أسفر قصف روسي لمدن أوكرانية خلال الليل عن سقوط عدد من الضحايا، وفق ما أعلنت السلطات الجمعة، بينما أكدت كييف استعادة جثث 563 جنديا من السلطات في موسكو قتل معظمهم في معارك دونيتسك.

في الأثناء، أعلن وسيطان مكلفان من روسيا وأوكرانيا ملفات حقوق الإنسان الجمعة أنهما التقيا في بيلاروسيا لبحث قضايا إنسانية، في اجتماع نادر بين ممثلين للبلدين بعد أكثر من عامين ونيف من الحرب.

يحصي عناصر الإنقاذ الأضرار في أنحاء أوكرانيا في وقت أعلن مسؤولون في كييف أن ضربة روسية استهدفت الخميس مدينة زابوريجيا الصناعية أودت بطفل ووالدته وجدته.

أفاد مراسلو فرانس برس في خاركيف، ثاني كبرى المدن الأوكرانية بأنهم رأوا عناصر الإنقاذ ينتشلون مدنيين في حالة ذعر من أبنية سكنية تعود إلى الحقبة السوفياتية تضررت جراء ضربة بينما غطاها الزجاج المهشم والحطام.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي: “خلال المساء والليل، هاجم إرهابيون مدننا ومجتمعاتنا. استُخدمت صواريخ ومسيرات وقنابل انزلاقية ضد مناطق أوديسا وخاركيف وكييف”.

وأضاف: “من الضروري أن نتحرك معا وبشكل حاسم على المستوى الدولي في كل مرة تحاول روسيا تدمير حياتنا”، مناشدا حلفاء بلاده تقديم المزيد من المساعدات العسكرية.

وأعلن سلاح الجو الأوكراني أن موسكو أطلقت خمسة صواريخ و92 مسيرة وقنابل انزلاقية على أنحاء أوكرانيا ليلا. وأسقطت وحداته أربعة صواريخ و62 مسيّرة، وفق البيان.

وذكرت السلطات في زابوريجيا التي تعرضت للقصف بعد ظهر الخميس أن حصيلة الهجوم ارتفعت إلى عشرة قتلى بينما أفادت مستشارة لمدير مكتب زيلينسكي بأن من بين القتلى ثلاثة أفراد من عائلة واحدة.

وقالت المستشارة داريا زاريفنا على وسائل التواصل الاجتماعي إن “امرأة مع طفل يبلغ عاما ونصف عام وجدته قتلوا في زابوريجيا نتيجة ضربة روسية”.

وفي خاركيف التي تستهدفها روسيا بشكل متزايد بقصف ليلي، أصيب 25 شخصا في هجمات على مناطق سكنية وتجارية في المدينة.

مخاوف بشأن المساعدات العسكرية
وجرح أربعة أشخاص قرب كييف التي تستهدف يوميا تقريبا مدى الشهر الأخير وحيث سمع صحافيو فرانس برس صفارات الإنذار من غارات جوية ودوي انفجار واحد على الأقل في العاصمة.

وليل الخميس الجمعة، قتل في مدينة أوديسا التاريخية المطلة على البحر الأسود شخص وأصيب تسعة في هجوم ألحق أضرارا بأبنية سكنية، بحسب السلطات.

وفي وقت لاحق، قالت السلطات في منطقة خيرسون الجنوبية المحتلة جزئيا أيضا إن رجلا يبلغ 74 عاما قتل بقصف روسي.

في الأثناء، أعلنت أوكرانيا الجمعة أنها تسلّمت جثث 563 جنديا من السلطات الروسية، قتل معظمهم في المعارك في منطقة دونيتسك في الشرق في أحد أكبر عمليات استعادة لجثث جنود أوكرانيين منذ اندلاع الحرب.

وقال البيان إن 320 من الرفات أعيدت من منطقة دونيتسك وقتل 89 من الجنود قرب باخموت، وهي بلدة سيطرت عليها روسيا في أيار (مايو) العام الماضي بعد معركة أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا.

وأعيدت 154 جثة أخرى من مشارح داخل روسيا، وفق البيان.

جاءت الليلة الأخيرة من الضربات الدامية في مرحلة خطيرة في الحرب التي شنها الكرملين قبل نحو ثلاث سنوات.

تخسر القوات الأوكرانية أراضي في شرق البلاد بينما تتصاعد المخاوف في كييف حيال مستقبل المساعدات العسكرية الخارجية بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وفي هذا السياق، حضّ رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الأوروبيين الجمعة على الاعتراف بالوضع الجديد الناجم عن انتخاب ترامب مجددا عبر القبول بـ”الانتقال من الحرب إلى السلام” في أوكرانيا.

وقال إن “الوضع في ميدان المعركة واضح، إنها هزيمة عسكرية” لأوكرانيا. وأضاف أن ترامب “يكره الحرب” وبالتالي، فإن “الوضع يتغير بالنسبة الينا كأوروبيين”، وذلك قبل استقباله قادة البلدان الـ27 في إطار قمة غير رسمية تستضيفها بودابست.

المساعدات “مضمونة”
تتعرّض مدينة زابوريجيا حيث تفيد السلطات بأن أكثر من 40 شخصا جرحوا في ضربة الخميس، بقصف جوي روسي متزايد في الأسابيع الأخيرة.

وقُتل ستة أشخاص في ضربة على قطاع صناعي من المدينة في وقت سابق هذا الأسبوع.

وأواخر 2022، أعلن الكرملين ضم الجزء الأوسع من منطقة زابوريجيا إلى جانب منطقة دونيتسك حيث تتقدم القوات الروسية بشكل سريع، رغم عدم سيطرتها الكاملة عليها.

في الأثناء، أفاد مسؤولون روس في المناطق الخاضعة لسيطرة موسكو في دونيتسك بأن مسيّرات أوكرانية قتلت موظفين اثنين في شركة مرافق عامة.

من جانبها، أكدت الحكومة الألمانية الجمعة أن الدعم لأوكرانيا سيتواصل رغم الأزمة السياسية التي تشهدها برلين اثر انهيار ائتلاف المستشار أولاف شولتس المكوّن من ثلاثة أحزاب.

وقالت الناطقة باسم الحكومة الألمانية كريستيان هوفمان: “من الضروري التأكيد أن المساعدات لأوكرانيا العسكرية والمالية مضمونة، وأننا نقدّم مساعدات كبيرة سواء على الصعيد الوطني أو ضمن إطار عمل مجموعة السبع”.