لا أطرح بعض الأسئلة في سياق هذه المقالة من باب الشماتة أو التحقير حول سقوط النظام في سوريا، وهروب الرئيس بشار الأسد عن الساحة التاريخية للصمود السوري في وجه الأعداء طوال العقود الستة الأخيرة، إنما للدلالة على وجود بيوت العناكب في جميع الدول، شرقها وغربها، وعلى هزالة حثالات السلطات الحاكمة امام حتمية التاريخ.
أستهل الكلام بالسؤال الآتي:
لماذا انتظر العالم من فترة حكم بول بريمر للعراق الذي حل الجيش العراقي في قرار من سطر واحد، إلى الساعة الحاسمة التي دعا فيها بشار الأسد الجيش السوري إلى التخاذل والانسحاب أمام فصائل المعارضة المتصارعة، خلال سيطرتها على المدن السورية؟
هل كان بشار الاسد يشعر بالملل والضجر حتى ينتقل من قصره، “الـ chateau الدمشقيّ”، إلى ساحة الكرملين فيMoscow ؟
أم تراه شاء أن يتخلى عن لقب “سوريا الأسد”، ويعتنق “موسكوفية الولد” في شوارع وأزقة موسكو الخلفية؟
اعتقد انه قام بكل ذلك لأنه لمس لدى الأمام الخامنئي استعداداً سافراً للتنازل عن “ولاية الفقيه”، أو بالحري عدم تحقيق “الهلال الشيعي” المستحيل، وكيله للاعتكاف في ردهات “البيت الابيض”، واسترضاء “ولي العقوبات”؟
أو فعل ذلك أيضاً للتنصّل من موبئات ومآسي سجن صيدنايا، والتهاجر إلى صقيع سيبيريا، حتى يحمي نفسه مع عائلته، من انتقال جراثيم الصلب، والتعذيب التي استحبها للشعب السوري المعارض طوال عقود؟
أو أنّه توصل إلى قناعة مطلقة بأن المتاجرة بحبوب الـ Captagon لن تكفل توزيع الرشاوى على المحاصرين مكان إقامته، وعدم إلقاء القبض عليه؟
أظنه قد فقد القابلية من تناوله الروتيني للبرازق مع السمسم، ووجد البديل عنه في لحم ستروجانوف.
لكنني أعتقد جازماً أنه أنف من رياضة البطش والظلم، التي سوف يشاركه ويوقعه فيها الذين يطرقون أبواب قصره بالحديد والنار، فاختار الهرب، والتخفّي، والجبن؟
ما يحدث في سوريا اليوم من قضم صهيوني في الجنوب، وتدمير شامل وكامل لقوى الجيش السوري الدفاعية والهجومية، وقضم تركي في الشمال، ومن طغيان رجب طيب إردوغان، يدفعنا إلى الصلاة والدعاء للشعب السوري الشريف، للعيش بسلام، وسلم، وأمن وأمان!