الكاتب الإيرلندي بول لينش (أ ب)

فاز الكاتب الإيرلندي بول لينش بجائزة بوكر الأدبية المرموقة لعام 2023 عن روايته “Prophet Song” (“بروفيت سونغ” – “أغنية النبي”)، وتسلم جائزته من الفائز بالجائزة العام الماضي الكاتب السريلانكي شبهات، في حفل أقيم في أولد بيلينجسجيت، في لندن.

ويعد لينش البالغ من العمر 46 سنة، الذي يعيش في دبلن، المؤلف الإيرلندي الخامس الذي يفوز بالجائزة التي تبلغ قيمتها 50 ألف جنيه استرليني (63 ألف دولار)، وفقاً لجائزة “بوكر”، بعد إيريس مردوخ وجون بانفيل ورودي دويل وآن إنرايت.

ووصفت الروائية الكندية إيسي إدوجيان، رئيس لجنة التحكيم لعام 2023 ومؤلفة سابقة كانت قد دخلت القائمة القصيرة لجائزة “بوكر”، الرواية بأنها “انتصار للقصص العاطفية والشجاعة”.

وتسعى رواية لينش الخامسة إلى إظهار الاضطرابات في الديمقراطيات الغربية وعدم اكتراثها بالكوارث مثل الأزمة السورية.

وقال لينش إنه أراد أن يفهم القراء الشمولية من خلال تسليط الضوء على الواقع المرير من خلال الواقعية الشديدة في كتاباته. وأضاف أن الرواية مستوحاة من الحرب السورية وأزمة اللاجئين، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

منافسة محتدمة

وقبل الكشف عن الفائز بجائزة “بوكر” البريطانية للرواية، انحصرت المنافسة في روائيين رشحوا للمرة الأولى للمشاركة في التصفيات النهائية لهذه المكافأة الأدبية.

ولم يدرج أي من المتأهلين الستة للتصفيات النهائية لهذا العام، وهم أميركيان وإيرلنديان وكندية وكينية، في القائمة المختصرة من قبل، فيما أدرج اسم واحد منهم فقط في القائمة الطويلة في النسخ السابقة للمسابقة.

تعد الجائزة من أبرز المكافات الادبية في العالم، وقد أوصلت إلى الشهرة أسماء لامعة كثيرة في المجال الأدبي، بينهم الفائزون السابقون سلمان رشدي ومارغريت أتوود وهيلاري مانتل.

 

وتقدم الكتب الستة المشاركة في المنافسة النهائية لهذا العام، “أهوالاً، ومتعة، وأفراحاً، وعزاءً”، بحسب المنظمين، حول موضوعات تتناول، من بين أمور أخرى، قضايا الظلم والهجرة والتطرف السياسي.

وقد فتحت الجائزة الأدبية لهذا العام أمام الأعمال الخيالية للكتاب من أي جنسية والمكتوبة باللغة الإنجليزية والمنشورة في المملكة المتحدة أو إيرلندا في الفترة ما بين الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 2022 والـ30 من سبتمبر (أيلول) 2023.

واختيرت الروايات الست المشاركة في المنافسة النهائية، التي جرى الإعلان عنها في سبتمبر، من قائمة طويلة تضم 13 رواية اختيرت من بين 158 عملاً أدبياً ضمتها القائمة الأولية.

وكان من بينها رواية “The Bee Sting” (“لدغة النحل”) للمؤلف الإيرلندي بول موراي، وهي ملحمة تراجيدية كوميدية تنظر إلى دور القدر في متاعب إحدى العائلات. وكان موراي أدرج في القائمة الطويلة لجائزة “بوكر” في عام 2010.

ومن بين الأعمال التي شاركت أيضاً في المنافسة على الجائزة الرواية الأولى المؤثرة للكاتبة الكينية شيتنا مارو بعنوان “ويسترن لاين” (“الخط الغربي”)، وهي قصة عن الأسى والعلاقة بين الشقيقات، تتمحور حول فتاة مراهقة تجد معنى لحياتها من خلال رياضة الإسكواش.

وتدور أحداث عمل رواية “Prophet Song” (“بروفيت سونغ” – “أغنية النبي”) لبول لينش في دبلن في ظل انحدار إيرلندا نحو نظام يطغى عليه الطغيان.

كما اختارت لجنة الجائزة المكونة من خمسة أشخاص رواية “If I Survive You” (“إذا نجوت منك”) للكاتب الأميركي جوناثان إيسكوفري، التي تدور أحداثها حول أفراد عائلة جامايكية وحياتهم الجديدة الفوضوية في ميامي.

وشارك أيضاً في المنافسة زميله المؤلف الأميركي بول هاردينغ، الذي يروي كتابه “This Other Eden” (“ذيس آذر إيدن”) المستوحى من أحداث تاريخية، قصة جزيرة أبل، وهو جيب قبالة السواحل الأميركية يتوافد إليه المهمشون في المجتمع ويختارونه دياراً جديدة لهم.

كما تمثَّل كندا في القائمة المختصرة عبر “Study for Obedience” (“دراسة من أجل الطاعة”) لسارة بيرنشتاين. وتستكشف هذه الرواية موضوعات التحيز والشعور بالذنب من خلال راوٍ مرتاب.

وعلى رغم أن أياً من الروائيين المتنافسين لم يفز بالجائزة من قبل، فإن بعضهم ليس غريباً على الجوائز، وأبرزهم هاردينغ الذي فاز بجائزة “بوليتزر” للرواية عام 2010 عن روايته الأولى “Tinkers” (“تينكرز” – “المصلحون”).

كما وصل مارو وإسكوفري إلى القائمة المختصرة بروايتهما الأولى. وفاز خمسة روائيين عن روايتهم الأولى بجائزة “بوكر” في النسخ السابقة، آخرهم دوغلاس ستيوارت عن رواية “شوغي باين” في عام 2020.

منحت جائزة بوكر لأول مرة عام 1969. وفاز بالجائزة العام الماضي الكاتب السريلانكي شيهان كاروناتيلاكا عن روايته “The Seven Moons of Maali Almeida” (“أقمار معالي ألميدا السبعة”).