على وقع استمرار تبادل القصف بين إسرائيل وحركة “حماس” والدمار اللاحق بقطاع غزة جراء ذلك، وحركة نزوح الفلسطينيين وفقدانهم لأبسط مقومات الحياة، تشهد المنطقة حراكاً دبلوماسياً موازياً لا سيما من قبل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، سعياً لنزع فتيل الصراع أو على الأقل احتوائه والحؤول دون تمدده إلى جبهات أخرى في المنطقة. وفي ظل هذه الحركة أجرت “اندبندنت عربية” مقابلة خاصة مع المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية إليزابيث ستكني حول الوضع الإنساني في غزة والمساعدات الإنسانية الموجهة إلى القطاع.
وقالت ستكني حول القضايا الإنسانية التي ناقشها وزير الخارجية الأميركي مع المسؤولين العرب وإسرائيل خلال جولته المستمرة في المنطقة، إن “معالجة الوضع الإنساني في غزة كانت أحد أهداف زيارة الوزير بلينكن إلى المنطقة، وسعى الوزير إلى التأكد من أن يكون المدنيون في مأمن من الأذى، وأن يتمكنوا من الحصول على المساعدات التي يحتاجون إليها”، مؤكدةً أن “الولايات المتحدة تعمل بجهد لإيصال المساعدة إلى غزة والتأكد من بقاء المدنيين في مأمن من الأذى”.
ولدى سؤالها عن مصدر القلق الأميركي الشديد الذي عبر عنه بلينكن “بالنسبة إلى الوضع الإنساني السيء جداً”، أوضحت أن الولايات المتحدة ترى أن المدنيين لا ينبغي أن يعانوا بسبب أفعال حركة “حماس“، مضيفةً “وهذا يعني أنه، من بين جملة أمور أخرى، يجب أن يحصلوا على الغذاء والماء والدواء وجميع الضروريات الأساسية التي يحتاجون إليها، وهذا هو بالضبط ما نعمل عليه”.
وجرى التطرق إلى المناقشات التي تجريها واشنطن مع الأطراف المختلفة بخاصة الجانب المصري بخصوص استغلال معبر رفح لخروج بعض الأجانب من القطاع، فقالت ستكني “إن مصر على استعداد تام لتسهيل مغادرة الرعايا الأجانب، وفي الوقت ذاته، فإن مصر مستعدة لإدخال المساعدات إلى غزة، ونحن نعمل على وضع نظام بالعمل مع الأمم المتحدة ومصر والعمل مع الدول الأخرى، للتأكد من إمكانية وصول المساعدات إلى غزة”.
وذكرت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن بلادها تعمل مع مصر وإسرائيل “لإنشاء ممر إنساني آمن لسكان غزة الذين يحاولون الفرار من هذه الحرب ولضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين داخل القطاع”.
ولدى استيضاحها حول موقف واشنطن بخصوص تهجير سكان غزة، أجابت ستكني “نجري محادثات مع شركائنا الإسرائيليين وغيرهم، ومع الأمم المتحدة بشأن تخفيف المعاناة الأليمة للمدنيين العالقين في الحرب الوحشية التي بدأتها حماس وتهيئة الظروف اللازمة لاستئناف تدفق المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة والدعوة إلى التمسك بقوانين الحرب”.
وفي ظل تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن أخيراً أنه “من الخطأ إعادة احتلال غزة”، سألت “اندبندنت عربية” المتحدثة الأميركية كيف يمكن لواشنطن ممارسة الضغط على إسرائيل للتخلي عن احتلال غزة؟ وهل لدى واشنطن استراتيجية واضحة لحماية المدنيين في غزة؟ فردت بأن “الرئيس بايدن كان واضحاً جداً في أنه سيكون من الخطأ أن تعود إسرائيل لاحتلال غزة، إن الجزء الحاسم من الحل بالنسبة إلى مستقبل المنطقة، وبالتأكيد بالنسبة إلى مستقبل الفلسطينيين والإسرائيليين، هو حل الدولتين، ونحن نواصل دعم ذلك بقوة”.