها قوة.
وكرر دونالد ترامب خلال الحملة الانتخابية الأميركية تنديده بدفع واشنطن مبالغ كبيرة لأوكرانيا، ووعد بإحلال السلام “خلال 24 ساعة” ووضعِ حد للحرب التي بدأها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
لا “أوهام”
ويسود قلق في أوروبا كما في أوكرانيا، من أن يجبر ترامب كييف على التفاوض مع روسيا في ظل ظروف مواتية لموسكو.
وبلغت العلاقات الروسية الأميركية أدنى مستوياتها منذ شنّت روسيا هجوما على أوكرانيا مع توجيه الكرملين اللوم للغرب على دعمه كييف.
وقال بيسكوف: “عمليا، من المستحيل أن تتدهور العلاقات أكثر. إنها في أدنى مستوياتها. وفي ما يتعلق بما سيحدث، فإن كل شيء سيعتمد على المسؤولين الأميركيين”.
وأضاف أنه “ليس على علم باعتزام الرئيس (فلاديمير بوتين) تهنئة ترامب” نظرا إلى أن الولايات المتحدة “دولة غير صديقة”. وتابع “نحن نتحدث عن دولة معادية تشارك بشكل مباشر وغير مباشر في حرب ضد دولتنا”.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء استعدادها للعمل مع الإدارة الأميركية الجديدة، لافتة إلى أن موسكو “ليس لديها أي اوهام” في شأن دونالد ترامب وأنها ستواصل سعيها الى تحقيق “كل أهدافها” في اوكرانيا.
وقبل أسبوعين، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال المؤتمر الصحافي الختامي لقمة بريكس في قازان أن ترامب تحدّث بـ”صدق” حين “قال إنه يريد بذل كلّ ما يستطيع لوضع حدّ للنزاع في أوكرانيا”.
وأكد بوتين أنّ “تطوّر العلاقات الروسية-الأميركية بعد الانتخابات سيعتمد على الولايات المتحدة”. وأضاف “إذا كانوا منفتحين، فسنكون منفتحين أيضا”.
“مساعدات أقل لأوكرانيا”
وفي موسكو الأربعاء، وافق عدد قليل من المارة على التحدّث عن الانتخابات الأميركية، وكان بعض هؤلاء حذرين في الإعراب عن الأمل في أن يؤدي فوز دونالد ترامب إلى وضع حد للنزاع في أوكرانيا.
ورأى ألكسندر (48 عاما) وهو مهندس لم يرغب بذكر اسمه الكامل، أن الملياردير الجمهوري لن يستمر في “السياسات الحالية” لواشنطن.
وقال متحدثا من وسط موسكو: “أعتقد أن (ترامب) رجل قوي، وشخصية كاريزمية”. وأضاف “سيتغيّر الوضع”.
ورأى يفغيني وهو طالب يبلغ 19 عاما أنه “ستكون هناك مساعدات أقل لأوكرانيا”.
وقال سيرغي (18 عاما) وهو طالب في مجال الهندسة المعمارية “مع وصول ترامب، آمل أن يتغيّر الوضع السياسي في العالم، ولدينا في شأن نزاعنا (في أوكرانيا)”.
ورأى روس آخرون أجريت معهم مقابلات في موسكو أن “لا شيء سيتغير”، وأكد بعضهم أنهم “غير مهتمين” بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
وتقمع السلطات في روسيا بشدة أي معارضة للهجوم على أوكرانيا أو أي محاولة “لتشويه سمعة” الجيش الروسي، وعوقب آلاف الأشخاص أو هددوا أو سجنوا لهذه الأسباب.
ويرى العديد من الروس أن أي رئيس أميركي هو عدو لروسيا.
واعتبر يفغيني وهو نحات يبلغ 70 عاما أن بين “كامالا (هاريس) أو ترامب، الأمر سيّان”. وأضاف “إنهما لا يحبان الروس”.
وقالت رئيسة مجلس الشيوخ الروسي فالنتينا ماتفيينكو: “لا ينبغي أن نبالغ في التوقعات. يبدو لي أنه لن يطرأ تغير جذري على سياسة الولايات المتحدة”.