وسط تصعيد التوتر بين إيران والترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) على خلفية برنامجها النووي، وأيضاً في ظل غموض حول مستقبل العلاقة بين واشنطن وطهران خلال الأيام الأخيرة من عمر إدارة الرئيس جو بايدن.
برزت أسماء ثلاث شخصيات إيرانية تقود مثلث الحوار مع الغرب، هي: مستشار المرشد الأعلى، علي لاريجاني، ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، والسفير الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني.
وتشير طبيعة هذه الأسماء إلى أن طهران تقود حواراً مع الجانب الغربي يتجاوز المسألة النووية، ويشمل أيضاً القضايا الخلافية الأخرى خاصة التي تتعلق بإعادة التهدئة إلى المنطقة، ومنها إيقاف آلة الحرب في لبنان.
علي لاريجاني
أشارت وسائل إعلام إيرانية، ومنها صحيفة شرق يوم أمس الأحد، إلى احتمالية عضوية علي لاريجاني في مجلس الأمن القومي الإيراني، وأن يتم اختياره مفاوضاً إيراناً مع أميركا، ما يعني أنه يقود رأس مثلث الحوار الإيراني.
وبرز اسم لاريجاني بوصفه خياراً معتدلاً يمثل المرشد علي خامنئي، حمل رسالةً منه إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وإلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، خلال زيارته إلى سوريا ولبنان يومي الخميس والجمعة في الرابع عشر والخامس عشر من الشهر الجاري.
وخلال حواره مع موقع “خامنئي” الخميس الماضي، وجه رسالة إلى الإدارة الأميركية الحالية واللاحقة مفادها: “لا قنبلة نووية، مقابل تلبية شروط إيران!”، وأن الأميركيين ليس أمامهم أكثر من خيارين للتفاوض: العودة إلى الاتفاق النووي السابق أو التفاوض على اتفاق جديد.
وفي حواره مع وكالة تسنيم الإيرانية، نُشر الأحد الماضي، قال لاريجاني: “إن القادة العسكريين وكبار المسؤولين في إيران يستعدون للرد على الكيان الصهيوني”.
ما يعني أن هذه التصريحات التي جمعت بين الديبلوماسية واستعراض القوة، تمثل إيران في المرحلة الحالية التي تسعى للحوار مع الغرب والتهدئة في المنطقة في إطار “المرونة البطولية” التي رفع شعارها المرشد الأعلى، علي خامنئي خلال سنوات التفاوض مع الغرب.
تخت روانجي
برز اسم تخت روانجي في إطار الحوار مع القوى الغربية وإحياء محادثات جنيف النووية، فقد قال في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز البريطانية: “إن إيران أبقت الباب مفتوحاً أمام المفاوضات… إن خطة العمل المشتركة الشاملة لا تزال قادرة على أن تكون أساس المفاوضات وقد أعلنا مراراً أنه إذا استأنفت الأطراف الأخرى الالتزام بتعهداتها، فإننا أيضا على استعداد للقيام بذلك”.
وكذلك في ما يتعلق بالحوار الإقليمي، فقد شارك في الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية المشتركة لمتابعة اتفاق بكين (السعودية والصين وإيران) في العاصمة السعودية الرياض، في 19 من الشهر الجاري.
ومن المقرر أن يشارك في اجتماع جنيف الجمعة المقبلة، لعقد محادثات نووية بين إيران والترويكا الأوروبية في إطار التهدئة بعد قرار مجلس المحافظين في الذرية الدولية، الذي وضع البرنامج النووي الإيراني تحت المراقبة والتقييم حتى اجتماع مجلس حكام الوكالة القادم في آذار (مارس) 2025.
سعيد إيرواني
يمثل الضلع الثالث المكمل للحوار الإيراني، لا سيما بجانب مهمة تخت روانجي، وقد برز اسمه بعد اللقاء غير المعلن الذي جمعه مع إيلون ماسك، مستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، يوم الاثنين 11 من الشهر الجاري، وهو ما نفته طهران، لكنه اعتبرته تحليلات، إشارة قوية من طهران لرغبة في الحوار المباشر مع إدارة ترامب القادمة.
ما يعني أن طهران تقود تحركات مكثفة للحوار مع الأطراف الغربية، في إطار إما العودة للاتفاق النووي قبل مغادرة بايدن البيت الأبيض، أو الانتقال لاتفاق جديد مع إدارة ترامب، وهو أمر تخشاه أطراف الاتفاق النووي (مجموعة 5+1) بتفرد واشنطن وطهران بطاولة الحوار.